الوطن

دخول اجتماعي بطعم التمرد؟!

الوزراء في عطلة والحكومة في موقف صعب

 

رغم أن التحضير له تطلب اجتماع 48 واليا وأغلب وزراء الطاقم الحكومي وكذا ظهور رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مرتين بالرغم من مرضه، إلا أن الدخول الاجتماعي القادم لا يزال على المحك بسبب تواصل تهديدات نقابات الوظيف العمومي، حيث اتفقت هذه الأخيرة أن ضمان دخول اجتماعي هادئ لن يكون إلا بتقديم الحكومة لضمانات حقيقية تتعلق بتحقيق مطالب العمال، وإلا سيكون الدخول الاجتماعي القادم بمثابة تمرد وكسر للهدنة الموجودة بين الشركاء الاجتماعيين والحكومة.

 

لم يعد يفصلنا عن الدخول الاجتماعي سوى أسبوعين فقط، حيث تحاول الحكومة إنجاح هذا الأخير بشتى الطرق، غير أن نقابات الوظيف العمومي لا تزال تتبنى سياسة التصعيد بسبب أن جل مطالبها لا تزال عالقة، حيث تؤكد هذه النقابات أن الهدنة مع الحكومة تقارب على الانتهاء وأن الهدوء الذي تزامن والشهر الفضيل والعطلة الصيفية لا يعني نسيان المطالب.

نقابات التربية لن تتخلى عن القضية!

توعّدت نقابات التربية ببدء سلسلة من الإضرابات والاحتجاجات ،‮ بداية من الدخول الاجتماعي المقبل ‬نظرا لكون مجموعة من الملفات مازالت عالقة،‮ ‬ومن أهم الملفات المطروحة،‮ ‬القانون الأساسي‮ ‬الذي‮ ‬تشوبه العديد من الاختلالات حسب نقابات التربية‮، ‬نظرا لعدم فصل وزارة التربية الوطنية في‮ ‬العديد من الملفات،‮ ‬على‮ ‬غرار القانون الأساسي‮ ‬المعدّل ‮042/ 21‬،‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يعالج الاختلالات التي‮ ‬تضمنها المرسوم 315 /08‬،‮ ‬حيث أبقى القانون على نفس الإجحاف،‮ ‬خاصة بالنسبة للأسلاك الآيلة إلى الزوال،‮ ‬سواء في‮ ‬هيئات التدريس لجميع الأطوار،‮ ‬أو مساعدي‮ ‬التربية أو المخبريين وكذا مديري‮ ‬ونظار الثانويات، ‬ممّا‮ ‬يبقي‮ ‬الأوضاع مفتوحة على كل الجبهات‮.

 

عمال عقود ما قبل التشغيل: "الاحتجاج حتى يتم الإدماج"

 من جهتها هددت اللجنة الوطنية لعقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية بدخول اجتماعي ساخن لافتكاك مطالب العمال التي تمثّلها، ودعت الشباب المشتغلين في إطار عقود ما قبل التشغيل لمواصلة النضال النقابي المشروع والتحضير لوقفات احتجاجية بداية من الدخول الاجتماعي المقبل على مستوى الوطن وتشديد اللهجة والخروج بقوة، من أجل افتكاك المطالب المشروعة مع إدماج كافة المستفيدين من عقود ما قبل التشغيل الحاملين للشهادات في مناصب عمل دائمة دون قيد أو شرط، وأوضحت اللجنة الوطنية لعقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية، "أن الوقفات الاحتجاجية التي قامت بها اللجنة دليل على رفض الشباب الجزائري لهذا الاستغلال وغلق باب الحوار من طرف الحكومة والتضييق على أعضاء اللجنة بعد اختيارهم للعمل النقابي كوسيلة للظفر بحقوق هذه الشريحة من الشباب"، وأضافت اللجنة "أنها عقدت عدة اجتماعات طارئة، حيث تم خلالها تسجيل غياب الحوار الجاد الكفيل بتسوية وضعية هذه الفئة المستغلة من طرف الإدارة في كافة القطاعات ورميهم الى البطالة بعد نهاية مدة العقد ووقف ملف الإدماج الجزئي، وكذا التضييق وانتهاك الحقوق والحريات النقابية من طرف الإدارة.

نقابات الصحة: الهدنة مع زياري انتهت 

هذا وتوعدت التنسيقية الوطنية لمهنيي الصحة العمومية، بالعودة الى لغة الاحتجاجات، وبدخول اجتماعي ساخن على وقع الإضرابات، بعد الوعود الكاذبة التي تلقوها من وزير الصحة وإصلاح المستشفيات من دون تجسيدها على أرض الواقع، حيث قال إلياس مرابط رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، بأن النقابات المعنية تدرس خيار العودة إلى الإضراب وتهدد بشل المستشفيات مع الدخول الاجتماعي المقبل، في محاولة منها لتذكير الوزارة بوعودها وإجبارها على تجسيدها، محملا ذلك إلى أن وزارة الصحة لم تحرك ساكنا، ولم تف بوعودها بعقد لقاءات مع ممثلي النقابات المعنية بقطاع الصحة، ومحاولة الوصول إلى اتفاق بين مختلف فاعلي الصحة في بلادنا، كما هدد الوزارة الوصية بدخول اجتماعي مفخخ إذا لم تلتزم بوعودها التي قطعتها على عمال التنسيقية الوطنية لمهنيي الصحة خلال اجتماع التهدئة بعد سلسلة من الإضرابات التي شلت فيها المستشفيات العمومية لمدة تجاوزت سبعة أسابيع على التوالي.

عمال التضامن يحضرون لبدء الإضرابات 

من جهة أخرى تحضر هذه الايام نقابة عمال التضامن الوطني لشل القطاع تزامنا مع الدخول الاجتماعي، حيث هدّد رئيس الاتحادية الوطنية لمستخدمي قطاع التضامن، فريد بوقرة، بدخول اجتماعي ساخن، في حال لم تستجب الوصاية للمطالب المرفوعة، موضحا، أن القطاع شهد ثلاثة إضرابات وعدة احتجاجات هذه السنة بالإضافة إلى الوقفات الاحتجاجية على المستوى المركزي والمحلي في كل أرجاء الوطن، كاشفا عن الدخول الاجتماعي الساخن الذي تحضّره الاتحادية بعد تجاهل الجهات الوصية لمطالب عمال القطاع، والتي لم تتحقق رغم فتح باب الحوار مع الوزارة.

إضراب لعمال البلديات وحرمان آلاف التلاميذ من استخراج وثائقهم

هذا وهددت النقابة الوطنية لعمال البلديات، بحركات احتجاجية واسعة بداية من الاسابيع القادمة ردا على التجاهل المنتهج من قبل وزارة الداخلية إزاء المطالب المرفوعة من قبل العمال، حيث أكد رئيس النقابة الوطنية لعمال البلديات، عز الدين آيت خليفة، في اتصال هاتفي مع "الرائد"، أن تنظيمه النقابي عازم على العودة للاحتجاج من خلال الدخول في حركات احتجاجية واسعة ردا على وزارة الداخلية التي تستمر - في تجاهل مطالبهم المرفوعة، مضيفا أنهم بصدد توحيد صفوف العمال عبر الوطن واستقبال ممثلين جدد عبر مختلف بلديات الوطن، تحضيرا لحركات احتجاجية واسعة، وإضراب وطني خلال الدخول الاجتماعي.

سارة زموش

 

 

/////

من نفس القسم الوطن