الوطن
الجزائر تعارض التدخل العسكري وتدين استعمال الكيماوي
في وقت الذي تستعد فيه الولايات لمتحدة الأمريكية لضرب سوريا
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 31 أوت 2013
عارضت الجزائر بشدة أي تدخل عسكري في سوريا داعية المجموعة الدولية إلى "حث ودعم" الأطراف السورية على مباشرة مسار سياسي لإيجاد حل للازمة وإعادة السلم في سوريا"، بالمقابل جددت الجزائر إدانتها لاستعمال أسلحة كيمياوية في سوريا لقتل الأبرياء، مؤكدة أن استعمال هذا النوع من الأسلحة غير قانوني وغير أخلاقي أيا كان مرتكبوه أو مكان استعماله.
وحسبما أفاد به بيان لوزارة الخارجية فإن الجزائر تدعو أكثر من أي وقت مضى المجموعة الدولية إلى حث ودعم الأطراف السورية على مباشرة مسار سياسي لإيجاد مخرج من الأزمة من أجل إعادة السلم والإستقرار في البلاد وتحقيق انسجام الشعب السوري الشقيق وتقدمه"، حيث أكد البيان أن "الجزائر لطالما ذكرت بأن الحوار السياسي الشامل مسعى لابد منه من أجل إيجاد حل توافقي للأزمة في سوريا"، معربة عن رفضها لأي تدخل عسكري في بلد ذي سيادة خارج معايير القانون الدولي. من جهة أخرى ذكر بيان وزارة الخارجية أن الجزائر كانت في الطليعة سنة 1997 عند إعداد واعتماد الاتفاقية المتعلقة بمنع الأسلحة الكيماوية وجعلت من عدم قانونية استعمال هذا النوع من أسلحة الدمار الشامل حدا لا يمكن أن تتعداه أي دولة دون خرق الشرعية الدولية ومدونة حسن السلوك في العلاقات الدولية"، كما جددت الجزائر تأكيدها لموقفها المبدئي بشان استعمال الأسلحة الكيمياوية وإدانتها بشدة استعمال هذا النوع من الاسلحة الملاحظ في سوريا حيث فقد مدنيون أبرياء حياتهم"، مضيفة أن "استعمال هذا النوع من الأسلحة غير قانوني وغير اخلاقي أيا كان مرتكبوه أو مكان إستعماله". وخلص البيان إلى أن "تحفظات الجزائر على القرار الذي اعتمد في القاهرة تخص إمكانية اللجوء إلى مجلس الأمن في الوقت الذي لايزال فيه فريق المحققين الأمميين في دمشق ولا يوجد أي دليل يسمح بتحديد مسبق للمسؤوليات أو تحديد هوية مرتكبي مثل هذه المجازر"، يأتي هذا في الوقت الذي تبحث فيه الولايات المتحدة الامريكية عن تحالف لضرب سوريا، حيث قال وزير الدفاع الأميركي شاك هغل إن بلاه مازالت تهدف لإيجاد تحالف دولي للتحرك ضد سوريا، وذلك بعد إعلان بريطانيا أنها لن تشارك في توجبه ضربه عسكرية إلى دمشق ردا على استخدام أسلحة كيماوية، حيث سبق وأعلن وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند عدم مشاركة بلاده في عملية عسكرية مرتقبة ضد دمشق، مؤكدا أن "المملكة المتحدة لن تشارك في تحرك عسكري ضد سوريا"، مضيفا أن "الولايات المتحدة ستشعر بالإحباط" جراء هذا القرار.
طهران تبحث مع مدلسي "منع الحرب على سوريا"
أعلنت أمس وزارة الخارجية الإيرانية عن اتصال هاتفي آجراه الوزير محمد جواد ظريف مع نظيره الجزائري مراد مدلسي لبحث التطورات الأخيرة في سوريا و"تامين عدم مرور قرار العدوان عليها عبر مجلس الأمن".
وقالت جريدة "السفير" اللبنانية عن تنسيق دبلوماسي تجريه ايران على أعلى مستويات عبر تجنيد اكبر عدد من الدول للحد من لجوء أمريكا على ضرب سوريا، من خلال اتصالات أجراها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لبحث التطورات السورية مع عشرة من نظرائه، من بينهم وزير الخارجية مراد مدلسي بعد موقفها الرافض للعدوان وتشديدها على انتظار نتائج التحقيق الأممي حول مزاعم استعمال الكيماوي في الغوطة بسوريا. ولعل من أهم تجليات هذا التنسيق، "ضرورة منع الحرب"، كما جرت اتصالات وزراء خارجية الكويت والأردن وإيطاليا وسويسرا وبلجيكا وإسبانيا واليونان وفرنسا وأذربيجان.
وبحسب مصادر إعلامية، فإن التنسيق المستمر بين أضلع محور المقاومة والممانعة من طهران إلى الضاحية مروراً بدمشق، مركز جاذبية الاهتمام، يجري من ساعة إلى ساعة، وأن خططاً واضحة للردّ على العدوان أصبحت جاهزة، وهي ستشكل مفاجأة صاعقة للأصدقاء قبل الأعداء، وتختلف بحسب اختلاف الضربة واتساعها وانحسارها تضيف المصادر.
وتحذر المصادر من أن التجربة الليبية لا زالت شاخصة أمام الجميع، حيث اتخذ التحالف الغربي من حظر الطيران غطاء للتدخل في البلاد وإسقاط النظام عبر ضربات جوية تخطت المواقع الجوية والمطارات والطائرات، لتتدخل في المعارك اليومية وفي إسقاط المدن.
سارة زموش
م. اميني