الوطن

جزائريون متعطشون للدماء في رمضان

أحدهم يذبح جاره دون رحمة وآخر يغرس خنجرا بقلب صديقه بسبب مزحة وآخرون قتلوا لأتفه الأسباب

 

 

 انتهكت حرمة الشهر الكريم عشرات المرات منذ أول يوم منه، من خلال سفك الدماء من قبل أشخاص يستهويهم القتل في شهر التوبة والغفران، والغريب أن أبشع جرائم القتل وأسوءها على الإطلاق تحدث في رمضان شهر التوبة والغفران.

أما الجريمة الأولى فوقعت بعاصمة الغرب وهران، في الثاني من رمضان، عندما أقدم مستفيد من العفو الرئاسي مؤخرا يبلغ من العمر 22 سنة على توجيه طعنات لأحد جيرانه بمنطقة المرسى الكبير على مستوى الوجه والبطن أودت بحياته.

وانتقل الدم في الخامس من رمضان كذلك إلى الجزائر العاصمة بحي المنظر الجميل بالقبة، إذ تبادل كهلان في الأربعينات السباب، فتدخل ابن أحدهما وعمره 22 سنة من أجل حماية والده فقتل الضحية بطعنة واحدة وتم توقيف الجاني.

واستقبلت مصلحة الاستعجالات بمستشفى الشرفة بولاية الشلف الخميس شابا في العقد الثالث من العمر في حالة خطيرة، وذلك بعد تلقيه طعنات قاتلة على مستوى الكتف والبطن، علما أنه لخطورة حالته تم تحويله إلى مستشفى أولاد محمد في عاصمة الولاية. وجاءت إصابة هذا الشاب بهذه الطعنات القاتلة على إثر خلاف حاد نشب بينه وبين أحد الشباب، وتطور إلى صراع قاتل وهي احدى الصور التي باتت تتكرر في ذات الولاية.

وأكدت المحامية والناشطة الحقوقية فاطمة بن براهم، أن جرائم القتل بالذات تكثر في شهر رمضان بالفعل، وهذا ما لاحظته بحكم خبرتها الميدانية بين جلسات المحاكم والاستماع إلى الجناة أمام القاضي، موضحة أن المجرم لا يملك في قلبه مشاعر الرحمة وهو متعطش لارتكاب جريمته دون مراعاة لحرمة رمضان بل يسعده انتهاك هذه الحرمة، هذا من جهة ومن جهة أخرى هناك عوامل أخرى تتعلق بفيزيزلوجية الانسان الذي يتأثر بالصوم ونزول معدلات السكر في الدم، خاصة مع تزامن الصيام مع فصل الصيف والحرارة الشديدة ما يقود إلى "النرفزة" والقلق ومنه إلى العنف ما يفسر وقوع الشجارات التي تنتهي غالبا بجريمة قتل.

وأضافت ذات المتحدثة، أن سهولة الأمر بالنسبة للمجرم يجعله يرتكب الجرائم، حيث لا توجد قوانين ردعية بمعنى الكلمة في الجزائر، ناهيك هن العفو الرسمي للمساجين والمجرمين ما يجعل مرتكبي الإجرام لا يخافون قضبان السجن.

ومن جهته أوضح البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة "فورام"، أننا نشهد كل عام ارتفاع عدد الجرائم في شهر رمضان مقارنة مع الأشهر الذي يسبقه، فهذا العام تم تسجيل أزيد من 20 جريمة قتل خلال النصف الأول من شهر الصيام، وهو عدد مخيف خاصة وأننا في شهر التوبة والغفران، مرجعا السبب إلى مشكل "قلة النوم" الذي يجهل الجزائريون أهميته وانعكاسه على نفسية المرء، والذي بات معضلة حقيقية بالنسبة لليوميات الرمضانية للجزائريين دون إدراك منهم، فقلة النوم حسب البروفيسور يتسبب في القلق والنرفزة التي تنجم عنها الشجارات، والتي بدورها تنتهي غالبا بجرائم قتل بشعة في شهر الرحمة، مشيرا أن 30 بالمائة من الجرائم في رمضان تتم بسبب قلة النوم، ثم تليها أسباب أخرى مثل المخدرات والإدمان على التدخين وغياب الرادع القانوني وغيرها.

سعاد. ب

من نفس القسم الوطن