الوطن

الرئيس يعود إلى أرض الوطن

الصحف الفرنسية تعيد فتح نقاشاتها حول الوضع الصحي لبوتفليقة منذ توليه الحكم

 

عاد ظهر أمس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إلى الجزائر قادما من مطار بورجيه العسكري الفرنسي، على متن طائرة خاصة حطت به بمطار بوفاريك العسكري، حيث كان طاقم رفيع المستوى في جهاز الدولة في استقباله، بعد غياب عن أرض الوطن دام 81 يوما، خضع فيها الرئيس إلى فترة علاج بالمستشفيات العسكرية الفرنسية، وكان الوزير الأول عبد المالك سلال، قد أبلغ الوفد الإعلامي والوزاري المرافق له في الزيارة التفقدية التي قادته لمدينة تيزي وزو في حدود الساعة الحادية عشرة بتوقيت الجزائر، بأنه مضطر لإنهاء هذه الزيارة والعودة إلى العاصمة قبل الساعة الثانية زوالاً. 

وتطرقت غالبية الصحف والقنوات الإخبارية الفرنسية، الحكومية والخاصة أمس بإسهاب إلى ملف الرئيس، بعد أسابيع من الصيام، انتهجه الإعلام الحكومي الفرنسي، بعد تلقيه لأوامر وتوصيات بعدم الخوض في هذا الموضوع، الذي تناوله بطريقة سلبية في المرحلة الأولى التي تلت العلاج الذي خضع له الرئيس بالمستشفى العسكري الفرنسي"فال دوغراس" قبل أن ينتقل منه إلى مركز "ليزانفاليد"، من أجل إتمام مرحلة العلاج النهائي وإعادة التأهيل الوظيفي الذي خضع له الرئيس بشكل مكثف منذ مدة تجاوزت الشهرين.

وجاء هذا الاهتمام الكبير من قبل وسائل الإعلام الفرنسية والأجنبية، بعد الخبر الذي ورد في صحيفة "لوبوان" الفرنسية أمس، حيث أكدت أن الطائرة الرئاسية الخاصة بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وصلت صبيحة أمس إلى مطار بورجيه العسكري في العاصمة الفرنسية باريس، وتناقلت بعدها وكالات أنباء عالمية خبر عودة الرئيس إلى أرض الوطن، حيث كتبت وكالة الأنباء الفرنسية الرسمية، أن الرئيس غادر حوالي منتصف النهار بتوقيت فرنسا المحلي عبر طائرة عسكرية متوجها إلى الجزائر، وذلك وفق مصدر في الملاحة الجوية الذي أكد مغادرة الطائرة الرئاسية لمطار فرنسا العسكري.

وغاب بوتفليقة عن المشهد السياسي لمدة 81 يوماً، بعد تعرضه لنوبة في 27 أفريل الفارط، نقل على إثرها إلى مستشفى العسكري في العاصمة الجزائرية، قبل أن يتقرر نقله في نفس اليوم إلى مستشفى فال دوغراس العسكري في العاصمة الفرنسية باريس، إلى غاية 12 ماي الماضي، حيث غادر المستشفى إلى مركز الراحة "ليزانفاليد"، حيث قضى فيه فترة علاج وإعادة تأهيل وظيفي تكللت بتماثله للشفاء، حيث ظهر الرئيس للمرة الأولى بعد رحلة العلاج تلك على شاشة التلفزيون في 12 جوان الماضي، عندما استقبل الوزير الأول عبد المالك سلال ورئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، اللذين قاما بزيارته في مركز "ليزانفاليد" في باريس في 11 جوان الماضي، حيث سارعت وسائل الإعلام الأجنبية إلى نشر هذا اللقاء بعدما تعذر عليها الحصول على فيديو مغادرته للتراب الفرنسي أو لحظة وصوله إلى أرض الوطن عائدا إليها من الأراضي الفرنسية. كما عادت بالتفاصيل إلى الملف الصحي للرئيس منذ توليه لسدة الحكم، كما توقعت ذات التقارير الإخبارية إلى أن الرئيس لازال وضعه الصحي مبهم خاصة وان عودته أحيطت بسرية تامة تؤكد بعض التقارير بأن الوزير الأول وطاقم الحكومة لم يكن يعلم بها باستثناء وزير الداخلية ووزير الصحة الذين لوحظ غيابهما في زيارة سلال لتيزي وزو.

هذا وقد وجد الإعلام الوطني نفسه في وضع محرج، بسبب غياب قنوات التواصل بين رئاسة الجمهورية وبينهم خاصة الإعلام الحكومي، حيث اكتفت وكالة الأنباء الجزائرية بالإشارة للبيان الصادر عن رئاسة الجمهورية في حدود الساعة الثالثة والنصف زوالا، بأن الرئيس قد عاد إلى أرض الوطن بعد فترة علاج وإعادة تأهيل حركي بفرنسا حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية، مؤكدين بأن رئيس الدولة سيخضع لفترة راحة وإعادة تأهيل بالجزائر، يضيف ذات البيان.

وانتقدت بعض القوى السياسية ووسائل الاعلام الوطنية طريقة تسيير البلاد وعدم، وجود شفافية في غياب الرئيس، اضافة إلى أن طريقة تسير ملف مرض الرئيس كان سيء وغير شفاف، وطالب البعض بأن يتمكن الجزائريون من متابعة الحالة الصحية لرئيسهم، كما هو الحال بالنسبة لباقي دول العالم، وخاصة اننا شعب مسلم يؤمن بأن المرض من قدر الله تعالى وهو الذي يشفي منه.

كما استنكر البعض تعطيل المؤسسات مثل ما هو الحال لمجلس الوزراء، الذي لم يعقد منذ اكثر من ستة اشهر وغياب الرئيس عن متابعة الوزراء، مثل ما عوّد عليه الشعب الجزائري في فترة حكمه بما كان يسمى المتابعة الرمضانية.

ويسود الادارة الجزائرية حالة ترقب طالت فترتها نتيجة وجود حديث عن حركة في مختلف المؤسسات الادارية والدبلوماسية ومعلوم أن الادارة في مثل هذه الحالات تعطل في انتظار التعيينات الجديدة.

خولة بوشويشي 

 

 

 

من نفس القسم الوطن