الوطن
حمس تبحث عن وحدة التيار الإسلامي في الوقت بدل الضائع
تبحث عن إمكانية جمع الحركات الإسلامية في الجزائر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 جولية 2013
تحاول حركة حمس من خلال استفتاء أطلقته عبر موقعها الإلكتروني، معرفة ما إذا كانت الوحدة بين الحركات الإسلامية في الجزائر ممكنة أم لا، وكانت أولى النتائج تظهر امكانية ذلك، لكن تبقى مجرد نتائج افتراضية، حيث تشير معطيات الساحة السياسية إلى صعوبة تحقيق وحدة التيار الإسلامي خدمة لمصلحته استعدادا للرئاسيات، كون قياداته لا تجتمع على موقف موحد، يضاف إلى ذلك محاولة المعارضة تفشيل تجربة الإسلاميين في كل من تونس ومصر.
ويظهر أن حركة حمس تشتم رائحة التنافر مع التشكيلات الاسلامية الأخرى، بدليل أن كل هذه الأحزاب مجتمعة، لم تخرج موحدة في أي استحقاق عرفته البلاد، كما أنها برغم المحاولات اصطدمت دوما بعقلية زعمائها، حيث تسود فكرة حب القيادة لدى العديد من رؤساء هذه الاحزاب، وهو ما تركها دوما تبحث عما يتردد في أروقة مجالس شوراها "البحث عن وحدة التيار الاسلامي"، وتحاول حمس من خلال اطلاق استفتاء عبر موقعها الالكتروني، ترجمة فكرة "الوحدة" إلى مشروع عملي، وهذا بطرح السؤال "هل تعتقد أن الوحدة بين الحركات الاسلامية في الجزائر ممكنة؟"، لكن على ما يبدو من خلال النتائج الأولية للاستفتاء، لا يهتم مناضلو الحركة كثيرا بهذا المطلب، بدليل أن عدد المشاركين بهذا الاستفتاء لم يتجاوز ألف مشارك، كما أن هويتهم تجهل ما أن كانوا من مناضلي الحركة أم من متصفحي الموقع، ويضع الموقع نتائج افتراضية تشير إلى أن عدد الذي يرون بأن الوحدة بن الحركات الاسلامية ممكنة، يقارب سبعة مائة مشارك، بينما الذين يرون أن الوحدة غير ممكنة، لم يتجاوز عددهم المائتين، وبعيدا عن هذه النتائج التي لا تظهر الواقع، حيث لا يزال واقع حركة حمس بعيدا عن الوحدة حتى مع الحركات التي انشقت من رحمها، فكيف سيكون الحال مع الحركات والأحزاب التي تحسب على التيار الإسلامي؟ هذا الحال يترجمه كثرة المبادرات من أكثر من حزب، فحمس، وثم النهضة، وبعدها جبهة التغيير كلها بادرت باقتراحات تصب في توحيد التيار الاسلامي ولو ببعض الاختلاف في الشكل، كالمبادرة التي عرضتها حمس على كل الأحزاب السياسية وليس الاسلامية فقط. يضاف إلى هذا، كون هناك أحزاب من التيار الإسلامي قد تعمل على اعاقة أية سبب للوحدة، مثل جبهة العدالة والتمنية، فهذا الحزب الذي يقوده جاب الله، كان في كل مرة يقف حجرة عثرة في وجه محاولات الاسلاميين تشكيل تحالف ضد كذا وكذا في أي موعد انتخابي، لكن الذي يظهر من خلال مسعى حمس لطرح تساؤل عن إمكانية وحدة "الحركات الاسلامية" يغذيه سعيها لتوحيد قواعدها النضالية المنشطرة إلى أربع حركات (جبهة التغيير، تاج، البناء الوطني، وحمس)، ومساعي الوحدة مع جبهة التغيير لم تثمر بعد عن تقدم ايجابي، كما أن دعاوى الوحدة لكل انباء الحركة باءت بالفشل لحد الآن، ينضاف إلى هذا، تخوف حمس من دخول استحقاق 2014 منشطرة، حيث لا يفيدها تحالفها مع حركة النهضة وجبهة التغيير في إعادة التموقع من جديد مثلما دأبت على ذلك من قبل، ومهما يكن، فإن حمس تريد أن تستشير مناضليها قبل الدخول في اية تحالفات خارج نطاق التيار الإسلامي، غير أن الحركة وباقي الحركات الاسلامية الأخرى، تسعى للوحدة في وقت يمر الإسلاميون بمصر وتونس بظروف لا يحسدون عليها، فالإخوان في مصر يصارعون من أجل عودة الشرعية وفي تونس تعيد حركة النهضة على المحك بعد ظهور حركة "تمرد" مشابهة للتي ظهرت في مصر، ثم حادثة الاغتيال التي تعرض لها سياسي معارض منذ أيام، يضاف إليها دعاوى الاعلان عن حكومة انقاذ وطنية، كل هذا وما يحدث من مضايقات للأحزاب الإسلامية في ليبيا والمغرب، كلها اسباب ستجعل تحقيق إسلاميي الجزائر لمكاسب من استحقاقات 2014 ضرب من المستحيل.
مصطفى. ح