الوطن
"لسنا خائنين لأننا رفضنا الانحباس في سنة 1992 "
مقري يرد على منتقدي موقف الحركة مما حدث في الجزائر ويحدث في مصر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 جولية 2013
فتح رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقرى النار على من أسماهم "بعض الطوائف التي تريد محو الحركة من الساحة السياسية الجزائرية"، والتي اتهمت حمس بخيانة المعارضة في التسعينيات من القرن الماضي، ومحاولة الظهور بمظهر الرافض للانقلاب على الشرعية في مصر الآن، حيث أكد مقري أن موقف الحركة مما حدث في الجزائر وما يحدث الآن في مصر لم يختلف، مضيفا أنه من غير المعقول وصف قيادات الحركة بالخيانة لأنها رفضت الانجراف وراء العنف دفاعا عن الشرعية وفضلت إكمال نضالها السياسي.
واعتبر مقري في بيان له نشر على الموقع الرسمي للحركة أن من يحاول ضرب حمس واتهامها بخيانة مبادئها صنفان، الأول هم "الفاسدون والمفسدون" في نظام الحكم "الذين يعرفون بأنه لا يوجد في الطبقة السياسية حركة أقدر على النمو والتطور والتكيف مع كل التحديات وأكثر انتشارا في كامل التراب الوطني دون نفخ من خارجها ودون دعم من غير رجالها ونسائها، وأقدر على جذب الشباب وإتاحة الفرص لهم، وأقدر على تحقيق الإصلاح والتغيير". والثاني هم "العاجزون على فعل شيء لصالح الوطن والأمة سوى أن ينصبوا أنفسهم قضاة على تاريخ الرجال"، مؤكدا أن موقف الحركة مما حدث في الجزائر من أحداث مشابهة لما يجري الآن في مصر واضح وصريح، حيث استشهد في هذا الصدد ببيان صدر عن الحركة يوم 20 جانفي 1991 موقعا من طرف الشيخ محفوظ نحناح، كما توجّه مقري في حديثة إلى المعلقين على موقف حمس الرافض للانقلاب في مصر، قائلا "تمعّنوا في موقف إخواننا في قيادات الجبهة الإسلامية للإنقاذ وهم يطلبون من قيادة الإخوان في مصر أن لا ينجروا للعنف حتى لا تتكرر تجربة الجزائر"، مضيفا أن حركة مجتمع السلم (حركة المجتمع الإسلامي سابقا) كان صوتها واضحا في تحميل السلطة مسؤولية الأزمة، ولكنها في نفس الوقت طلبت من جبهة الإنقاذ عدم التصعيد كما فعلت بالضبط في الأزمة المصرية، وأضاف مقري في السياق ذاته أن قيادات حمس آنذاك حاولت بجدية كبيرة الوصول لاتفاق مع الجبهة الإسلامية من أجل تجنب ما يحاك ضد الإسلاميين آنذاك، ولكن قيادات الفيس رفضوا أي تشاور، "بينما بقيت الحركة في موقفها المدين لنظام الحكم لمدة سنتين إلى ثلاث سنوات، فلما انجرفت الجبهة للعنف وسقطت في مخطط التيار العلماني المتحكم في دواليب الحكم، قررت الحركة حماية مستقبل مشروعها ووطنها ونفسها ولولا هذه السياسة لما وجد اليوم صوت يرفع لصالح المشروع الإسلامي، ولما قدرنا أن نجند الآلاف من الشباب في مشاريع الخير بكل أصنافه كما نفعل اليوم" يضيف مقرى، الذي أكد أن لا أحد يستطيع أن يلوم الحركة لأنها لم تنجرف للعنف دفاعا عن الشرعية ولا يستطيع أحد أن يلوم قياداتها لأنهم لم يقبلوا الانحباس في سنة 1992 كما هو حال الكثير ممن بقي يأسف على تلك المرحلة، وهو لا يكاد يقدم شيئا لوطنه". وذكر مقري في هذا الصدد أن حمس لم تشارك في الانتخابات إلا سنة 1995 ولم تشارك في الحكومة إلا سنة 1996، أي بعدما انتهى كل شيء ولم يستطع أصحاب الحق أن يدافعوا عن حقهم، مشيرا أنه كان من المفروض أن نغادر هذه المشاركة سنة 1997 بعد التزوير الشامل للانتخابات، ولكن اختلفت وجهات النظر حول تقدير المصالح والمفاسد، وأثبت الزمن بأنه كان الأولى لنا أن نخرج سنة 1997 أو على الأقل سنة 1999 ولكن "قدر الله وما شاء فعل".
سارة زموش