الوطن

ناشرو الصحف يبادرون من أجل التطوير والمهنية

أمام غياب تكافؤ الفرص وتراكم مشاكل القطاع

 

التقى امس بمقر الجزائر نيوز العشرات من ناشري الصحف الخاصة والعمومية، وفي هذا اللقاء التمهيدي الذي جاء بعد سلسلة لقاءات ثنائية وجماعية وفي مرحلة جد حساسة يمر بها قطاع الاعلام في البلاد، وبالنظر للفراغ الكبير وعدم وجود فضاءات للتشاور وتبادل الآراء مع استمرار المشاكل الكثيرة والمتعددة التي تمر بها مختلف أطراف القطاع. وقد ساد اللقاء جو من الصراحة والشفافية .

وكان اللقاء الذي جمع أمس ما يزيد عن 20 ناشرا بمقر جريدة الجزائر نيوز بالعاصمة، فرصة لإبراز مختلف الصعوبات التي تواجه المهنة بدءا بواقع الصحافيين وما يترتب عنه من تكوين ورواتب واطار عمل مناسب، اضافة الى قضية التوزيع التي اصبحت تؤرق مختلف الجرائد الناشئة ووصولا الى الإشهار بين مختلف المنابر الإعلامية، والتي يرى الكثيرون أن طريقة توزيعها تتم بطريقة غير عادلة، منذ عشريتين كاملتين، وبالرغم من أن مدراء المؤسسات الإعلامية المكتوبة وبالتحديد تلك التابعة للقطاع الخاص التي تعد المتضرر الكبير من المشاكل التي يعاني منها القطاع، إلا أن تسجيل غياب حضور غالبية مالكي هذه الصحف كان الأبرز ما دفع بهؤلاء إلى التأكيد على أهمية تبليغ باقي الناشرين وإعطاء الفرصة من أجل حضور الجميع دون إقصاء مع الإصرار على مواصلة المبادرة بمن حضر في الأيام القادمة. كما عبر الحاضرون على أهمية توسيع المشاورات التي ستخصص لدراسة وتشريح واقع الصحافة الخاصة في الجزائر، وذلك من خلال تحسيس مدراء الجرائد لأهمية هذه المبادرة التي تهدف إلى مطالبة الحكومة بأهمية تحسين وضع الصحف التي تعاني جملة من المشاكل أهمها قضية الديون التي تستعملها المطبعة بين الحين والآخر كوسيلة ضغط عليهم. وفي هذا الصدد أوضح المشاركون في اللقاء، أن قضية تعامل المطبعة مع الناشرين خاصة فيما يتعلق بسداد الديون المترتبة عليها لا يتم بطريقة عادلة شأنه في ذلك شأن توزيع الإشهار العمومي، حيث تترك المطبعة أصحاب الديون التي تجاوزت مئات الملايير وتلهث خلف الصحف الصغيرة ذات الديون القليلة من أجل حثها على دفع المستحقات المترتبة عنها، كما تمارس ذات الهيئة الضغط على الناشرين الجدد، وهي سياسة جديدة أضحت تنتهج في المشهد الإعلامي، حيث أكد المتحدثون على أن الحكومة كانت في السابق تتعامل مع الصحف الناشئة بالكثير من التساهل، لكن اليوم هذه السياسة أصبحت غائبة تماما عن المشهد الإعلامي، بل إن أكثر الصحف تضررا من الواقع المرير الذي يعيشه الإعلام في الجزائر هي تلك الصحف الناشئة حديثا التي تتولى مهمة تكوين الإعلاميين فيما تستفيد منهم الصحف الكبيرة في الأخير وهي الصحف التي ترفض حتى أن تفتح مقرات عملها أمام الصحافيين الجدد. 

مصعب.ش

من نفس القسم الوطن