الوطن

عمار تو يسير على خطى بن صالح ويسعى لتنصيب نفسه أمينا عاما بالنيابة في الأفالان

الأفالان يعيش مخاضا عسيرا وبلعياط يواجه أكثر من خصم

 

 

اختلط الحابل بالنابل داخل حزب جبهة التحرير الوطني وخرج كل طرف يقول إنه له الحق في استدعاء اللجنة المركزية، وفي وقت يصر في بلعياط على موقفه من قرارته، يخرج مجموعة من النواب ضده ويؤلبون اعضاء اللجنة لجمع توقيعات للإسراع في حسم أمر انتخاب الأمين العام، بينما في القواعد النضالية، ليس هناك حديث سوى عن تزكية علي بن فليس أو مولود حمروش للرئاسيات، في وقت يعمل عمار تو على خطى بن صالح ويسعى لتنصيب نفسه أمينا عاما بالنيابة في الأفالان.

تقول مصادر من محيط علي بن فليس، إن هذا الأخير تلقى العديد من الرسائل والاتصالات من طرف قواعد الافلان النضالية، تطالبه بالترشح للرئاسيات المقبلة، وذكرت هذه المصادر بأن بن فليس حصل على تزكية جزء لا بأس به من قاعدة الحزب، لكنه صرح لمقربيه بأن الإفصاح عن نية الترشح وتركها لوقت مناسب، كما ذكرت هذه المصادر بأن جزء آخر من قاعدة الحزب ذهبت لمولود حمروش رئيس الحكومة الأسبق وأعلنت تزكيتها له ليكون مرتشحا للرئاسيات عن حزب جبهة التحرير الوطني، ويجري حديث عن اتساع رقعة التأييد لحمروش عبر العديد من الولايات، وتقول أوساط بالحزب إن ما يحدث من صراع بين اعضاء من اللجنة المركزية، وبلعياط، وكذا الوزراء، هو نتيجة لظهور شخصي حمروش وبن فليس في ساحة الصراع على الرئاسيات، مما أخلط الاوراق على الامين العام السابق بلخادم الذي تقول اوساط مقربة منه أنه ينوي الترشح لمنصب الرئيس، وأنه غير راض عما يتردد من قواعد الحزب من عودة بن فليس بقوة، وكل ما يحدث في البرلمان والمكتب السياسي ما هي في الأصل سوى ارتدادات عودة بن فليس الخصم الاساسي لبلخادم في الاستحقاق المقبل، بعد أن بات شبه مستحيل أن يعود الرئيس الحالي للترشح لعهدة أخرى، بالنظر لوضعه الصحي الذي يتطلب المزيد من الوقت للراحة وإعادة التأهيل.

وفي سياق ذي صلة يدرس جناح يتزعمه بعض أعضاء المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني وبالتحديد وزراء الحزب، إلى حث أعضاء اللجنة المركزية على ضرورة تنصيب أمين عام بالنيابة يتولى مهمة ترتيب الشأن الداخلي للحزب العتيد، ثم التمهيد لانتخاب أمين عام مقبل وذلك بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة المزمع تنظيمها سنة 2014.

وتأتي هذه الخطوة من قبل جناح الوزراء بهدف قطع الطريق أمام أنصار سعيداني الذين يروجون لفكرة أنه الرجل الأنسب لتولي زمام الأمانة العامة للحزب العتيد، فيما تسعى جهة أخرى إلى فرض السيناتور محمد بوخالفة كأمين عام مقبل وبين هذا وذاك، يطمح جناح آخر إلى فرض الوزير عمار تو على رأس الجهاز وهي الفكرة التي لم ينكرها الوزير نفسه مكتفيا بأن الحديث عن هذا الأمر سابق لأوانه.

وأكد مصدر مقرب من المكتب السياسي أن مشاورات حثيثة يقوم بها عدد من المساندين لتو، ستكلل بعد أسابيع من الآن الإعلان عن تنصيب القيادي عمار تو في منصب الأمين العام بالنيابة، وهي الخطوة التي سار عليها قياديون في حزب التجمع الوطني الديمقراطي بعد استقالة أحمد أويحيى من الحزب، ويرى المصدر الذي كشف لنا عن هذه المشاورات أن تو يلقى شبه إجماع حتى من أنصار عمار سعيداني ومن جناح بوخالفة، وهو ما سيسمح بالوصول إلى هذه الخطوة وتحقيق مخطط الوزراء الأربعة داخل حزب جبهة التحرير الوطني للاستحواذ ولو بشكل مؤقت على الحزب، وضمان التموقع في مختلف هياكله في الاستحقاقات المقبلة للحزب وهو ذات التوجه الذي يسير عليه عبد الكريم عبادة، الذي يسعى بدوره إلى تعيين شخصية من الموالين له في الأمانة العامة للحزب إلى حين عقد المؤتمر المقبل للأفالان سنة 2015، والذي من شأنه أن يزيح عددا كبيرا من القيادات السابقة ويتم تجديد مختلف الهياكل بقيادات من الشباب وهو ما يرفضه هؤلاء.

مصطفى. ح / خولة. بو

من نفس القسم الوطن