الوطن

الحنين للاستعمار.. حقيقة يحاول الاشتراكيون إخفاءها

فابيوس يكشف عورة اليسار الفرنسي

 

عادت فرنسا إلى عادتها القديمة، وكشفت عن وجهها الحقيقي في الخطاب الذي ألقاه وزير خارجيتها لوران فابيوس بالمدرسة الفرنسية متعددة التقنيات الأسبوع المنصرم، ليؤكد أن المصادقة على القانون الممجد للممارسات الاستعمارية في العام 2005، لم يكن سوى تعبير عن مكنون متجذر لدى صناع القرار في باريس.

لوران فابيوس الذي ينتمي لحكومة اشتراكية، أبان صراحة عن العقيدة الجديدة ذات النزعة الاستعمارية للسياسة الفرنسية الجديدة سيما عندما قال إن فرنسا تتبع "استراتيجية هجومية في خدمة مصالحها ونفوذها، مشيرا إلى "مقاربة لعالم جديد عبر عدة توجهات تدافع بشكل ملموس عن مصالح فرنسا".

وتقوم التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية الفرنسي في عهد الاشتراكيين، حسب فابيوس، على "تعزيز تواجدنا في أقاليم وأراضي جديدة لنحمل قيمنا ومعاييرنا وكذا تكنولوجيتنا إلى قوى المستقبل"، ويشرح بقية المحاور بقوله: "وتعد العلاقات الاقتصادية أفضل السبل التي يشجع على إقامتها، حيث يدعو في هذا الشأن إلى توسع دولي لفرنسا من خلال مؤسساتها، ومن أجل إنجاح هذا المسعى، يدعو وزير خارجية فرنسا إلى الاستعانة بالدبلوماسية الاقتصادية قصد كسب سواق جديدة وتطوير الاستثمار الخارجي في فرنسا بغرض تقليص عجزنا التجاري وتشجيع استحداث مناصب عمل جديدة.

ويشير رئيس الدبلوماسية الفرنسية في هذا الصدد إلى أن إنشاء مديرية خاصة على مستوى وزارة الخارجية تعنى بالمؤسسات والمسائل الاقتصادية، لافتا إلى أنه تم تعزيز تكوين الدبلوماسيين في المجال الاقتصادي وكذا تشجيعهم على اكتشاف عالم المؤسسات من خلال العمل بها لعدة سنوات، وقال: "سفراؤنا يتولون الآن صراحة دور رؤساء الفريق الفرنسي للتصدير في البلدان التي يقيمون بها". ويتمثل العنصر الآخر لهذه السياسة، حسب فابيوس، في "مساهمة الإشعاع الثقافي، الفكري والعلمي في ثقلنا السياسي ومشاركته في بناء صورة إيجابية لفرنسا"، وهو ما يسمى بـ "دبلوماسية النفوذ"، بحسب وزير خارجية فرانسوا هولاند.

ويذكر تاريخ الثورة التحريرية أن الاشتراكيين في فرنسا يعتبرون الأكثر شراسة في محاربة الجزائريين إبان الحرب التحريرية المظفرة، ويروي المؤرخون الفرنسيون أن حكومات الاشتراكيين "غي موللي" و"منداس فرانس"، كانت قد أطلقت حربا شعواء لم تستثن فيها المدنيين العزل، وكان الهدف منها هو القضاء على الثورة وإبقاء الجزائر جزءا من الإمبراطورية الفرنسية، ولو كان ذلك على حساب الأخلاق والقوانين الدولية.

وعلى الرغم من هذا العداء المتمكن من الاشتراكيين الفرنسيين،لكل ما هو جزائري، إلا أن بعض المسؤولين الجزائريين يعتبرون اليسار أكثر انفتاحا تجاه الجزائر ومصالحها، وخاصة بعد وصول الرئيس الحالي، فرانسوا هولاند إلى سدة الحكم في باريس العام المنصرم، وكأنهم يجهلون تاريخ الثورة وجرائم هذا التيار قبل حوالي نصف قرن من الزمن. 

طه. ش

من نفس القسم الوطن