الوطن

اعتداء إرهابي على حاجز أمني بين ذراع بن خدة وتيزي وزو

تنظيم دروكدال المسؤول باستهداف موكب سلال في زيارته إلى الولاية

 

 

 

حاول تنظيم "قاعدة المغرب الإسلامي" عشية أول أمس، التشويش على موكب الوزير الأول عبد المالك سلال في زيارته لولاية تيزي وزو، حيث فجرت جماعة ارهابية قبيل الافطار، قنبلة تقليدية الصنع، على الطريق الوطني رقم 12 الذي يمر منه الموكب، وقد استهدف الاعتداء حاجزا أمنيا للدرك الوطني، ويظهر أن الإرهابيين حاولوا تكرار سيناريو محاولة اغتيال الرئيس بوتفليقة في زيارته لولاية باتنة منذ سنوات.

وأثبت الاعتداء الإرهابي الذي استهدف حاجز الدرك الوطني بين تادمايت وذراع بن خدمة على حدود الطريق الوطني رقم 12، أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حاول منع الوزير الأول عبد المالك سلال من زيارة منطقة القبائل، وهو الذي كان أعلن عنها منذ ايام في تصريحات صحفية، فالاعتداء وقع بعد الافطار مباشرة، في وقت كان عناصر الدرك الوطني يقومون بتأمين الطريق كعادتهم في الحاجز الأمني، بينما انفجرت قنبلة يدوية الصنع، وبالرغم من أن الانفجار كان قويا، غير انه لم يخلف خسائر بشرية، لكن صدى الانفجار وصل لعدة كيلومترات، مما يؤكد أن العبوة الناسفة التي أعدتها العناصر الارهابية للتفجير كانت بها كمية معتبرة من المواد المتفجرة، وهذا يؤكد أن نيتها كانت تعطيل زيارة الوزير الأول والتشويش عليها، وإحداث الصدى الإعلامي، كما سبق وان فعلت ذلك خلال زيارة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى ولاية باتنة، بتاريخ 6 سبتمبر من عام 2007، حيث فجر انتحاري نفسه وكان يدعى ”الطيب الهواري"، وسط جمع من المواطنين كانوا في استقبال الرئيس قرب المسجد العتيق بوسط المدينة، وهذا قبيل دقائق من وصول الموكب إلى ساحة الحرية، حيث أدت العملية إلى وفاة 25 مواطنا وجرح 172، وهو اعتداء اعتبر محاولة من التنظيم الإرهابي لإثبات في تلك لافترة، أنه ضد المصالحة الوطنية التي كانت تتم برعاية الرئيس الحالي بوتفليقة.

ويأتي اعتداء تيزي وزو، وإن لم يحصد خسائر بشرية، إلا أن قاعدة المغرب الإسلامي بزعامة أبو مصعب عبد الودود، يريد أن يبحث حسب ما يظهر من كيفية تنفيذ العملية، عن منفذ يؤكد من خلاله بقاء العمل الإرهابي بمنطقة يعاني من تضييق الخناق على عناصره من طرف قوات الأمن المشتركة، وبالأخص بالمناطق الشمالية، وهو الحصار الذي حاولت الجماعات الإرهابية فكه عن طريق اقامة عمليات هنا وهناك لإثبات بقائها في الميدان، بينما يواصل الجيش شن عمليات تمشيط واسعة بغابات وجبال سيدي لي بوناب، وكذا منطقة بومرداس، لقطع كل الطرق الممكنة لوصول الدعم للجماعات الإرهابية، لكن هذه الأخيرة فقدت الكثير من شبكات الاسناد التي كانت توفر لها الدعم اللوجستي والمادي، كل هذه المعطيات جعلت التنظيم يتلقى ضربات وتصدعات من داخله، مما اضعف نشاطه، ولعل نقص العمليات في شهر رمضان لدليل على ذلك، حيث كان هذا الشهر بالنسبة "للجهاديين" شهر جهاد، لكن اعتداء تيزي وزو يسجل على أنه أول عملية ارهابية يقوم بها النظيم في رمضان، مما يؤكد من جهة أخرى، هشاشة عناصره وعدم قدرتهم على مواصلة النشاط بنفس القوة التي كان عليها التنظيم منذ سنوات. وتؤكد التقارير الأمنية، وحتى تلك الصادرة من طرف الاستخبارات الأجنبية (الامريكية) خاصة، ضعف العمل الارهابي وتراجعه في شمال الجزائر، وارتكازه فقط على الجنوب، مستشهدة بما حدث في بعض المناطق بالصحراء ابرزها عملية "تغنتورين".

مصطفى. ح

 

من نفس القسم الوطن