الوطن

أحزاب السلطة لا يعنيها ما يحدث في مصر!

لم تبد موقفها ولم تصدر بيان تنديد أو استنكار


 

في الوقت الذي تحاول فيه الأحزاب المحسوبة على التيار الإخواني في الجزائر دعم نظرائهم في مصر دفاعا عن الشرعية، من خلال تنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية للمطالبة بقطع العلاقات مع الانقلابيين، صمت مطبق يخيم على أحزاب السلطة والأحزاب المحسوبة على التيار الوطني والديمقراطي، حيث لم تبد هذه الأخيرة أي تفاعل مع ما يحدث في المنطقة العربية، متبنية بذلك موقف السلطة الجزائرية في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للشعوب.

لم تبد الأحزاب الوطنية والديمقراطية في الجزائر على غرار الأفلان والأرندي وحزب العمال وكذا الحركة الشعبية الجزائرية وغيرها من الأحزاب أي موقف بشأن الأزمة في مصر، حيث لم تصدر حتى بيان إدانة أو شجب للمجازر التي شهدتها رابعة العدوية وميادين مصر خلال الأيام الماضية، وفي هذا الصدد يرى العديد من المراقبين أن الصراع داخل هذه الأحزاب وانشغالها بتصفية حساباتها قبل الرئاسيات، هو ما منعها من التفاعل مع الأحداث الإقليمية المتسارعة، فيما يرى البعض أن عدم إبداء موقفها مما يحدث في مصر جاء مؤيدا لمبدأ الجزائر في عدم التدخل في شؤون البلدان المجاورة، وعلى ما يبدو، فإن هذه الاحزاب اعتبرت أنه من صالح الجزائر أن تبقى مواقفها مبنية على مقومات السياسة الخارجية، في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتي تنص عليها المواثيق الدولية، حتى لا تورط نفسها في قضايا لا تخدم مصلحتها وأمنها الوطنيين، من جهة أخرى تعمل الاحزاب المحسوبة على التيار الإخواني كحمس والنهضة وحركة البناء على دعم الإخوان المسلمين في مصر من خلال تنظيم مسيرات في الجزائر ومظاهرات بالإضافة إلى بيانات الشجب والإدانة التي تصدر بشكل يومي تقريبا، لمطالبة السلطة الجزائرية بإظهار موقف رسمي "شجاع" حول ما يحدث في مصر، وطرد السفير المصرى وقطع العلاقات مع حكومة الانقلابيين، لترد الخارجية الجزائرية ، أن ما يحدث في مصر شأن داخلي، وأن مواقف الأحزاب السياسية لا تعبر عن مواقف الجزائر الرسمية، حيث أوضح الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني، في آخر تصريح له أن الوزارة ليس من صلاحيتها الرد على ذلك معتبرة أن كل حزب سياسي يقدم آراء ومواقف خاصة بالأحداث الدولية، بناء على توجهاته وقناعاته السياسية، ليتلخص موقف الجزائر الرسمي في المتابعة والقلق على ما يحدث في مصر، من جهة أخرى اعتبر بعض المراقبين أن دعم الاحزاب الإسلامية في الجزائر لإخوان مصر جاء من تخوفهم لخسارة معركة الرئاسيات القادمة، بما أن نهاية تنظيم الإخوان المسلمين في مصر هو إيذان بسقوط الإسلاميين الجزائريين، خاصة وأن طموحهم يفوق حظوظهم في الرئاسيات القادمة.

س.زموش

من نفس القسم الوطن