الوطن

اتهام سي عفيف بتحرير وكالات وهمية

اللقاء عرف مقاطعة أكثر من 140 نائب له

  • 62 نائبا بين محافظ وسيناتور وعضو في اللجنة المركزية وراء رفض بلعياط لعقد دورة انتخاب أمين عام !

ضرب المناوئون لسياسة المنسق العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الرحمان بلعياط أمس، بيد من حديد وخرجوا منتصرين في أول امتحان لهم أمام المكتب السياسي الذي فرض على نواب الحزب في المجلس الشعبي الوطني، ضرورة الدخول في صراع الأجنحة الداخلي الذي يعصف بالحزب منذ ما يقارب الثمانية أشهر، حيث قاطع 145 نائب من بين 208 نائب أفلاني الاجتماع الذي دعاهم إليه المكتب السياسي بمقر الحزب بحيدرة بالعاصمة، فيما اكتفى 62 نائبا من الموالين للمكتب السياسي بحضور هذا اللقاء موزعين بين سيناتور، محافظ وأعضاء في اللجنة المركزية فيما قدم أنصار النائب محمد لبيض ما يزيد عن 50 وكالة أكد البعض أنها مزورة بتواطؤ بين عبد الحميد سي عفيف ورئيس الكتلة البرلمانية المرفوض.

وقد أدى غياب النواب عن هذا اللقاء الذي يعد مصيريا بالنسبة لأنصار المكتب السياسي وعلى رأسهم بلعياط ووزراء الحزب الذين اتهموا في الآونة الأخيرة بالعمل على زعزعة استقرار ووحدة الحزب، من خلال التعميق من حدّة الصراعات بين مختلف الأجنحة التي تحاول كل واحدة منها التقدم بمرشح لها لدخول انتخابات الأمانة العامة للحزب عن طريق الصندوق، إلا أن رفضهم لهذه الطريقة الديمقراطية واختباءهم خلف مشاكل لا أساس لها من الصحة ظهرت نتائجه في اجتماع أمس، الذي اختار فيه أنصار الديمقراطية قرار الصندوق في اختيار ممثلي الحزب في هياكل المجلس الشعبي الوطني، من خلال مقاطعتهم لهذا اللقاء الذي تأخر عقده لأكثر من ساعتين حيث كان مقررا أن تبدأ أشغاله في حدود الساعة العاشرة إلا أن غياب النواب دفع بعضو المكتب السياسي سي عفيف حسب ما صرح به أحد النواب في حديث له مع"الرائد"، إلى تزوير وكالات وهمية لنواب قاطعوا هذا الاجتماع بحثا عن 115 نائب وهو الرقم الذي يمنحهم الشرعية في تطبيق قراراتهم حتى وسط المقاطعة التي تبناها ما يفوق 140 نائب، والذين طالبوا المكتب السياسي وعلى رأسهم بلعياط بضرورة الكشف عن أسماء النواب الذين حضروا هذا الاجتماع للرأي العام، خاصة وأن عدد الوكالات كان 123 نائب، وهو عدد شكك في صحته حتى أعضاء المكتب السياسي ما أدى بمحمد عليوي إلى مغادرة هذا الاجتماع قبل رفع أشغاله، خاصة وأن تزوير الوكالات كان يتم في مكتب سي عفيف وأمام مرأى بلعياط والأعضاء الآخرين.

وكان غياب كل من حبيبة بهلول والعياشي دعدوعة دليل على أن هناك أطرافا عديدة في هرم الحزب ترفض هذه التجاوزات التي أدخلت الحزب في دائرة من المشاكل سيصعب حلها قبل موعد افتتاح الدورة البرلمانية المقبلة التي تفصلها عنها أسابيع قليلة، فيما طرح الحضور المبكر لوزير النقل عمار تو الكثير من التساؤلات خاصة وأن الكثير من نواب الحزب اتهموه بضلوعه في غالبية المشاكل التي يعيشها الحزب الآن، باعتباره قائد جناح الوزراء الذين سيروا مرحلة الأمين العام السابق وأزاحوه من منصبه بعد أن انقلبوا عليه وهم اليوم يكررون ذات التوجه مع المنسق العام.

هذا وبالرغم من منع المكتب السياسي للمناضلين والقيادات التي ترفض سياسته كنواب وأعضاء في اللجنة المركزية ومناضلين من حضور هذا اللقاء الهام، ومطالبته لأعوان الأمن بتطويق المكان، إلا أن عملية المنع هذه شملت أيضا وسائل الإعلام التي فضل بلعياط أن لا تكون شاهدة على عملية الإخفاق في هذا الامتحان الهام الذي أقبل عليه بإيعاز من أطراف تسعى لوضعه في الواجهة بينما تستحوذ هي على تقديم الأوامر لكل من يمتلك عضوية في المكتب السياسي.

يذكر أن عملية المقاطعة التي قام بها النواب شملت أكثر من 23 ولاية وبالاجماع وهي ولايات تلمسان، معسكر، تيموشنت، الجلفة، الأغواط، باتنة، أم البواقي، فيما كانت بعض الولايات ممثلة بنائب أو اثنين ليس إلا.

خولة.بو

من نفس القسم الوطن