الوطن

التيار الوطني والديمقراطي يصمت حيال ما يقع في مصر

الأحزاب الإسلامية تندد بالمجازر وتنتقد الانقلاب على الشرعية

 

لم تظهر الطبقة السياسية في الجزائر اهتماما لما يحدث في مصر عقب وقوع مجازر في حق مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي، فالأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي وهي كل من (النهضة، حمس، والاصلاح ) مجتمعة في التكتل الأخضر، أما الأحزاب المحسوبة على التيار الوطني والديمقراطي، فلم تبد موقفا لا بالشجب ولا بدعم الانقلاب، في حين اكتفت وزارة الخارجية ببيان يعبر عن الموقف الرسمي للجزائر، والذي أكد على انشغالها بالأحداث الدامية جراء المظاهرات في مصر.

 

بدا تصريح الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني أمس الثلاثاء، مقتضبا لما قال بأن "الجزائر جد منشغلة بالأحداث الدامية التي وقعت خلال المظاهرات الأخيرة في مصر"، مضيفا في هذا التصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بالقول "إننا جد منشغلين بالأحداث الدامية التي وقعت خلال المظاهرات الأخيرة في مصر"، ثم أردف في السياق ذاته قائلا "ندعو كل الأطراف المعنية المصرية إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس من اجل إبعاد شبح العنف الذي يهدد استقرار وأمن هذا البلد الشقيق". وتحدث الناطق باسم الخارجية عن أطراف دون تحديدها، في إشارة الى مؤيدي مرسي ومعارضيه، وأوضح هنا "إننا نشجعهم على العمل بعزم من أجل انتقال سلمي قائم على البحث عن تسوية توافقية ودائمة للأزمة الحالية"، لكن موقف الخارجية الذي يظهر الموقف الرسمي للجزائر، ينعكس على ما هو قائم في الساحة السياسية بالجزائر، فالأحزاب السياسية الناشطة في الميدان، وقفت مما يحدث في مصر منذ إعلان الجيش عن عزل الرئيس مرسي، موقفا يظهر أنها غير مهتمة بما يحدث، خاصة وأن الرئيس المعزول ينتمي للإسلاميين، فحزب جبهة التحرير الوطني المنتمي للتيار الوطني، لم يبد موقفا حيال الازمة التي تعيشها مصر، فمنسق مكتبه السياسي لم يصدر بيانا ولم يدل بأي تصريح يعبر عن موقف الافلان من الوضع، مع العلم أن الحزب محسوب على السلطة، يجاريه في ذلك التجمع الوطني الديمقراطي  (الارندي)، هذا الأخير معروف عنه وقوفه ضد التيار الاسلامي منذ تأسيسه، فهو محسوب على الاحزاب الاستئصالية، وعليه، لم يظهر أدنى موقف، يدين أو يؤيد الانقلاب، وليس حزبا السلطة فقط اللذان وقفا موقفا صامتا، فمجمل الاحزاب تلتزم الصمت، الارسيدي، تاج، الحركة الشعبية الجزائرية، جبهة القوى الاشتراكية، وغيرها من أحزاب التيارين الوطني والديمقراطي، كلها مجتمعة  لم تتخذ موقفا بخصوص ما يجري في مصر، بينما اقتصر الشجب والتنديد منذ البداية، على أحزاب التيار الاسلامي فقط، وهي كل من (حركة حمس، النهضة وحركة الاصلاح)، وهي أحزاب التكتل الاخضر، ذات الامتداد لتيار الإسلام السياسي، حيث أدانت وشجبت عزل الرئيس مرسي منذ أو ل يوم، فأصدرت متفرقة بيانات استنكار وتنديد، ثم توالت البيانات، آخرها، بيان المجموعة البرلمانية للتكتل أمس، الذي أدانت فيه عزل مرسي واعتبرته "انقلابا عسكريا على الارادة الشعبية والمؤسسات الدستورية المنتخبة متمثلة في رئاسة الجمهورية ومجلس الشورى، كما ندد التكتل الاخضر بالاعتداء على المتظاهرين المؤيدين لمرسي، ووصفه بأنه  "اعتداء دموي"، كما طالب التكتل من الجامعة العربية والاتحاد الافريقي إدانة "الانقلاب العسكري وعدم الاعتراف بالنظام الحالي"، حزب العدالة والتنمية هو الآخر كان قد عبر عن موقفه مما يحدث، حيث قال إن  "سيطرة القوات المسلحة المصرية على دواليب الحكم في مصر، هو انقلاب عسكري جرى في وضح النهار تم دعمه من طرف بعض الأنظمة العربية الموالية للغرب"، وبعض القوى الدولية التي قال إنها لا تريد للديمقراطية أن تأخذ مجراها إلى العالم العربي، لكن مواقف الاحزاب الاسلامية وإن جاءت مساندة لرئيس ينتمي الى حزب إسلامي هو أيضا، إلا أنها كانت أكثر شجاعة من الأحزاب الجزائرية الكثيرة التي لم تظهر أي موقف يحسب لها، مما يؤكد من جهة أخرى، بأن الموقف السياسي في الجزائر غير واضح لما يتعلق الامر بسيناريو يشبه الى حد بعيد ما عاشته الجزائر بداية التسعينيات.

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن