دولي
"حماس" لم تكن يومًا طرفًا في الصراعات العربية الداخلية
استنكار استقبال "فتح" لوفد صهيوني برام الله
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 جولية 2013
حذر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أسامة حمدان من أن النداءات التي تطلقها حركة "فتح" لـ "حماس" بالنأي بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، هي "جزء من التضليل الذي تمارسه "فتح" للتغطية على "جرائم يتم ارتكابها بحق القضية الفلسطينية".
وقلل حمدان في تصريحات لـ "قدس برس" من أهمية الاتهامات بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وقال: "لا بد أن نتمنى السلامة للأمة وأن يكتب لها الله الخروج مما هي فيه إلى ما هو خيرها في الدنيا والآخرة"، في إشارة إلى بيان "حماس" الذي استنكر حادثة الاعتداء على المتظاهرين في القاهرة.
واعتبر حمدان أن لوم "فتح" لحركته بخصوص بيانها المذكور هو "جزء من سياسة رمتني بدائها وانسلت"، مشيرا إلى أن "فتح" هي من قادت الشعب الفلسطيني "إلى كوارث من خلال تدخلها في الأردن وسورية ولبنان والكويت، ولا ندري ما تخفيه صفحات التاريخ والواقع من تورطهم في كثير من القضايا".
وأضاف قائلا إن "محاولة استغلال المشهد الراهن في المنطقة، والحديث عن أن حماس لها علاقة بما يجري في مصر، هو محاولة للتغطية على جريمة ترتكب من هؤلاء يخشون من اكتشافها، لذلك فهم يريدون استباق الأمور وكيل الاتهامات الباطلة... بالتدخل في الشؤون الداخلية".
وأكد حمدان أن "المقاومة بخير، وأنها تثق بأن المستقبل لها"، مؤكدا أن "حماس" حينما اختارت طريق المقاومة "اختارته مرضاة لله لتحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهي تعلم أن هذا الطريق صعب وهو طريق ذات شوكة، لكنه الطريق الوحيد القادر على تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني".
من جانب آخر استنكر الدكتور سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قيام حركة "فتح" باستقبال وفد من أحزاب صهيونية يمينية متطرفة في مقر المقاطعة برام الله، في الوقت الذي تتصاعد فيه الاعتداءات الصهيونية بحق الأرض والمقدسات في الأراضي المحتلة.
وقال أبو زهري في تصريحٍ أول أمس الثلاثاء إن استقبال فتح وفداً من الأحزاب الصهيونية يضم من حزب الليكود وشاس المتدينين في مدينة رام الله، وتناول طعام العشاء في جو حميمي بين الطرفين هو صورة من صور التطبيع وتوفير الغطاء للاحتلال للاستمرار في ظل هذه اللقاءات الحميمية.
يذكر أن لقاءً عقد الأحد (7-7) في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، ضم قيادات من حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية، وأعضاء قياديين من حزب "ليكود" الحاكم في الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى أعضاء مجالس بلدية يهودية وحاخامات ومستشارين سياسيين صهانية، في لقاء نظمته "مبادرة جنيف" لبحث سبل استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال، حيث عُقد في "أجواء حميمية".
وفي أعقاب انعقاد الاجتماع؛ أكد ياسر عبد ربه، القيادي في منظمة التحرير، أن السلطة في رام الله مستعدة لاتخاذ خطوات غير مسبوقة في عملية التفاوض مع الكيان الصهيوني، دون أن يفصح عن طبيعة هذه الخطوات، مضيفاً "أن الجانب الفلسطيني يتخذ موقفا مسئولا عندما يصر على تلقي ضمانات لإنجاح عملية التفاوض".
وأشار عبد ربه إلى أن الجولة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري في المنطقة "أثارت توقعات إيجابية لدى الجانب الفلسطيني"، مبينا مع ذلك أنه "يجب على الطرفين تليين مواقفهما ليتسنى استئناف المفاوضات" على حد تعبيره.
كما أدانت هيئة المتابعة للمقاومة الشعبية في فلسطين عقد هذه اللقاءات قيادات بين السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" مع قادة أحزاب صهاينة متطرفين. واعتبرت الهيئة في بيان لها أن هذه اللقاءات "تشكل خرقاً للإرادة الشعبية والتفافاً على قرار الشعب الرافض لسياسة التطبيع مع القتلة". وأضاف البيان "في الوقت الذي تتصاعد فيه الهجمة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، وفي الوقت الذي يصر فيه الشعب الفلسطيني على ضرورة وقف الاستيطان وإطلاق سراح الأسرى نتفاجأ بعقد لقاءات جانبية تضم قيادات من الأحزاب الحاكمة في "إسرائيل" وشركاء الجريمة المنظمة, ودعاة الترحيل ضد أبناء شعبنا, وبحضور بعض القيادات الفلسطينية تحت ذرائع ومسميات وهمية". ودعت إلى "ضرورة الرد على ممارسات الاحتلال من خلال تفعيل وتطوير المقاومة الشعبية ضد الاحتلال"، مطالبة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقيادة منظمة التحرير وقيادة "فتح" للرد وبشكل واضح وحاسم على هذه اللقاءات "بوضع آلية واضحة لتفعيل وتطوير المقاومة على الأرض والوقوف صفاً واحداً في مواجهة المخططات الصهيونية".
إ: ع. ب