الوطن

ليبيا تستنجد رسميا بالجزائر للقضاء على "الإرهاب"

زيارة "مفاجئة" لوزيرها الأول اختارت توقيت قدوم نظيره التونسي إلى العاصمة

 

سلال مدعو لزيارة طرابلس شهر سبتمبر 

 

أكد أمس رئيس الحكومة الليبية الدكتور علي زيدان في ختام لقائه مع الوزير الأول عبد المالك سلال أن "الحكومة الجزائرية أبدت استعدادها التام لمساعدة ليبيا" داعيا هذا الأخير لزيارة بلاده الشهر المقبل.

 

وتعد الزيارة "مفاجئة" للمسؤول الليبي عكس نظيره التونسي الذي حل أمس بالجزائر في زيارة رتبت معالمها قبل أيام منذ اشتداد المواجهات مع إرهابيين في جبل الشعانبي قرب الحدود الجزائرية، المشتعلة مع الجارتين تونس وليبيا وهو مؤشر واضح على استنجاد هذه الأخيرة رسميا بمساعدة الجزائر في القضاء على فلول الإرهاب ، حيث أعلن رئيس الحكومة الليبية الدكتور علي زيدان أنه تم الاتفاق مع الحكومة الجزائرية على تفعيل اللجنة الليبية الجزائرية المشتركة. وأوضح زيدان، في بيان صحفي له امس الثلاثاء، أنه التقى خلال زيارته للجزائر أمس مع الوزير الأول عبد المالك سلال وبعض أركان الدولة الجزائرية وتناول اللقاء بحث القضايا الراهنة في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام الثنائي خاصة قضية الأمن وتأمين الحدود وما تتعرض له منطقة الصحراء الكبرى من خروقات من قبل بعض المجموعات التي تشكل خطرا على الأمن بالمنطقة.

وأضاف أنه وجه الدعوة للوزير الأول "عبد المالك سلال" لزيارة ليبيا في أواخر شهر سبتمبر أو بداية شهر أكتوبر القادم لإجراء المزيد من المباحثات في القضايا ذات الاهتمام المشترك، مؤكدا أن الحكومة الجزائرية أبدت استعدادها التام لمساعدة ليبيا بتوصيات الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ودعمها الشامل لمشروع ليبيا الجديدة.

وأشار زيدان إلى أنه تم تخريج دفعة من 160 عنصرا من الشرطة الليبية تلقوا تدريبا في الجزائر لمدة ثلاثة أشهر وسيلتحقون بعملهم قريبا وسيتم تدريب دفعة أخرى في الفترة القادمة.

وتؤكد مصادر موثوقة أن تونس قدمت ضوءا اخضر للجزائر للتنسيق معها بهدف حماية نقطتين حساستين من حدودها الجنوبية مع ليبيا التي تشهد هي الأخرى اضطرابات أمنية ما يؤكد ان الزيارة التي قادت زيدان الى الجزائر اختارت توقيت قدوم الوزير التونسي الى الجزائر.

 

ولدى وصول وزير الشؤون الخارجية التونسي عثمان جارندي للجزائر أوضح أن هذه الزيارة ستشكل أيضا "مناسبة أخرى لتبادل الآراء حول العديد من المواضيع" سواء فيما يتعلق بالصعيد الثنائي أو لتدارس الأوضاع المستجدة في المنطقة أو على المستوى الدولي وهو التشاور الذي يقوم به الطرفان "كلما دعت الحاجة إلى ذلك". 

 

وتعيش الجزائر في مواجهة طوفان من الاسلحة القادمة من ليبيا، حيث ذكر تقرير للأمم المتحدة نشر في 11 أبريل أن الأسلحة تنتشر من ليبيا "بمعدل مثير للانزعاج".

وجاء في التقرير، الذي أعدته مجموعة الخبراء في مجلس الأمن الدولي التي تراقب حظراً على الأسلحة فرض على ليبيا في بداية انتفاضة 2011، أن السلاح الليبي يشكل خطراً على دول الساحل ويجري تهريبه عبر جنوب تونس وجنوب الجزائر وشمال النيجر إلى جهات مثل مالي، فضلاً عن بقاء بعض الأسلحة في دول العبور لتستخدمها جماعات محلية. وأشار التقرير إلى أن "هذه المناطق تستخدم أيضاً كقواعد ونقاط عبور لجماعات مسلحة غير رسمية، بما في ذلك جماعات إرهابية وشبكات للجريمة وتهريب المخدرات لها روابط بمنطقة الساحل في إفريقيا".

محمد أميني

من نفس القسم الوطن