الوطن

عجز الأحزاب ترك المجال للمبادرات الشخصية

أستاذ العلوم السياسية بجامعة ورقلة بوحنية قوى لـ"الرائد"

 

فسّر المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة ورقلة بوحنية قوى حالة الترقب التي تعيشها الكثير من التشكيلات الحزبية وعدم إبداء موقفها من الرئاسيات وتقديم مرشحها، بغياب أجندة دقيقة للعمل السياسي لدى أغلب هذه الأحزاب، حيث قال إن أداء الكثير من التشكيلات الحزبية في الجزائر ملحق لرؤى أخرى ما جعلها تراوح مكانها ولا تقوى على تقديم البدائل السياسية، الأمر الذي فتح المجال للمبادرات الشخصية والتأويلات المتضاربة.

 وأضاف قوى في حوار مع "الرائد" أن ما زاد من الركود السياسي الموجود هي الفجوة الحاصلة بين قادة الأحزاب وقواعدها، وبالتالي، فإن قضية الرئاسيات لم تخضع لنقاش عميق داخل الحياة الحزبية بين القواعد والقيادة، ووسط هذه الفجوة ترك المجال للمبادرات الشخصية وسوق التأويلات المتضاربة إعلاميا وسياسيا، مضيفا أن الأحزاب والجمعيات كان يفترض عليها أن تحدد أولوياتها في هذه المرحلة من تكوين وتنشئة وتعبئة لمناضليها ولا تبني عملها على أساس ما تنتجه الجهات المعارضة. من جهة أخرى وعن تداول بعض الأسماء في الفترة الأخيرة للرئاسيات مثل بن فليس وزروال الرئيس السابق، وكذا حمروش، وهل مثل هذا التداول لأسماء معروفة راجع لتخوف السلطة من ظهور أسماء جديدة قد تصنع المفاجأة، أم هي مناورة لجس نبض الشارع، قال قوى إنه لا يؤمن بالفكر التآمري وإنما بالاستراتيجية، ولأي جهاز سياسي حزبا كان أو تنظيما أدواته وآلته في العمل السياسي المنظم، مؤكدا أن الذي له القدرة على المناورة وجس نبض الشارع هو الذي يمتلك صناعة القرار السياسي المستقبلي وهو الذي ستكون له إمكانية رسم خارطة الطريق الانتخابية، هذا واعتبر قوى التوافق الذي تحاول بعض الأحزاب خاصة المعارضة منها خلقه بهدف وضع تكتل تحسبا للرئاسيات غير مجدٍ، مضيفا أنه لا قيمة لأي تحالف إذا لم يحدد رؤية وخطة عمل، بالإضافة إلى أن التحالفات التي تبنى على ردود الأفعال لا يمكنها الصمود وهو ما تؤكده الوقائع التاريخية، زد على ذلك أن التحالف الناجح لا يبنى على أنقاض الآخرين وإنما على تقديم تصور دقيق في العمل بشكل يرقى بأخلاقيات الفعل السياسي، وفي السياق ذاته وحول الأزمات الداخلية التي تعرفها بعض الأحزاب على غرار (الأفلان والأرندي) وهل سترمي بظلالها على الرئاسيات خاصة أن ترشح بوتفليقة للرئاسيات أمر غير وارد بحسب العديد من المراقبين، أوضح قوى أن الخارطة السياسية بمجملها تؤثر وتحدد طبيعة العمل السياسي المستقبلي وليس ما يحدث داخل الحزبين الكبيرين فحسب، إلا أن أحزاب السلطة لا تزال قادرة بطريقة أو بأخرى على امتلاك زمام المبادرة وتحديد معالم العمل السياسي والحزبي مستقبلا كونها تمثل الاغلبية ولا أحد يمكنه إنكار ذلك.

سارة زموش

من نفس القسم الوطن