الوطن
تجار يغرقون السوق بأطنان من التوابل المصنوعة من الحصى والرمل في رمضان
مصالح الاستعجالات تستقبل يوميا عشرات حالات التسمم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 جولية 2013
يستغل عدد من التجار من ممتهني "رحي التوابل" بحلول شهر رمضان وزيادة الاقبال على اقتناء "التوابل"، لإغراق المحلات والأسواق بتوابل مغشوشة نصف مكوناتها من الحصى والرمل.
وكشف أمس البروفيسور "بودزاري" بمصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا، أن أزيد من نصف نسبة التوابل التي يستهلكها الجزائريون مغشوشة وتحتوي على مواد مضرة بالصحة، تسبب تسممات وأمراض مثل حصى الكلى والكبد وقد تكون قاتلة أو متسرطنة في بعض الحالات التي تم الافراط في تناولها.
وحسب المتحدث، فإن كل مصلحة للاستعجالات، ومنذ بداية شهر رمضان، تستقبل أزيد من 500 شخص يوميا منها أكثر من 20 شخصا تعرضوا للتسمم بسبب "التوابل" المسمومة التي اصبحت في رمضان.
ومما لا شك فيه أن مزج هذه البهارات والتوابل بمواد سامة وغير صالحة للأكل، أمر مضر بالصحة وذو انعكاسات خطيرة تصل إلى حد التسمم الغذائي والإصابة بسرطان الكولون والمعدة.
وفي هذا الإطار، كشفت مصادر طبية، أن عدة حالات تسمم سجلت جراء استهلاك هذه التوابل غير الخاضعة للمراقبة، حيث شهدت إقبالا على شرائها بدعوى أسعارها المتدنية، خاصة وأننا نسمع دوما عن حجز كميات معتبرة من هذه المواد المغشوشة من قبل مصالح الأمن والدرك.
ومن جهته، أكد مصطفى زبدي رئيس جمعية حماية المستهلك، أن ظاهرة الغش تتفاقم بشكل كبير في رمضان، وبالنسبة للتوابل المغشوشة فالمشكل ليس في المادة الاولية بل في عملية "الرحي"، حيث يقوم بعض التجار الممارسون لمهنة الرحي بمزج التوابل بمواد سامة مثل الحصى والرمل والآجر لدرجة أن 50 بالمائة من مكونات المنتوج مغشوشة وهذا بهدف الربح دون مراعاة لصحة وسلامة المواطن، ويحاولون تغطية فعلتهم من خلال استعمال الملونات والعطور وهي بدورها مواد كيماوية مضرة بالصحة.
ومن الظواهر الغريبة التي تم تسجيلها في رمضان، أننا نجد أمام محل الرحاة اكواما من الرمل والحصى والسؤال المطروح، ماذا يفعل هؤلاء الرحاة بكل هذا الرمل والحصى؟ إضافة إلى انه من المعروف عن ممارسي هذه المهنة تغيير مقر عملهم بشكل دوري مما يؤكد ممارستهم لنشاط غير شرعي.
ودعا ذات المتحدث، المستهلك الجزائري إلى تجنب اقتناء أكياس التوابل التي لا يتم فيها تحديد اسم وعنوان المنتج بالتفصيل، مثل "طريق بئر توتة أو طريق بومرداس ثنية" أو غيرها من العناوين غير الواضحة، اضافة ضرورة الابتعاد عن اكياس التوابل ذات 5 كلغ لأنه يسهل على الغشاش تسويقها خاصة للمطاعم الجماعية والمطاعم الجامعية، واللجوء إلى اقتناء التوابل كمادة اولية ورحيها باستعمال "المهراز" كأسلم طريقة للوقاية من بطش الغشاشين.
سعاد. ب