الوطن

سعيداني ودفتر الشروط المطالب بإنجازه

رجل المهام الصعبة يخفق في تثبيت أنصاره داخل المكتب السياسي

 

نجح جناح مكتب الدورة السادسة للجنة المركزية، التي يرأسه أحمد بومهدي، في مهمة الحصول على تزكية لرجل "التوافق والاجماع "كما يحلو لأنصاره تسميته داخل حزب جبهة التحرير الوطني، القيادي عمار سعيداني، حيث أدت عملية استئناف أشغال الدورة السادسة التي عقدت أمس أول بفندق الأوراسي بالعاصمة، إلى تزكيته في منصب الأمين العام خلفا لعبد العزيز بلخادم، وبالرغم من أن"رجل المهمات الصعبة" كما أطلق على نفسه في أول ندوة صحفية عقدها بعد خلافته لبلخادم، قد نجح في أن تتم أشغال الدورة في جو من الهدوء الذي ميزّ الساعات القليلة التي عقدت فيها إلا أن أول لقاء جمعه بمن ساعدوه في أن يكون رجل التوافق بعد حصوله على دعم أكثر من 264 عضو، لم يمر مرور الكرام عليه وأربكوا فرحته التي لم تكن مكتملة بالنظر إلى مساعي الإطاحة به التي يقوم بها الطرف الآخر الذي يترأسه القيادي عبد الرحمان بلعياط وثلّة من قيادات الحزب المحسوبة على الأسرة الثورية.

إخفاقات رجل المهام المضبوطة سابقا، من قبل أطراف أخرى لم ينف وجودها في حياته السياسية، بناء على ردوده على أسئلة الصحافيين، خاصة وأنه سعى بين كل ردّ وآخر إلى تثمين انجازات الرئيس الشرفي للحزب العتيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي قال بأنه من أعاد حالة الاستقرار الأمني للجزائر، وفرض مكانتها المرموقة في مختلف المحافل الدولية، وصولا إلى أنه يحوز على الفضل في عدم وصول موجة "دويلة قطر" كما وصفها ويقصد من خلالها ضلوع قطر في أحداث الربيع العربي وسعيها إلى وصول مدّه إلى الجزائر، ما تركت انطباعا لكل من حضر اللقاء الذي جمعه بالأسرة الإعلامية التي كانت متواجدة بقوة في أشغال دورة اللجنة المركزية، إلى أن الرجل لا ينفي وقوف رئيس الجمهورية كسند له في هذه المرحلة الحساسة والهامة التي يمر بها الحزب العتيد، ولم يكتف الرجل بهذا الترويج "المجاني"، لصورة الرئيس التي يعلم الصغير قبل الكبير بالأهمية التي لعبها تواجده في هرم السلطة في إعادة الروح إلى الجزائر، بل شمل برنامج خليفة بلخادم على رأس أكبر الأحزاب السياسية في الجزائر حسب ما كشف عنه من خطوط عريضة، تداعيات المرحلة المقبلة المبنية على أولويات ودفتر شروط يكون سعيداني قد قبل بتنفيذها إلى حين حدوث أي تغيرات في خارطة الطريق هذه، ويراهن سعيداني ومن أوكلوا له مهمة ترتيب البيت الأفالاني في هذا الوقت في لم شمل شتات المناضلين في الحزب العتيد، وقياداته التي عملت بعض الأطراف على تشتيتها أشهر قليلة قبل موعد الرئاسيات، التي تشير مصادر من داخل اللجنة المركزية أن الحديث عن تمديد هذه العهدة حتى 2016 وارد جداً وأن العارفين بخبايا السلطة ومن يهندسون الدستور متيقنون بأن الرهان على البرلمان من خلال صورة الأفالان الذي يجوز على الأغلبية داخل قبته، هم من سيساهمون بإيعاز من أمينهم العام الجديد الذي قرر أن يلبي لهم طلباتهم في الذهاب إلى الصندوق من أجل اختيار ممثلي الحزب العتيد في مختلف هياكل المجلس، حيث يرتقب حسب مصادر "الرائد"، أن يمر التعديل الدستوري المقبل عبر البرلمان فقط ولن يكون هناك استفتاء شعبي عليه، كما سبق وأن التزم به الرئيس، حيث سيتولى سعيداني رفقة نواب الحزب الذي يتجاوز عددهم الـ 200 نائب في تزكية هذا القرار.

