الوطن
مرشح الإجماع...مبادرة معلنة بنيّة مبيّتة؟!
أحزاب تريد جعل المبادرة إعلان ترشح مسبق لقياداتها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 أوت 2013
مع اقتراب موعد الرئاسيات بدأ الحديث في الجزائر عن مبادرات فردية لدعم بعض الأسماء للترشح للانتخابات القادمة ومن أصحاب هذه المبادرات من يريد تنشيط الساحة السياسية في حين يسعى البعض الاخر للتموقع في الخريطة الجديدة التي ستفرزها هذه الانتخابات، أما القوى المعارضة خاصة الأحزاب الإسلامية منها فقد طرحت فكرة مرشح الإجماع الذي ستدخل به الموعد الاستحقاقي المقبل في محاولة منها للم شمل الطبقة السياسية والدخول بمرشح قوي يكون ضد من أسموه مرشح النظام، والسؤال الذي يطرح هنا هل ستنجح هذه الاحزاب في تحقيق هذا المسعى بالرغم من قناعتها الشخصية أن هذه الفكرة غير عقلانية وغير قابلة للتطبيق بالرغم من كل محاولات خلق التوافق والإجماع.
في الوقت الذي أطلقت فيه عدد من الأحزاب السياسية مشاورات وإن كانت محتشمة تحسبا للاستحقاقات الرئاسية القادمة، من أجل التوافق على مرشح واحد يجمع شمل كافة الطبقة السياسية، برزت أصوات تعارض فكرة المرشح التوافقي، حيث ترى الكثير من الأحزاب السياسية وأغلبها أحزاب السلطة أن لديها القدر الكافي من الإطارات الذين بإمكانهم خوض سباق الرئاسيات دون البحث عن إجماع الأحزاب الأخرى، من جهة أخرى تسعى أحزاب المعارضة من بينها حركة مجتمع السلم وحركة النهضة وجبهة التغيير، لتوحيد التصورات والمواقف بخصوص الرئاسيات القادمة، داعية أن تشمل هذه المبادرة أحزاب السلطة وكذا المعارضة على حد سواء، بدعوى أنها كلها أحزاب وطنية، وفي هذا الصدد يرى الكثير من المراقبين للشأن السياسي في الجزائر أن فكرة مرشح الإجماع هي فكرة غير عقلانية وغير قابلة للتطبيق لأن الأحزاب التي تريد خلق مثل هكذا توافق هي نفسها التي تحاول التنصل من الالتزامات الجماعية والأخلاقية في خطابها بعد الانتكاسات الانتخابية الأخيرة ولأنها تدرك أن هذه الفكرة غير قابلة للتطبيق وأن كل طرف من أحزاب المعارضة يريد ترشيح زعيمه مما يعني أن طرح فكرة مرشح توافقي هو بمثابة إعلان ترشح مسبق في النهاية، بالإضافة إلى أن فكرة التوافق بين الأحزاب المعارضة ليست عملية ولا يمكن أن تكون شيئا في ظل العزوف الشعبي الموجود عن مختلف القوى الحزبية خاصة بعد الانتخابات المحلية الماضية، من جهة أخرى يحكم بعض المراقبين على فكرة مرشح التوافق بالفشل قياسا على مواعيد سابقة وتراكمات تاريخية وخصوصيات نفسية تتعلق بالأشخاص، بالإضافة إلى أن التوترات السياسية المحيطة بالجزائر وكل ما يحدث في تونس ومصر وما حدث سابقا في الجزائر، يلغي فكرة مرشح توافقي بغطاء "إسلامي" للرئاسيات القادمة، سواء كان من حزب أو من أحزاب مجتمعة، من جهة أخرى يرى الكثير من المحللين أنه بالرغم من أن محاولة خلق توافق بين الأحزاب السياسية شيء طبيعي في الديمقراطيات التي تحترم العمل الحزبي والسياسي، إلا أن الخروج بمثل هذه المبادرات في هذا التوقيت بالذات لن يكون سوى محاولة "فاشلة" لخلق تكتلات مصلحية ومناسبتية ستكون ضعيفة كونها تهدف للتوغل او الابتزاز داخل السلطة بدل السعي وراء توسع هذه الأحزاب داخل المجتمع وكسب التأييد الشعبي، معتبرين أن مثل هذه الخطوات من طرف بعض الأحزاب في الجزائر جاءت متأخرة، وفاقدة للوزن ، كما أن هذه الاحزاب التي تدعو لمرشح توافقي لم تستطع قبل 8 أشهر من موعد الرئاسيات من ضبط ملامح المرشح الذي سيمثلها في الانتخابات الرئاسية القادمة، بسبب اختلاف الرؤى حول البعد الإيديولوجي للمرشح، حيث تريد بعضها أن يمثل كافة الأطياف السياسية، في حين تطالب تشكيلات أخرى بإقصاء أحزاب السلطة من أي مشاورات حول الرئاسيات.
سارة زموش