الثقافي

"المكتبة العربية" بأميركا تصدر باكورة ترجماتها

ضمن مشروع لترجمة التراث العربي إلى الإنجليزية

 

بدأ مشروع "المكتبة العربية" في أميركا عمله عبر إصداره باكورة ترجماته وهو كتاب "الأدب العربي الكلاسيكي" (المنظوم والمنثور) عن دار النشر الخاصة بجامعة نيويورك الأميركية لمعده ومترجمه الباحث الأكاديمي غريت جان فان غيلدر. والكتاب هو عبارة عن أنطولوجيا موسعة تضم مختارات شعرية ونثرية تمتد على مساحة زمنية واسعة تبدأ بالعصر الجاهلي وتنتهي بالقرن الثامن عشر الميلادي، مع مقدمات وتراجم مختصرة لأصحابها. ويأتي هذا الكتاب ضمن مشروع يتبنى خطة طموحة تتطلع إلى نشر سلسلة من الكتب والنصوص، تعتبر "سابقة من نوعها وتسعى إلى إنشاء مكتبة عربية تضم نصوصا عربية ذات قيمة مرجعية تصاحبها ترجمات إنجليزية تتصف بحداثة الصياغة وسلاسة الأسلوب وترمي إلى تعريف الباحثين والطلاب والقراء غير المختصين بموروث الأدب العربي" حسب المشرفين على المشروع. وقد تم إطلاق المشروع في العام 2010 تحت إسم "المكتبة العربية" التي تم إنشاؤها بموجب منحة مقدمة من معهد جامعة نيويورك أبو ظبي وبالتعاون مع دار النشر التابعة لجامعة نيويورك.

مشروع طموح

ويشرف على "المكتبة العربية" ويحرر إنتاجاتها باحثون وأكاديميون مختصون بالدراسات العربية والإسلامية من العاملين في مختلف الجامعات العالمية كجامعة نيويورك وجامعة كامبردج وجامعة أكسفورد وجامعة كورنيل، وجامعة كاليفورنيا وجامعة بنسلفانيا وجامعة شيكاغو وجامعة أموري. ويشترك المحررون باختيار النصوص وتفويض المترجمين ومقابلة المخطوطات والمراجعة النهائية للنصوص المحققة والمترجمة، وذلك بالتعاون مع لجنة دولية تتشكل من 27 عضوا من مختلف دول وجامعات العالم المرموقة للعمل على وضع خطة لتطوير سلسلة المنشورات على المدى البعيد. وفي الخطة الأولية للمكتبة، سيتم نشر 35 كتابا خلال خمس سنوات بصفحات متقابلة تضم النصوص بالعربية مع الترجمة الإنجليزية لها. ومن المقرر أن تضم السلسلة عناوين في مختلف مجالات العلوم والفنون، وكتب الدين وعلومه والفقه وأصوله، والفلسفة والعلوم الطبيعية، وكتب الأخبار والتاريخ، والشعر ونقده، وأدب القصة والحكاية. ويأمل القائمون على المشروع أن تفضي الترجمات المتنوعة والأصيلة عن اللغة العربية إلى إمداد المكتبة الإنجليزية التي تعاني من نقص ملحوظ في هذا المجال بالمقارنة مع الترجمات عن اللغتين اللاتينية والإغريقية، آخذين بعين الاعتبار تفادي إعادة تقديم ما تم ترجمته من أعمال ونصوص سابقا. وأما من الناحية الشكلية، ستتجنب الترجمات الذهنية الاستشراقية في تقديم الأفكار والموضوعات والنصوص، وتعمل بدلا عن ذلك على استحضار المنجز العربي -في مختلف حقول المعرفة والإبداع- بروحيته وأصالته وسياقاته التاريخية والاجتماعية.


من نفس القسم الثقافي