الوطن

"الأوفر حظا" في رئاسيات مالي مدعوم من فرنسا ودول الجوار

اقتراع ملايين الماليين وسط تهديدات "الجهاد والتوحيد"

 

توجّه صبيحة أمس ملايين الماليين إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم الجديد في انتخابات مصيرية وحاسمة، في ظل الأوضاع التي تعيشها هذه الجمهورية منذ 18 شهرا بعد سيطرة حركات إرهابية على مناطق الشمال وانتشار قوات الأمم المتحدة والحرب على الفرع المغاربي للقاعدة.

وجرى التصويت في الانتخابات في مدن الشمال كيدال وغاو وتمبكتو، المنطقة التي شهدت في 2012 أعمال عنف وسيطر عليها متمردون و"جهاديون" مرتبطون بتنظيم القاعدة، بإشراف قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والجيش المالي.

وفي كيدال، معقل الطوارق في شمال شرق البلاد، تأخر فتح العديد من مكاتب الاقتراع. ولاحظت "فرانس برس" عند مدخل احد مراكز الاقتراع أن الجنود التوغوليين في قوة الأمم المتحدة في مالي يتثبتون من هوية كل ناخب ويفتشونه.

وتبعد كيدال 1500 كلم شمال شرق باماكو، وهي معقل الجبهة الوطنية لتحرير ازواد التي تنادي بالحكم الذاتي للشمال، وتجسد الانقسامات بين هاتين المجموعتين والسود أيضا. وقد وقعت فيها أعمال عنف دامية قبل أسبوعين بين سكان من الطوارق والسود ناجمة جزئيا عن عودة جنود ماليين إلى المدينة في الخامس من جويلية.

وفي غاو كبرى مدن الشمال اصطف عشرات الأشخاص بهدوء للتصويت في مركز انتخابي في مدرسة قرب ساحة الاستقلال التي اسماها الجهاديون ساحة الشريعة.

أما في تمبكتو المدينة التي دفعت ثمنا باهظا بعد سيطرة "الجهاديين" عليها، يبحث ناخبون عن أسمائهم بلا جدوى.

وعشية الانتخابات، أكد الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري الذي لم يترشح للاقتراع أن الدولة هي "الضامنة لانتخابات نظامية وتتسم بالمصداقية"، داعيا مواطنيه إلى التصويت بكثافة في بلد لا تتجاوز فيه نسبة المشاركة عادة الأربعين بالمئة.

ويتنافس 27 مرشحا بينهم امرأة واحدة في الجولة الأولى من الاقتراع بعد انسحاب المرشح تييبيلي درامي. فرئيس الوزراء السابق ورئيس الجمعية الوطنية السابق ابراهيم بوبكر كيتا (69 عاما) ووزير المال السابق والزعيم السابق للاتحاد الاقتصادي والنقدي سومايلا سيسيه (63 عاما) هما الأوفر حظا، يليهما رئيس وزراء سابق آخر هو موديبو سيديبي (60 عاما).

وستجري جولة ثانية في 11 أوت إذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة في 28 جويلية، وسيشرف على الاقتراع العديد من المراقبين الدوليين منهم تسعون من الاتحاد الأوروبي.

وقال الصحفي المالي شاهانا تاكيو مدير نشر ''جريدة 22 سبتمبر'' المالية، في تصريحات صحفية، إن المرشح إبراهيم أبو بكر كايتا، الأوفر حظا للفوز بالانتخابات نظرا لشعبيته الكبيرة، مضيفا أن مناضلين من أحزاب أخرى رفضت دعم مرشحيها واختارت مساندة كايتا.

وعن محتوى الخطاب السياسي لإبراهيم ابوبكر كايتا، قال "يركز على الأمن وحماية الوحدة الترابية والوطنية للدولة وهي أهم ما يثير اهتمام الماليين في الظرف الحالي، وأضاف هو المرشح الوحيد الذي دخل ''كيدال''.

وأوضح الصحفي المالي المرشح أبو بكر كايتا "يحظى بالإجماع من طرف فرنسا ودول الإيكواس وتجمعه صداقة قوية مع دول الجوار، التي ترى فيه الرجل المناسب للمرحلة القادمة بعد نجاحه كوزير أول ورئيس للمجلس التأسيسي". وعن أشرس معارضيه، اعتبر الصحفي المالي "أن صومايلا سيسي يمكن أن يكون المنافس الأول لـ "كيتا"، لأن سيسي يركز على التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل والمشاريع، وإذا كان هناك دور ثاني فسيكون بين هذين المرشحين".

وقبل الانهيار في العام الماضي اشتهرت مالي بالاستقرار وأصبحت ثالث أكبر منتج للذهب في إفريقيا. ووعد المانحون الذين قلصوا المساعدات بعد الانقلاب بتقديم أكثر من ثلاثة مليارات اورو في شكل مساعدات لإعادة البناء بعد الانتخابات. وسيتعين على الرئيس الجديد الإشراف على محادثات السلام مع المتمردين الطوارق الذين وافقوا على السماح بإجراء الانتخابات في المناطق، التي ينشطون فيها ولكنهم لم يلقوا سلاحهم بعد. وتأمل فرنسا بأن يسمح نجاح الانتخابات بتقليص وجودها العسكري في مالي من نحو ثلاثة آلاف جندي حاليا.

بالموازاة مع إجراء الاقتراع هددت حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا -وهي واحدة من الجماعات الإرهابية التي كانت تسيطر على الشمال- "بضرب" مراكز الاقتراع وحذرت "الماليين المسلمين من المشاركة في هذه الانتخابات". وقالت الحركة في بيان نقلته وكالة أنباء محلية موريتانية إن مراكز الاقتراع ومراكز التصويت الأخرى "لما يسمونها انتخابات ستكون عرضة لضربات المجاهدين".

م. أميني/وكالات

من نفس القسم الوطن