الوطن

وقفة في ساحة البريد المركزي تدعو لتسوية قضية المفقودين

بدعوة من التنسيقية الوطنية لعائلات المفقودين

 

 

بمناسبة اليوم العالمي للمفقودين وبدعوة من التنسيقية الوطنية لعائلات المفقودين، نظّم صباح أمس عشرات المواطنين من ذوي المفقودين وقفة سلمية بساحة البريد المركزي بالجزائر العاصمة، مطالبين بكشف النقاب عن حيثيات القضية وتحديد مصير أبنائهم، ورفعوا شعارات عديدة على غرار: "يابوتفليقة... علاش تخبّي الحقيقة". قبل أن تتدخل قوات الأمن وتفض الوقفة بالقوة.

 

 هذا وتتضارب الأرقام والتقديرات حول العدد الحقيقي للمفقودين وحول المسؤول عن هذه المأساة. للإشارة ومن أجل إيجاد حل للمعضلة فقد دعا في وقت سابق الناشط الجزائري السابق في المنظمة الوطنية لرعاية وإدماج المساجين العيشور فرحات الحكومة الجزائرية إلى التوافق مع عائلات المفقودين من أجل نبش قبور الأموات غير معلومي الهوية والذين يتجاوز عددهم 1500 قتيل، من أجل التوصل لحل جزء من قضية المفقودين التي فشلت كل الحلول السياسية في إنهائها حتى اليوم. وأكد فرحات أن مقبرة العالية في الجزائر العاصمة كانت مكانا لدفن آلاف من الضحايا الذين قتلوا في معارك "العشرية السوداء" وقال: "لقد كنت شاهدا عامي 1994 و1995 على عمليات دفن في مقابر جماعية لمئات من الضحايا بطريقة تفتقر إلى أبسط حقوق موتى المسلمين، حيث أن الموتى يدفنون بثيابهم التي كانوا عليها ومن دون غسل ولا صلاة جنازة ولا حضور أهاليهم. وأعرف كثيرا من القبور التي تحتوي عشرات الجثث من هذا النوع، والتي يتجاوز عددها 1500 جثة مجهولة الهوية حتى الآن، ومن شأن نبش قبور هؤلاء وإخضاعهم للتحاليل الطبية أن يكشف عن هوياتهم ويحل جزءا من مشكلة المفقودين التي أخذت من أموال الدولة الجزائرية الكثير". وأضاف قائلا: "لقد سبق لي أن عملت ضمن اللجنة الوطنية لرعاية وإدماج المساجين، كما عملت ضمن الجيش الوطني عام 1997، وعندما قررت أن أتحدث بما أملكه من معلومات عن هذه المقابر الجماعية التي أنا على استعداد لتقديم معلومات إضافية عنها للمؤسسات الحقوقية ذات الصلة، إنما فعلت ذلك من باب الجهد في حل مسألة المفقودين وليس خدمة لأهداف سياسية مع أو ضد الحكومة. وإذا كنت أريد العمل السياسي المعارض فهذا مجاله داخل الجزائر وليس هنا". وأضاف: "إنني أخاطب العقلاء في الحكومة الجزائرية إلى أن يستمعوا لنصيحتي هذه، أي الاستفادة من المنجزات العلمية لكشف هوية مئات من الجثث التي يعرف كل الجزائريين أماكن تواجدها في مقبرة "العالية"، لكنهم لا يعرفون أسماءها، ومن شأن عمل كهذا أن يسهم في حل جزء من قضية فشلت حتى الآن كل الوسائل الأمنية والسياسية والإعلامية الرسمية في إقناع الرأي العام بها"، على حد تعبيره. وذكر فرحات أن مقبرة "العالية"، التي تقع في المخرج الشرقي للجزائر العاصمة بالقرب من جامعة باب الزوار، تضم حوالي 5000 قبر، 2000 منها تم دفنها بشكل عادي، و1500 من البقية معروفة أسماؤهم، ومن بينهم ضحايا سجن "سركاجي"، بينما باقي المدفونين مجهولي الهوية، كما قال. 

بالمقابل أكد نائب رئيس الجمعية الوطنية لعائلات المخطوفين والمفقودين من طرف النظام في "العشرية السوداء"، أن عدد المفقودين يفوق 25 ألف مفقود، وقال: "لدينا ملفات بالأسماء لأكثر من 25 ألف مفقود، بما فيهم العدد المدفون في مقبرة "العالية"، ونعتقد أن فكرة نبش القبور وإخضاع الموتى لتحاليل الحامض النووي قد يكشف جزءا من الحقيقة، وهذه خطوة من الخطوات التي نسعى لتحقيقها، أي كشف الحقيقة أولا عما جرى ومعرفة المسؤولين ومتابعتهم والتعويض لعائلات الضحايا".

محمد دخوش

من نفس القسم الوطن