الوطن

بعد لقاء روحاني مع بوتفليقة في الجزائر بن صالح غدا في طهران

في غياب عربي رسمي وغربي كبير

 

سيشارك عبد القدر بن صالح رئيس مجلس الأمة غدا الأحد في حفل مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس الإيراني الجديد الدكتور حسن روحاني، وسيكون مرفقا بوفد من المسؤولين الجزائريين ليؤكد على متانة العلاقة بين البلدين، في ظل حصار عربي على الجمهورية الإسلامية الايرانية واستمرار توتر العلاقة بين العرب وإيران.
سليمان شنين
وتعتبر الجزائر من الدول القليلة التي تحافظ على علاقة متميزة مع ايران على المستوى السياسي، رغم التأخر في تجسيد كثير من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين كما أن الجزائر حرصت على استمرار التواصل بينها وبين طهران، في ظل ما يشهده العالم العربي من تحولات وخاصة في موضوع سوريا بل إن الجزائر تكاد تكون الدولة العربية الوحيدة التي تشارك في ملتقى الدول الصديقة لسوريا وفي نفس الوقت تدعم كل المبادرات السياسية بما فيها تلك التي بادرت بها طهران في الفترة الأخيرة. وبحضور رئيس مجلس الأمة إلى طهران تأكيد على رغبة جزائرية في دعم التعاون الثنائي بين البدين، خاصة اذا علمنا أن الرئيس الجديد لإيران سبق له وان زار الجزائر قبل انتخابه والتقى بعدة مسؤولين منهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، واعتبر البعض انه كان في زيارة مسبقة قدم على انه المرشح الأكثر حظا في تولي منصب الرئاسة بإيران مما يعطى الدلالة على الأهمية التي توليها طهران للجزائر. ومن المتوقع أن يلتقي بن صالح مع الرئيس الايراني ومع مسؤولين ايرانيين لتبادل وجهات النظر في التحولات، التي تشهدها الأمة العربية والإسلامية اضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين. يذكر أن الجزائر من الدول التي تحرص على الصراحة والمكاشفة في بناء علاقتها مع الشقيقة ايران، وتنظر بجدية في بناء علاقة على اساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بأي شكل من الاشكال، كما تحرص الجزائر على الحوار وعدم الخضوع للسياسات الدولية التي تحاصر الجمهورية الاسلامية وتعتبر أن هذه قرارات سيادية، ومن جهته تحرص الدبلوماسية الايرانية على حماية مكسب العلاقة مع الجزائر التي كانت في كثير من الاحيان تقوم بوساطات مع الدول الغربية لحل أزمات ايران مع الغرب، كما أن الجزائر وبحكم التاريخ والتركيبة السكانية والمذهبية بعيدة عن المذهب الشيعي الذي تتهم بعض الدول العربية إيران بممارسة نشر المذهب في دولها، وهذا ما لا يوجد في الجزائر رغم بعض التقارير الاعلامية الجزائرية التي تسلط الضوء على بعضها من حين لآخر. ويرى مراقبون انه من مصلحة الشعبين أن تبتعد العلاقات الثنائية بين البلدين عن كل ما يمكن تعكيرها وخاصة أن الجزائر الرسمية والإعلام الجزائري بشكل عام لا يستعدي ايران، بل في كثير من الاحيان يدافع عن المواقف الايرانية ويعتبرها من الدول الداعمة للمقاومة، بعكس ما هو موجود في كثير من الدول العربية التي تعتبر ايران دولة عدوة، وخاصة في دول الخليج العربي والتحقت بها مصر رغم كل ما حدث فيها من تطورات. وبخصوص الموقف من سوريا فالجزائر في بعض المواقف الشعبية قد تتحفظ عن بعض المواقف الايرانية الداعمة لبشار الأسد، ولكنها تتفهم الدوافع الاستراتيجية التي يرتكز عليها الموقف الإيراني.

من نفس القسم الوطن