الوطن
1100 جزائري "منسيون" في السجون الإسبانية
46 معتقلا منهم مدانون في قضايا إرهابية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 أوت 2013
• مدريد لم تلتزم باتفاقية تبادل وتسليم السجناء الموقعة مع الجزائر عام 2008
كشف أمس تقرير رسمي إسباني أن 46 جزائريا يوجدون خلف السجون الاسبانية منذ سنوات، بتهم تتعلق بقضايا الإرهاب موضحا أن عددهم في سجون البلد يتجاوز 1100 معتقل.
وأوضح تقرير صادر عن إدارة السجون الاسبانية أن مجموع السجناء الأسبان في 66 مركزا للاعتقال بلغ إلي غاية يوم 31 ديسمبر الماضي 55 ألفا و49، من ضمنهم 17 الفا و282 من الأجانب، اي ما نسبته 31% من مجموع المعتقلين، علما أن نسبة المهاجرين من الجنسيات الاخري لا تتجاوز 7% من سكان اسبانيا. ويكشف التقرير أن عدد المهاجرين المغاربة المعتقلين في السجون الاسبانية يبلغ 4453 متصدرين بذلك قائمة المساجين الأجانب، يليهم الكولومبيون بـ2019 ثم الرومانيون بـ1341 والجزائريون في المركز الرابع بـ1100 معتقل.
ويوجد قرابة 8% من المغاربة في اسبانيا في سجون هذا البلد، وهي نسبة مرتفعة للغاية، لا تتجاوزها سوى نسبة الجزائريين التي تصل إلى 2%، إذ أن عدد المهاجرين الجزائريين في اسبانيا هو 50 ألفا منهم 1100 في السجون.
وخلال الثلاث سنوات الأخيرة، لوحظ ارتفاع عدد المغاربة في قضايا إرهابية، اذ وصل عددهم 52 في الوقت الراهن اغلبهم بعد تفجيرات 11 مارس الإرهابية يليهم الجزائريون بـ46 معتقلا، جزء كبير اعتقل في أواخر التسعينات نتيجة قيامهم بمحاولة بناء بنيات للحركات المسلحة تعمل على استقبال الفارين من الجزائر وتمكينهم من هويات مزيفة.
وكانت اتفاقية تبادل المجرمين بين الجزائر واسبانيا دخلت حيز التنفيذ بتاريخ 10 جويلية 2008 بعد مضي عامين على توقيعها في جانفي 2006 ولكن رغم هذه المدة لم يتم إطلاق أو محاكمة السجناء الجزائريين في بلادهم، حيث كانت تقتضي الاتفاقية الموقع عليها المصادقة على محضر تبادل وتسليم المجرمين مع الإشارة إلى إطلاق سراح 24 جزائريا منذ 2008 كانوا متواجدين في السجون الاسبانية بتهمة الإرهاب. وتأتي الاتفاقية المتعلقة بتسليم المجرمين بعد تلك التي وقعها وزيرا داخلية الجزائر وإسبانيا سابقا والمتعلقة بالتعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، فيما تقرر جعل ملف مكافحة الهجرة السرية بين الطرفين نقطة تعاون وليس خلاف.
وصول ما يفوق 50 مهاجرا سريا في ظرف 4 أيام إلى سواحل إسبانيا
دخلت فرق خفر السواحل الاسبانية في حالة تأهب قصوى بعد تدفق فوج من قوارب الموت لحراقة جزائريين على سواحل الجنوب الاسباني، خاصة بعد ارتفاع درجات الحرارة واعتدال حالة الطقس، واللافت أن الحراقة كان من بينهم عدد من القصر الذين لم يتجاوز سنهم 17 سنة.
وفي السياق نقلت وكالة الابناء الاسبانية الرسمية إيفي عبر شريط فيديو وصول فوج من 19 حراقا جزائريا غلى سواحل ألميرية الاسبانية بعد أن تم اعتراضهم في منطقة رأس غاتا "كابو دي غاتا"، حيث ظهر بينهم مراهقون في سن السادسة عشر والسابعة عشر وهم يرددون "وان تو ثري فيفا لالجيري" عند وصولهم إلى الميناء برفقة أفراد متن حرس السواحل الصليب الأحمر الاسباني.
وقد تم اجراءات الفحوص الطبية وتقديم الاسعاف لعدد من الحراقة قبل تحويلهم إلى مركز ألميرية لمباشرة عملية طردهم غلى الجزائر مستقبلا.
واعترض حرس السواحل الاسبان كذلك قاربا مطاطيا وعلى متنه 12 حراقا جزائريا قرب مدينة مورسيا الاسبانية وتم تحويلهم إلى مركز الحجز المؤقت لإعادة ترحيلهم مستقبلا، حيث كان الحراقة من الذكور البالغين بحسب نفس الصادر.
وغير بعيد عن مورسيا اعترض خفر السواحل الاسبان زورقا مطاطيا وعلى متنه 8 جزائريين بينهم مراهقين اثنين، وهذا منتصف ليلة أول أمس، وتم تحويلهم إلى مركز التجميع المؤقت للأجانب بمدينة مورسيا في انتظار ترحيلهم غلى الجزائر.
وكان قرابة 27 حراقا آخرين قد وصولوا قبل 3 أيام إلى السواحل الاسبانية على متن زورقين صغيرين بينهم عدد من القصر لم يتم تحديده بعد.
واستمر توافد الحراقة الجزائريين على السواحل الاسبانية رغم الأزمة الاقتصادية التي يمر بها هذا البلد الأوربي وكذلك تشديد اسبانيا للعقوبات على الحراقة ومهربي البشر، فضلا عن حرمان المهاجرين غير الشرعيين من مجانية العلاج ومعاقبة المواطنين الاسبان الذين يقدمون العون للمهاجرين غير الشرعيين، إلا أن ذلك لم يمنع المئات من الجزائريين من المغامرة والإبحار نحو الجنة الاسبانية الموعودة.