الوطن

مظاهر للتآزر والتضامن تتخللها حوادث مميتة وسلوكات مشينة

بعد أسبوعين من الصيام

 

 

مر على صيام هذا الشهر الفضيل 15 يوما مسجلا نفحات إيمانية ومظاهر للتآخي والتآزر، وهي السمات الحقيقية التي يجب التحلي بها في هذا الشهر الكريم، إلا أن هذه المدة لم تخل من مظاهر العادات السيئة التي اكتسبها مجتمعنا فارتبطت بأفضل الشهور، من غلاء في الأسعار، وتفاقم في حوادث المرور مخلفة قتلى وجرحى، وشجارات واعتداءات بالأسلحة البيضاء، وإسراف في اشتراء المأكولات التي ينتهي بها المطاف بالمزابل.

ففي إطار العمل الخيري وروح التآزر والتضامن، عرف الاسبوع الاول فقط من رمضان 2013 افتتاح أكثر من 759 مطعم إفطار على المستوى الوطني لصالح عابري السبيل والمحتاجين والأشخاص من دون مأوى، وتوزيع 625.743 وجبة بهذه المطاعم، وتشير الحصيلة حسبما أعلنت عنه وزارة التضامن والاسرة إلى توزيع 383.783 وجبة على المحتاجين إضافة إلى 620.280 طرد يحوي موادا غذائية وتجنيد 11.449 متطوع. وأكد مسؤول بذات الوزارة أن "عدد المطاعم سيشهد ارتفاعا الايام المقبلة،" هذا حسبما أعلنت عنه الوزارة، ناهيك عن الأعمال الخيرية التي يقدمها المواطنون والتجار في السر والعلنية الى المساجد والى العائلات المعوزة، وفي ذات السياق، أصبحت مساجدنا تعرف إقبالا واسعا في عدد المصلين بمختلف أوقات الصلاة، فالعديد من الشباب الذين هجروا المساجد خلال الأحد عشر شهرا الماضية، أصبحوا يترددون عليها في الاوقات الخمس.

إلا أنه رغم هذه النفحات الايمانية والروحانية فقد ارتبطت بعض العادات السيئة والحوادث الخطيرة بهذا الشهر الكريم، حيث سجلت مصالح الحماية المدنية خلال الايام الفارطة من هذا الشهر، ارتفاعا كبيرا في حوادث المرور عبر الطرق الوطنية، قاربت المئة قتيل وأكثر من 265 جريحا تم إسعافهم وتحويلهـم إلى المراكز الاستشفائية. وقد سجلت أكبر حصيلة في اليوم الثاني من رمضان، إذ تم تسجيل 18 قتيلا و23 جريحا في 14 حادث مرور، ما يشير إلى أن إرهاب الطرقات لا يزال يحصد الأرواح منذ حلول شهر رمضان بسبب السرعة المفرطة خاصة قبيل الإفطار التي يفقد فيها السائقون أعصابهم، ومن خلالها دعا الرائد شيعاوي العياشي الى ضرورة المساهمة في التقليل من حوادث المرور خاصة ونحن في الشهر الفضيل بتوخي الحيطة والحذر واحترام قوانين المرور. ورغم أن الشهر الفضيل يُعد فرصة كبيرة للتوبة والتراحم وإظهار قيم التسامح والمحبة بين المجتمع، غير أن البعض لا يعرف سوى التفكير بأشهى أصناف الأكل على الإفطار وملء البطون ليجد الكثير منهم انفسهم بعد الافطار في قسم الاستعجالات بالمستشفيات نتيجة التخمة أو لمرض بالمعدة، فيبرز انطواء شهر الصيام في بلادنا على الكثير من المفارقات، فالجزائريون يستهلكون ملايين من الخبز، ويرمون ما لا يقلّ عن 50 مليون خبزه يوميا في المزابل، وهو الشيء الذي يظهر للعيان من خلال رؤية تراكم أكوام القمامة بالمزابل التي تحوي العديد من الأطعمة التي يتم رميها، بسبب الإسراف في إعداد الطعام الذي يفوق استهلاك العائلات، هذه الأخيرة التي باتت ترمي أكياس الخبز الذي يعد أكثر المواد إسرافا، وقد أكد رئيس اللجنة الوطنية للخبازين،قبيل رمضان أن المواطنين سيستهلكون 4،1 مليار خبزة، 120 مليون منها ترمى في القمامة، وهو الشيء الذي أكده الاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين، والذي حذر من ارتفاع مستويات التبذير في رمضان، والذي توقع أن تتجاوز هذا العام 500 مليار سنتيم نظرا لارتفاع معدلات الاستهلاك بنسبة 50 بالمئة في جميع الشعب الغذائية، وفي هذا الإطار كشف رئيس شعبة الخضر والفواكه، أن الجزائريين سيستهلكون خلال رمضان 10 ملايين قنطار من الخضر، 500 ألف قنطار منها تبذر وترمى مع النفايات،

كما تسجل مصالح الاستعجالات الطبية عبر مختلف مستشفيات الوطن من جهة أخرى، ارتفاعا محسوسا في عدد الحالات المسعفة بسبب الأمراض المزمنة وحوادث تتعلق بالصيام والحال من ذلك في عدد الحالات الاستعجالية المسجلة في مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة التي تعرف ارتفاعا ملحوظا منذ بداية الشهر الفضيل. وقد أكد منسق النشاطات الطبية الجراحية الاستعجالية لذات المصلحة محمد الطهير، أنه منذ بداية رمضان إلى غاية اليوم تم تسجيل ما يقارب 3 آلاف مريض، مضيفا أن أغلب المرضى يعانون من مرض السكري والذي يشكل خطورة على صحة المواطنين وتليه حوادث المرور. وأضاف المتحدث أن المشكل الكبير الذي سجل على مستوى مصلحة الاستعجالات بمصطفى باشا هي الحوادث الناجمة عن المشاجرات والتي يتفاقم عددها يوما بعد يوم منذ حلول شهر رمضان الكريم.

نبيلة. م

من نفس القسم الوطن