الوطن

أسبوع في كنف الاستقرار بمالي..هدوء يسبق العاصفة؟

حركة الأزواد التزمت باتفاق الهدنة مع الرئيس الجديد وعينها على "حكم ذاتي"

 

شهدت مالي أهدى أسبوع لها أمنيا منذ إجراء الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية قبل أكثر من أسبوع خصوصا في مناطق الشمال المضطربة منذ سيطرة حركات متطرفة عليها ما أثار تساؤلا حول التزام الأطراف المتناحرة باتفاق واغادوغو أم انه مجرد هدوء يسبق العاصفة.

 

وأعقب الإعلان الرسمي لنتائج الانتخابات بتهنئة الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير ازواد، بعد يومين من إجرائها الرئيس المالي الجديد إبراهيم أبو بكر كيتا، إثر فوزه في الانتخابات، وقال محمد جيري مايغا نائب رئيس الحركة الوطنية لتحرير ازواد، لوكالة فرانس برس: "باسم الحركات الموقعة للاتفاق التمهيدي في واغادوغو في 18 جوان 2013، أهنىء الرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا بفوزه الكبير في الانتخابات الرئاسية". الأمر الذي فسره بعض المراقبين بالترحيب بالرئيس الجديد الذي يخدم الجانبين ولو مؤقتا بسبب وجود عدو مشترك هو عناصر القاعدة واقتراح الحركة على الرئيس الجديد منحها حكما ذاتيا. واقترحت الحركة مطلع اوت الجاري على السلطة المركزية في باماكو حكما ذاتيا بعد فترة المفاوضات التي تستمر ستين يوما كما ينص عليه الاتفاق التمهيدي على وقف إطلاق النار المبرم قبل الانتخابات الرئاسية.

 

ووقعت الحركة الوطنية لتحرير ازواد، وحليفها المجلس الأعلى لوحدة ازواد، برعاية بوركينا فاسو، اتفاقًا يهدف إلى السماح بإجراء الانتخابات الرئاسية في مدينة كيدال بشمال شرق مالي، والتي تسيطر عليها مجموعات الطوارق، وذلك بعد التدخل العسكري الفرنسي الذي طرد الجهاديين المتحالفين مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من شمال مالي. وينص الاتفاق على وقف لإطلاق النار، وعودة تدريجية لقوات الأمن المالية إلى كيدال، وتموضع لمقاتلي الطوارق في نقاط معينة.

أما كيتا فيريد تحقيق رؤية لإنقاذ مالي، والعودة بها إلى جادة الديمقراطية، التي تعهد بها خلال الحملة الانتخابية وتعهد بأن تكون نموذجاً يحتذى به، في منطقة غرب إفريقيا، رغم المشاكل وحالة عدم الاستقرار التي مرت بها، كما أنه ظل يردد أن أولويته هي المصالحة، ورأب الصدع في الشمال.

 

ولقيت الانتخابات الرئاسية "ارتياح" الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، وأشاد امس الأحد الأمين العام بالماليين لإيمانهم بالديمقراطية، هذا الإيمان الذي تجلى في عقد انتخابات سلمية حرة ونزيهة مكّنتهم من اختيار رئيس جديد منتخب سيتولى مهمة استعادة السلام الدائم عبر عملية للمصالحة الوطنية وتشجيع التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة. وأثنى الأمين العام على مرشحَي الرئاسة وأنصارهما لما أبدياه من روح وطنية، وحيا المرشح الثاني للرئاسة لقبوله نتائج الاقتراع حرصًا على المصلحة الشاملة لأمته.

وهنأ البروفيسور إحسان أوغلي المرشح الفائز بالانتخابات، إبراهيم بوبكار كيتا، للثقة التي وضعها فيه الناخبون، مؤكدًا له دعم المنظمة ودولها الأعضاء وتعاونها في مواجهة التحديات المستقبلية.

محمد أميني

من نفس القسم الوطن