كما يراهن الأمين العام الجديد للحزب العتيد، في المرحلة الهام التي يعيشها اليوم، في تزكية عدد من المقربين منه إلى منصب وزير خاصة وأن الحديث عن التعديل الحكومي سيتم في الأسابيع القليلة المقبلة، وهناك أطراف عديدة تتحدث عن إزاحة المغضوب عليهم من وزراء الأفالان الحاليين الذين قاطعوا جناح أحمد بومهدي، من هذا المشروع، ووضع شخصيات أخرى أكثر قربا منه في هذه المناصب الهامة التي تسعى حكومة سلال إلى العمل على تجسيد مشاريع رئيس الجمهورية قبل وبعد تمرير مشروع الدستور الجديد على المشهد السياسي، خاصة وأن أجندة الدستور الجديد ستقر بأهمية تمديد الفترة الرئاسية من 5 سنوات إلى 7 سنوات، كما ستضمن تواجد منصب نائب الرئيس الذي سيتولى مهمة تسيير الدولة، في حالة شغور منصب الرئيس، وهو المنصب الذي سيقوم بتعيينه رئيس الجمهورية.

هذا وتتمحور أجندة خليفة بلخادم، بالعمل على توحيد صفوف الحزب، وإقرار الصلح والمصالحة، خاصة في هذه المرحلة الهامة التي وصفها بساعة الجدّ والخطر في نفس الوقت خاصة وأن الجزائر ومؤسساتها في حاجة إلى وحدة الشعب الجزائري ووحدة صفوفه، من أجل مواصلة مشروع حماية البلاد والحفاظ على مصالحها ومصالح المواطنين التي يعد حسب سعيداني من أهم أولويات الدولة ومؤسساتها، وهي أولويات الحزب العتيد أيضا الذي يحوز على الأغلبية في مختلف هيئات الدولة من مجالس شعبية بلدية، ولاية، وطنية وفي البرلمان بغرفتيه، ما يجعل هذه التشكيلة السياسية للأفالان محط رهان الدولة في مساعيها لتحقيق التنمية والاستقرار الوطني، وقبل ذلك يراهن المتحدث على تحقيقه للاستقرار داخل هياكل حزبه، من خلال ضمان وحدة الصفوف بين جميع قواعده، وهو ما دفعه إلى تغيير موقفه لحظات قبل عقده لأشغال الاجتماع الأول بينه وبين اللجنة المركزية بصفته أمين عام الحزب، إلى الرضوخ لقرار فئة من اللجنة المركزية التي سارعت بعد إبدائه لرغبته في الكشف عن تشكيلة المكتب السياسي، في التباحث حول الطريقة التي سينتهجها هؤلاء في حالة ما خانهم الرجل في أول محطة تجمعهم به، وقراءة السيناريوهات التي قد يطل بها سعيداني عليهم في الاجتماع الذي عرف توترا كبيراً بينه وبين زملائه في اللجنة المركزية حيث طالبه هؤلاء بأهمية أن يأخذ الوقت الكافي للإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي، خوفا من مقاطعة أبدى الكثيرون اعتزامهم القيام بها في حالة ما كانت الأنباء التي وردت عن مقربين منه وقيل بأنها تضم كل من مداني حود، وأحمد بناي ومصطفى معزوزي، ومحمد عليوي، وليلى الطيب المغضوب عليهم من قبل فئة كبيرة من داخل اللجنة المركزية، ما جعله يعدل عن قراره هذا، ويؤجل الإعلان عن تشكيلة مكتبه السياسي حتى وقت لاحق.

يذكر أن أشغال "الدورة السادسة المستأنفة للجنة المركزية"، ترأسها كل من أحمد بومهدي إلى جانب ليلى الطيب بصفتها العضو أكبر سنا وزحالي عبد القادر بصفته العضو الأصغر سنا، وحضر أشغالها 264 عضوا من بينهم 13 بوكالة مع تسجيل غياب 15 عضو، من بين 340 عضو في اللجنة المركزية.

خولة. بو

من نفس القسم الوطن