الوطن

الجزائر تعزي تونس وتؤازرها في حربها ضد الإرهاب

بعد مقتل 9 جنود في جبل الشعانبي بالقصرين

 

أمن تونس واستقرارها من أمن الجزائر

نددت الجزائر أمس بالهجوم الإرهابي الذي خلف عدة ضحايا في صفوف الجيش التونسي بمنطقة الشعانبي بالقصرين على الحدود التونسية الجزائرية، معربة عن تضامنها مع الشعب التونسي ودعمها له في حربه ضد الإرهاب.

وجاء في تصريح للناطق الرسمي لوزارة الخارجية عمار بلاني أن الجزائر تدين بشدة هذا العمل الإرهابي الذي راح ضحيته عناصر من الجيش التونسي تم استهدافهم في كمين "جبان" نصبته عناصر إرهابية بجبل الشعانبي بالقصرين، وقدم بلاني في تصريحه أمس لواج، تعازي الجزائر لعائلات الضحايا في الجيش التونسي، مؤكدا على تضامن السلطات والشعب الجزائري مع السلطات والقوى السياسية والاجتماعية التونسية، ودعمها في "حربها ضد الإرهاب"، هذا وراح ضحية هذا الهجوم المسلح على وحدات الجيش التونسي ثمانية جنود أصيبوا الاثنين المنصرم خلال تبادل مكثف للنيران، فيما كشفت وسائل إعلام تونسية أن التحقيقات التي باشرتها مصالح الأمن الجزائرية بشأن هوية منفذي عملية جبال الشعانبي تفيد بأن وراءها مجموعة إرهابية جار البحث عنها تابعة للإرهابي "كمال بن عربية"، وأن هذه العملية جاءت كرد فعل انتقامي على إلقاء القبض على أميرهم من قبل قوات الأمن الجزائرية، وأضافت ذات المصادر أن الإرهابي المقبوض عليه كشف للأمن الجزائري خلال التحقيقات أن هناك مجموعة إرهابية تونسية مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تنشط على مستوى الحدود بين البلدين، مستغلة تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا وانتشار الأسلحة.

أدانت الجزائر "بشدة" العمل الإرهابي الذي خلف عدة ضحايا في صفوف قوات الجيش التونسي العسكرية التونسية، إثر كمين نصب الاثنين الماضي بجبل الشعانبي بمنطقة القصرين بتونس، فالتضامن الجزائري الرسمي مع تونس الشقيقة في هذا الظرف العصيب يعني الحرص على استقرار الدولة التونسية ومؤسساتها، الاستقرار الذي يصب في مصلحة البلدين لأنه في ظل تنامي نشاط الجماعات الارهابية على الحدود المشتركة يجب تفعيل الجهود المشتركة بما يفضي إلى محاصرة الظاهرة ثم القضاء عليها.

وإن استقرار تونس الآن هو أمر أساسي وملح تتطلبه ضرورات المرحلة، لأنه ليس من مصلحة أي طرف سواء الحكومة أم المعارضة في تونس أن تتدهور الامور أكثر وتنزلق البلاد نحو المجهول، وتعم الفوضى التي هي البيئة الملائمة لنمو الفكر الإرهابي وانتشاره.

فالموقف الرسمي الجزائري يشير إلى أنه على التونسيين جميعا حكومة ومعارضة ومجتمعا مدنيا التجند والتخندق في صف واحد لمحاربة الإرهاب وإبعاد شبح الفوضى واللااستقرار عن تونس، رغم ما نسمعه من رغبة بعض أطياف المعارضة في تونس من استحضار النموذج المصري، واستنساخه في تونس وما يتبع ذلك من توريط الجيش التونسي في نفق اللعبة السياسية، في وقت هو أحوج ما يكون للتفرغ لمهامه الممثلة أساسا في حفظ الوحدة الوطنية وضمان استقرار مؤسسات الدولة ومحاربة الإرهاب. كما أن المؤسسة العسكرية ليست لها سوابق في التدخل في العملية السياسية على غرار بقية الجيوش في الدول العربية، إضافة إلى أن المعارضة التونسية ليست متجذرة بشكل كبير في المجتمع التونسي. 

إن الجزائر وإذ تعلن تضامنها مع الأشقاء في تونس فإن رسالتها واضحة وهي أن الاستقرار هو مكسب، يجب الحفاظ عليه لخلق البيئة الملائمة للحوار والنقاش بين مختلف فرقاء المشهد السياسي في تونس الشقيقة، بما يجنبها الفوضى والسير نحو المجهول والاقتتال الداخلي فالدرس المصري وتداعياته لا تزال ماثلة أمامنا.

سارة. ز/ محمد دخوش

من نفس القسم الوطن