الوطن

تبعية التسيير الحكومي تضرب مصداقية الهلال الأحمر

وزارة التضامن الوطني تضع المؤسسة تحت وصايتها

 

قررت وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة التدخل لحل الجدال القائم في بيت الهلال الأحمر الجزائري، على خليفة تقديم رئيس المؤسسة حاج حمو بن زفير إستقالته وحالة الشغور التي يعرفها منصب الرئيس بسبب عدم انعقاد الجمعية العامة لانتخاب قيادة للهلال منذ قرابة السنتين، لتضع خطوة مثل هذه مصداقية مؤسسة الهلال الأحمر الجزائري والتي تعتبر مؤسسة قائمة بذاتها تابعة للمجتمع المدني على المحك مقارنة بنظيراتها على المستوى العالمي.

 

وصفت أمس وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة الوضع في الهلال الأحمر الجزائري بـ"الملفت للانتباه" على اثر استقالة رئيسه حاج حمو بن زفير، وحالة شغور منصب الرئيس، واتخذت وزارة التضامن الوطني اجراءات تهدف لضمان استمرارية هذا المرفق المدني حيث تم تنصيب لجنة مشتركة مكلفة بدراسة الوضع السائد والتحضير لتنظيم جمعية انتخابية عامة قصد تمكين الهلال من انتخاب هيئاته القيادية الوطنية، كما عينت وزارة التضامن الوطنية مسيرين اثنين تحت إشراف اللجنة الوزارية المشتركة وذلك لضمان استمرارية السير العادي للهلال الأحمر الجزائري، على أن يتكلف المسير الأول بالتسيير الإداري والمالي للهلال الأحمر الجزائري، والمسير الثاني مكلف بإعادة تفعيل البرامج الإستعجالية، كما أكدت الوزارة أن اللجنة الوزارية ستتولى تسيير المرحلة الانتقالية لهلال إلى غاية الجمعية العامة الانتخابية وانتخاب هيئاته القادمة، وبهذا تكون مؤسسة الهلال الأحمر الجزائر تحولت من مؤسسة مستقلة إلى مؤسسة تحت وصاية الحكومة، لتطرح مثل هذه الخطوة العديد من التساؤلات حول قانونيتها بما أن مؤسسة الهلال الأحمر هي مؤسسة قائمة بذاتها ولا يحق لأي وزارة التدخل في تسييرها الداخلي، كما أن مثل هذه الخطوة قد تعرض مصداقية الهلال الأحمر الجزائري للتلاشي، مقارنة مع نظيرتها على المستوى العالمي، التي لا تعترف سوى بالمجتمع المدني كشريك في نشاطاتها، حيث اعتبر العديد من المراقبين أن تدخل وزارة التضامن في شؤون الهلال الاحمر الجزائري قد يفقده استقلاليته التامة ويعيقه على أداء نشاطاته، خاصة بعد تأخر عقد جمعية عامة لاختيار قيادتها لقرابة العامين، الأمر الذي أزم من الوضعية ووضع نشاط هذه المنظمة على المحك، أن لم نقل تم تجميده، توازيا مع ما تمر به الجزائر من أوضاع غير مستقرة على حدودها وكذا أزمة اللاجئين السوريين في الجزائر، والجهود المضاعة التي يجب أن تبذل في هذا الصدد، هذا وكان رئيس الهلال الأحمر الجزائري حاج حمو بن زفير قد قدم استقالته من منصبه الشهر الماضي، دون إعطاء أسباب واضحة لمثل هكذا قرار، سوى فتح المجال لانعقاد الجمعية العامة التي لم تجتمع منذ سنتين، وعكس الأسباب التي قدمها بن زفير يرى الكثيرون أن هذه الاستقالة جاءت لمنحه فرصة التحضير للتموقع من جديد في مؤسسة الهلال الأحمر الجزائري بأكثر قوة وبشرعية تضمن له المزيد من الصلاحيات. يذكر أن مؤسسة الهلال الأحمر الجزائري عرفت الفترة الأخيرة العديد من الهزات الإرتدادية، حيث طالب العديد من أعضاء الهلال الأحمر الجزائري برحيل بن زفير بالنظر لسوء التسيير وتجاوزه الصلاحيات المحددة له، الامر الذي وثر الأوضاع وإنعكس على نشاطات المؤسسة سواء على المستوى الوطني أو الدولي.

سارة زموش 

 

من نفس القسم الوطن