الوطن

الجزائر ودول إفريقية تفكر في التدخل العسكري

التمرد الطوارﭬي-الإرهابي يزحف على باماكو تحت لواء يحيى أبو الهمام

 لا تزال الجزائر تتابع بكثير من الاهتمام والقلق المشهد المالي لا سيما بعد السقوط المفاجئ للمدن الشمالية الثلاثة الكبرى وهي كيدال وغاو وتمبوكتو وتوجهت دول غرب إفريقيا إلى التدخل العسكري المباشر لإحلال النظام الدستوري في مالي واعادة السلطة المنتخبة وردع التمرد، المطالب بتقسيم البلاد بين الشمال والجنوب. والأخطر من ذلك ليس التسلل بل المشاركة الواسعة النطاق لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بكامل قوتها وتعدادها في الحرب وفي السيطرة على كيدال وتمبوكتو  .

وأفادت مصادر مطلعة على خبايا الزوايا أن القيادي في تنظيم القاعدة يحيى أبو الهمام هو الذي "فتح" تمبوكتو – المدينة المسالمة والمتدينة ذات الـ 333 وليا وقباب لأضرحة الصالحين. ودخلت قوات القاعدة ومعها قوات الزعيم الأزوادي "إياد آد غالي" مؤسس جماعة أنصار الدين المطالبة بتطبيق الشريعة في شمال مالي الذي أصبح تحت سيطرتها.

وكان متحدث باسم حركة أنصار الدين الأزوادية صرح بنصف الحقيقة قائلا إن زعيم الحركة إياد غالي وعشرات من مقاتلي الحركة موجودون حاليا في مدينة تمبوكتو مضيفا أن تمبوكتو تقع في قبضة حركة أنصار الدين، لكنه لم ينف وجود مقاتلين من القاعدة داخل المدينة كما أنه لم يكشف أن ألوية القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي أصبحت منذ ثلاثة أيام ترفرف على كيدال وتمبوكتو وغاو.

ولم تستطع مصادر من باماكو أن تؤكد لنا إذا ما كان مختار بلمختار المدعو "خالد أبو العباس" وكذلك "عبد الحميد أبو زيد" من ضمن القيادات التي شاركت في الزحف على كل الشمال والسيطرة عليه ولكن أكدت لنا أن الهدف الآن هو الزحف على العاصمة باماكو وأن هلعا شديدا وإحباطا أشد قد أصابا المواطنين في الجنوب المالي. وأكدت جميع المصادر الحكومية في مالي وموريتانيا دخول قائد سرية الفرقان يحيى أبو الهمام مع عشرات من مقاتليه إلى تمبوكتو مدججا بالسلاح الثقيل وعلى متن قرابة خمسين عربة.

وأوردت مصادر أخرى أن المقاتلين العرب من أبناء القبائل أجبروا على الفرار من المدينة بفعل هجوم لأنصار الدين الطارقية، ومسلحي القاعدة. ولا يستبعد أن تكون "حركة أنصار الدين" والقاعدة نسقتا عملية مهاجمة المدينة ودخولها.

في هذا الخضم لا تبقى الجزائر مكتوفة الأيدي أمام عدوان قد يمسها بناره لا سيما وأن أنصار الدين تطالب بفصل مالي إلى دولتين وأن المشكل الطوارقي الذي استطاعت الجزائر إخماده هو اليوم يطل برأس من نار من أبوابها الجنوبية. واستنفرت قيادة أركان الجيش الجزائري قواتها على الحدود مع مالي وضبطت أعدادا من المتسللين كما أنها قد تمكنت من رصد دخول سيارتين من مالى وعلى متنهما عناصر من تنظيم القاعدة فقامت الطائرات المروحية بمهاجمة السيارة الأولى التى كان داخلها اثنان من العناصر ما أدى إلى تفحمهما فيما قامت قوة من أفراد الجيش بمحاصرة السيارة الثانية بعد إطلاق النار عليها ما أدى إلى إصابة إرهابي ثالث وإلقاء القبض عليه.

ولعل أخطر المستجدات في المشهد المالي ما ذكرته مصادر من أن "مختار بلمختار، أحد زعماء القاعدة في المغرب الإسلامي، عاد من ليبيا وهو الآن في شمال مالي"، وهو النبأ الذي أكده مصدر أمني آخر من موريتانيا.

وكانت مصادر أمنية من ليبيا ذكرت أن القيادي بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي مختار بلمختار، موجود داخل الأراضي الليبية منذ بضعة أسابيع، بهدف الحصول على أسلحة.

فالجزائر فضلت إلى حد اليوم إحلال النظام الدستوري في مالي ورد السلطة المنتخبة والجمع بين المتحاربين للوصول إلى تسوية سلمية في ظل الوحدة الوطنية لدولة مالي غير أن الأمور ذاهبة ليس فقط إلى الفلتان الأمني بل إلى سيطرة التمرد الإرهابي على أبوابها الجنوبية بعد أن عانت الفوضى واللاأمن على الحدود مع ليبيا. وهذا الأمر لن ترضى به الجزائر طويلا...

من نفس القسم الوطن