الوطن

حملة عدائية جديدة ضد الجزائر برعاية محمد السادس

المخزن "يحرّش" سفراءه في العالم بعد خسارة جميع أوراقه الدعائية

 

صعّد ملك المغرب محمد السادس من "حملته العدائية" ضد الجزائر مستخدما في ذلك السفراء المغاربة عبر العالم الذين جمعهم أول أمس بالرباط لمواجهة ما اسماه "التصدي لخصوم الوحدة الترابية"، بعد أن اشتم رائحة الفشل الدبلوماسي والدولي في زيف أطروحة الحكم الذاتي التي لم تعد تقنع حكومات العالم.

ولجا المخزن في آخر خططه العدائية ضد الصحراء الغربية وبعد فشل الدبلوماسية المغربية إقناع دول العالم بأطروحاته التضليلية، إلى اجتماع للسفراء المغاربة في العالم اعتبره وزير خارجيته سعد الدين العثماني "الأول من نوعه"، حيث تلى هذا الأخير على مسامعهم رسالة الملك محمد السادس التي حملت في طياتها تحد صارخ لتقرير مصير الشعوب للصحراء الغربية الذي تنادي به الأمم المتحدة والقوانين الدولية بتعبئة سفراءه في دول العالم "من أجل الدفاع عن وحدة بلاده الترابية شمالا وجنوبا" حسب زعمه.

وكرر محمد السادس عبارات "خصوم" و"معركة" في أكثر من مرة في إشارة إلى الجزائر التي درج على تصنيفها في هذه الخانة مرارا، مستندا إلى مبررات واهية حيث أكد بنحو ما وبما لا يدع للشك أن عودة العلاقات إلى مجراها بين البلدين ليس بقريب قائلا إذ "نشدد على أهمية الاستمرار في النهج نفسه، فإنه يتعين التصدي بكل حزم، للمناورات والمحاولات اليائسة.. التي ما فتئ يشنها خصوم وحدتنا الوطنية والترابية، حيث يجب على السفراء خوض هاته المعركة.." حسب قوله.

والظاهر أن المخزن يسعى في خطته العدائية بعد يأسه من إقناع العالم بفحوى أطروحاته الزائفة إلى استغلال الظرف الدولي الراهن في سوريا أو مصر أو غيرها، لحشد التأييد المرجو خصوصا وان اجتماع السفراء حضر فيه الموقف المغربي بوضوح من الحرب الأمريكية الوشيكة على سوريا، حيث قال العثماني إن المغرب يحمّل النظام السوري مسؤولية المجازر الأخيرة التي شهدتها الغوطة، والتي استعملت فيها الأسلحة الكيماوية، وأضاف "نحمل النظام السوري أيضا المسؤولية عما يمكن أن يترتب عما قام به" وقال: "عمليا، نحن ننسق مع الأشقاء العرب وبالأخص مع (الإخوان) في دول الخليج، وأعضاء الجامعة العربية الآخرين، وسنشارك في جميع القرارات التي ستصدرها الجامعة العربية، التي ما زالت تدرس هذا الموضوع". ويعني هذا الكلام أن المخزن يوقع "على بياض" طمعا في مساندة أطروحاته المغربية، متجاهلا في المقابل أن هناك قضية احتلال مدينتي سبتة ومليلية من طرف اسبانيا والصمت الرهيب من جانب ملك المغرب، الذي تناسى متعمدا وجود أراضٍ مغربية محتلة منذ عقود دون أن يحرك ساكنا.

وقبل أسابيع وتحديدا في ذكرى عيد العرش أطلق مجددا الملك محمد السادس، عبارات استفزازية ضد الجزائر محملا إياها مسؤولية الخلاف بشأن ملف الصحراء الغربية، ما يؤكد أن الخرجات الإعلامية المتتالية لهذا الأخير أضحت غير مقنعة ما دفعه إلى الاحتكام إلى الدبلوماسية لإنقاذه من الفشل الواضح على الصعيد الدولي والعربي في قضية احتلاله للصحراء الغربية. 

 

محمد اميني

من نفس القسم الوطن