الوطن

ما يقارب 120 ألف تاجر فوضوي جديد عشية عيد الفطر

بعد أن قضت السلطات المحلية على 40 بالمائة منهم

 

 انتعشت جميع الأسواق الفوضوية وتفاقم وضعها بالعاصمة واستيقظ من كان منها نائما، وذلك عشية عيد الأضحى المبارك الذي أحيا في نفوس المستهلكين متعة التسوق، وهذا بعد أن كانت السلطات المحلية قد قضت على 40 بالمائة من السوق الموازية منذ بداية 2013، حيث ظهر ما يقارب 120 ألف تاجر فوضوي جديد عشية عيد الأضحى المبارك هذه السنة، ينتشرون كالفطريات في الساحات العمومية وعلى الأرصفة يبيعون اللعب والملابس وحتى الأغذية، حيث ارتفع عدد تجار ألعاب الأطفال غير الشرعيين وحدهم بـ 40 بالمائة.

وتسجل مساحات التجارة الفوضوية تدفق الكثير من المواطنين الذين يشجعون مثل هذه الممارسات، وتشير الإحصائيات إلى انتشار رقعة التجارة الفوضوية وانتعاشها بنسبة 40 بالمائة، مع ارتفاع عدد التجار الفوضويين الجدد بنحو 120 ألف تاجر موسمي جديد يعملون فقط خلال فصل الصيف ورمضان وعشية العيد، حسب ما أفادنا به الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين الحاج طاهر بولنوار.

وأكد بولنوار في حديثه، مدى الاستفحال الكبير والخطير للتجارة الفوضوية ببلادنا والتي ورغم كل الجهود المبذولة للقضاء عليها إلا أنها تبقى بعيدة عن السيطرة، وحلم القضاء عليها بالنسبة للسلطات لن يكون قريبا وهي التي بدأت تأخذ منحى خطيرا باستغلالها لأغراض تجارية لا تهدد الاقتصاد فحسب بل تتعداه إلى التهديد الاجتماعي والأمني.

ولم تعد الأسواق الفوضوية تستقطب الطبقات الفقيرة والمعوزة من المجتمع بل أضحت الوجهة الأولى لميسوري الحال وجميع شرائح المجتمع، الذين لا يتوانون في الجري واللهث وراء كل ما هو رخيص وبخس أيا كانت العواقب.

وأصبح المستهلك الجزائري يلهث وراء الأسواق الفوضوية في رحلة بحث عن الأسعار التي تلائم ”جيبه” دون التفكير في النوعية التي تميز المنتوج من جهة والكمية من جهة أخرى، وعلى الرغم من التحذيرات المستمرة للسلطات الوصية والمختصين في الصحة وغيرهم من هذه الأسواق، إلا أنها لا تزال تنتشر في مختلف ولايات الوطن، لتصنع صورة متناقضة عن الممارسات الفوضوية والشرعية ولعل سوق "ميسوني" وسط العاصمة نموذج واضح عن تزاوج مجموعة من الأسواق الفوضوية والمساحات التجارية الشرعية، وكلاهما يوفر مختلف أنواع السلع المتقاربة من الخضروات والفواكه إلى الملابس ومستحضرات التجميل، فضلا عن ما يحتاجه جميع أفراد العائلة في حياتهم اليومية وبأسعار مختلفة وتنافسية بل زهيدة في بعض الأحيان بالأسواق الفوضوية ما جعل من هذه الأسواق العشوائية القبلة الأولى للعائلات.

ويتفق مختلف رؤساء بلديات العاصمة أن القضاء على الأسواق الفوضوية خطوة لا بد منها للمحافظة على سلامة المواطن بالدرجة الأولى الذي بات يقتل نفسه بطريقة بطيئة دون أن يعي خطورة المواد التي يستهلكها وحتى الألبسة التي يرتديها، إضافة إلى تشويه المنظر الخارجي لكل بلدية، ويوجهون أصابع الاتهام للمواطن في حد ذاته الذي يفتقر إلى ثقافة استهلاكية تحميه وتحمي اقتصاد بلاده وهو الذي يلهث دائما وراء كل ما هو فوضوي ويشجع استمرار هذا الوضع على الرغم من كل الحملات التوعوية التحسيسية.

وتنتعش التجارة الفوضوية عشية العيد الذي يتزامن وموسم الصيف والاصطياف بما نسبته تزيد عن 40 بالمائة، وهو ما لمسناه بجميع الأسواق الفوضوية المنتشرة بالعاصمة التي اتسعت رقعتها وكثر الوافدون عليها بشكل كبير، حيث ينتشر خلال هذا الشهر الفضيل تجار من نوع خاص ينصبون طاولاتهم لبيع أي شيء، فبين بائع الحشيش أو المعدنوس وبين بائع اللعب و"الجبات" وغيرهم تغض السلطات المحلية الطرف عن مثل هؤلاء الباعة، الذين لا يكتفون بنشاطهم الموسمي والرمضاني فقط بل تصبح أنشطتهم وأماكن بيعهم ملكية خاصة وحقا مكتسبا يصعب الاستغناء عنه أو إخراجهم منه.

سعاد. ب

من نفس القسم الوطن