الوطن

الرئاسيات تضغط على لم الشمل في الأرندي والأفلان

بعد فترة تأزم وانشقاقات وركود سياسي

 

بعد العيد ورمضان ستشهد الساحة السياسية حراكا حزبيا، خاصة في حزبي السلطة الأفلان والأرندي، واجتماعيا خاصة ان البلاد مقبلة على استحقاقات انتخابية مهمة ومصيرية ،تحاول كل القوى ان تتموقع فيها ولم لا التأثير فيها بشكل او بآخر، كما يتوقع ان يبدأ الصراع بين القوى المؤثرة داخل السلطة في محاولة كل طرف فرض خياره على الآخر مما ينذر بصعوبة التحول او الاستمرار الذي يمكن ان تشهده الجزائر في بحر الأسابيع والأشهر القادمة.

 

ولعل الأولوية في المشهد السياسي هو فض النزاع داخل حزبي الأفلان والأرندي وتمكين الفرقاء من اختيار مسؤولهم الأول وفق اجندة مدروسة تستبعد الأمينين العامين السابقين اللذين لم يتخلا بعد عن الحلم والسعي للوصول الى كرسي المرادية رغم صعوبة الدرس والرسالة وطريقة الابعاد عن المنصب من خلال سحب الثقة او الاستقالة المرغم عنها،

ومن المتوقع ان تتكثف جلسات الفرقاء ويتحدد موعد لعقد لقاء اللجنة المركزية في اقصى تقدير نهاية سبتمبر لاختيار امين عام او امين عام بالنيابة ليتمكن الحزب العتيد من اداء وظيفة تزكية المرشح اكثر حظا في الفوز بالانتخابات القادمة رغم ان الأسماء الثقيلة التي ترصدها الأوساط الاعلامية والسياسية والتي يمكن ان تحظى بدعم من مؤسسات الجمهورية كلها من الأفلان سواء تعلق الأمر برئيس الحكومة السابق السيد علي بن فليس الذي يقول مقربوه انه على اتم الاستعداد وان الولائية والفئوية مشكلة من اجل القيام بالحملة الانتخابية وان هناك لقاءات مارطونية يجريها مقربوه مع مختلف الأطراف بما فيها تلك المقربة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وان هناك محاولات لكسر الثلج وإعادة الدفء للعلاقة بينهما لعلم انصار بن فليس بثقل جماعة بوتفليقة في الاختيارات القادمة، ويصر انصاره على ان المنافس الحقيقي لبن فليس هو احمد اويحيى ولا يكترثون كثيرا لباقي الأسماء من الأفلان سواء تعلق الأمر بمولود حمروش الذي يقول العارفون بمساره انه لا يمكن ان يعلن عن ترشحه ما لم يخبر بدعم الجيش له في حين ان منافسيه يراهنون على عدم تغير موقف الجيش منه ويؤكدون على انه في مرحلة الفيس قد صرح للفرنسيين انه يستعمل الفيس غير المضمون في ازاحة حكم الجنرالات وان هناك ادلة مادية يحتفظ بها البعض مما يقلل من حظوظه في الترشح ، بالمقابل الزيارات التي تمتع بها الأمين العام السابق لجبهة التحرير السيد عبد العزيز بلخادم وتحركاته قبلها ومحاولة التقرب من التيار الاسلامي بل ان البعض يقول ان الاحصاء الأولي لتوقيعات المنتخبين التي تمكنه من الترشح قد جمعت وان الوقت هو للمناورات السياسية ولهذا السبب يدعم بلخادم السيد عمار سعداني لمنصب الأمين العام ويقول مقربون من بلخادم ان زيارات العديد من سياسيين من مختلف الجهات كانت مبنية على بروز مؤشرات في امكانية ان يكون المرشح المدعوم

رغم ان الاحداث الأخيرة التي شهدتها دول الربيع العربي قد قللت كثيرا من حظوظه وخاصة انه كان يقدم نفسه كمرشح اسلامي مضمون لأنه صاحب لحية وابن النظام.

أما الحزب الثاني الأرندي فقد قرأ الكثيرون تحركات امينه العام السابق أحمد اويحيى ولقاءاته مع بعض المسؤولين في تقارة اضافة الى استمرار عناصره الموالية له وخاصة المنسقين الولائيين في الحزب وانحسار صوت معارضيه كلها مؤشرات على امكانية ترشحه مستقبلا اضافة الى استمرار عناصر من متقاعدي الجيش وخاصة تواتي الذي يحاول ان يوفر البيئة الحاضنة للقبول به رغم علم الجميع للصورة المشوهة له شعبيا وصعوبة تدارك واصلاح هذه الصورة، ويعتبر مقربو اويحيى انه رجل الدولة بامتياز الذي يمكن ان يقود المرحلة الانتقالية وان ليست لديه خصومة مع اي احد في دوائر السلطة وانه بإمكانه ايجاد صيغة توافقية بين مختلف الاطراف وان الصفات التي يمكن ان ترجح كفة عبد المالك سلال الوزير الأول كلها متوفرة فيه طبعا باستثناء الحزبية .

ولا يستبعد البعض اسم بن صالح الذي حرص في الآونة الاخيرة بطرح اسمه في الساحة بعد ما تحدى الجميع ان يقدم دليلا على انه لا يتمتع بالجنسية الأصلية واعتبر ذلك التصريح بمثابة تنبيه انه يمكنه ان يؤدي الدور وبامتياز ،ويحرص بن صالح على رصيده العلاقاتي الذي يربطه بجميع القوى السياسية وشخصيته التوافقية التصالحية وفي نفس الوقت الانضباط الكبير وعدم الازعاج ومحدودية طموحاته مما يدعم حظوظه في تولي الأمانة العامة لحزب الأرندي من جهة وامكانية ترشحه ان سمح له مستقبلا رغم وجود بعض الأسماء التي بدأت تفكر في الترشح لمنصب الأمين العام وخاصة بن بوزيد وشريف رحماني ،ومن المتوقع ان تكون لقاءات المجلس الوطني قبل انعقاد مؤتمر الحزب اقل حدة وتوترا وان الكلمة المفتاح هي ترتيب البيت الداخلي بأقل الخسائر للتمكن من حصد اكبر المكاسب في الانتخابات القادمة خاصة في ظل ما يشهده الأفلان.

ومن المفيد الاشارة إلى ان مختلف اطراف السلطة كانت تتفرج ولم يكن لها التأثير المباشر في التأزيم ولكن يبدو ان بعضها يقوم بمساع "لجمع الشمل" داخل هذين الحزبين مع ترك مساحة الاختيار لإطارات الأحزاب كمؤشر توجه جديد داخل الساحة السياسية الجزائرية.

سليمان شنين

من نفس القسم الوطن