الوطن

"كونوا مع الشرعية في مصر"

الشيخ مصطفى بلمهدي رئيس حركة البناء يدعو أحرار العالم

 

 

إن ما يحصل اليوم في أرض الكنانة أمر جلل في ميزان الحق والعدالة وقوانين الحرية  والشرعية وحقوق الإنسان، وإن وقفة الشعب المصري لهي من وقفات الشعوب الحرة في وجه الظلم الفاحش الذي ليس له أي شكل سوى الظلم وإن الظلم لظلمات. 

وأمام التخاذل والتواطؤ العالمي الرسمي الذي تعده وتوجهه أنظمة ظلت تتبجح بالديمقراطية بل أقامت من اجلها الحروب خلال التسعينات وقسمت بسببها الدول واستباحت بها العديد من أقطار الأمة المسلمة.

فإن الواجب على كل حر أن يقف وقفة الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه وأن يعلي صوته ويرفع منسوب دعمه من أجل الحق كل من موقعه وبقدر ما يستطيع.

ورسالتنا في هذه اللحظة التي نتذكر فيها ذكرى 5 جويلية العظيمة على الجزائريين وهي ذكرى استعادة الاستقلال واسترجاع كرامة الجزائر من اعتى دول الظلم والاستعمار، والتي لم تحصل عليها إلا بالتضحية بملايين الشهداء لترسم لأحرار العالم طريق الحرية وتعلن أمام الظالمين نهاية ظلمهم الوخيمة في هذه اللحظات نوجه رسالتنا:

1. إلى أحرار العالم عليهم أن يحافظوا على قيم الديمقراطية وأن لا يسمحوا بالتراجع عن مكتسبات الإنسانية في الحرية وحقوق الإنسان، والتي بدأت تتلاعب بها الأنظمة السياسية الفاسدة فمن سكت عن الظلم لحق به.

2. إلى الشعوب التي أعلنت تضامنها مع الشعب المصري، إن طريق الشرعية الشعبية ليس خالصا أو مأمونا فلا بد من الحفاظ عليه والحذر من اغتصابه وأن الصوت في الصندوق يحتاج عيونا تسهر لحراسته.

3. إلى الشعب المصري: عليك أن تتمسك بالشرعية وبمن اختارهم لتحمل هذه الشرعية وأن تعبر بكل الطرق السلمية عن هذه المقومات الحضارية التي أنتجتها ثورة 25 جانفي 2011 فلا بديل عنها.

4. إلى كل من تحمل الأمانة أن لا يضيعها وان يصبر عليها وأن يعبئ الناس حولها فالأمانة منصور من رعاها وحافظ عليها، ومن تحمل الأمانة أعانه الله على أدائها إلى أهلها قال تعالى: "وأدوا الأمانات إلى أهلها".

5. إلى المنظمات الحقوقية العالمية والمحلية عليها أن تدين جرائم اغتصاب الشرعية وتكتيم الأفواه وقطع حرية التعبير وإبلاغ صوت الناس للعالم.

6. دعوة أحرار مصر إلى تفويت الفرصة على أعدائهم والتمسك بالوحدة والدفاع عن الشرعية وحماية أهدافهم الطاهرة البريئة من الاختطاف والوفاء لشهدائهم الذين قدموا أرواحهم من أجل حريتكم.

7. إلى كل مكونات الشعب المصري ومؤسساته وسلطه عليكم أن لا تريقوا دماء بعضكم بعضا فإن إراقة الدم اخطر ما يهدد سلامة ووحدة الأوطان، وأن دماء المواطنين أغلى وأعظم من كل ما تتنافس عليه القوى السياسية المختلفة.

8. إلى الإعلام الحر أن يتحمل رسالة نقل الحقيقة والدفاع عليها مهما كانت الظروف وأن يخرج من تجاذبات السياسيين إلى الاحترافية الإعلامية والتخندق مع الحق والحقيقة وحماية حقوق المواطنين، ونقل الحقيقة والخروج من لعبة التضليل الإعلامي مهما كانت الضغوطات والمغريات.

9. إلى الدعاة والعلماء عليهم أن يقولوا كلمة الحق والساكت عن الحق شيطان اخرس، خصوصا ممن يعتلوا منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكسبون قلوب الناس باسم الإسلام والدعوة إلى الله فلا تضيعوا ثقة الناس فيكم.

10. إلى الكنائس ورجال الدين المسيحيين عليهم ألا يورطوا الكنيسة في صناعة الطائفية ونصرة الباطل ودعم اغتصاب الشرعية، فليس في الإنجيل وقوف مع الشر وإنما فيه المحبة للخير وليس للقوة والعنف والظلم والسطو، فلم يكن في مصر من المسلمين حقد على المسيحيين والأقباط وإن اخوة السماء والمودة بين الذين امنوا افضل من مظلة الصواريخ والدبابات، وإن فيكم لقسيسين ورهبانا استحفظوا على الكتاب فلا تسمحوا لرئيس كنيسة أن يغامر بدين وإيقاد الفتنة فالفتنة نائمة لعن الله من ايقظها.

11. إلى البرلمانيين في كل العالم وإلى البرلمانات العالمية أن تقف وقفة حق ودعم ومساندة للشرعية في مصر ولصوت الشعب ولمرجعية الصندوق وحماية الحق والسلم والديمقراطية.

12. إلى المنظمات الدولية عليها أن تتوقف عن الكيل بمكيالين في مجال الديمقراطية لأنها بذلك تفقد ما تبقى لها من مصداقية، وان تحذوا حذو الاتحاد الإفريقي الذي نحيي موقفه المبدئي في الوقت الذي تراجع منسوب المبدئية في الجامعة العربية والأمم المتحدة.

13. ندعو محبي السلم في العالم إلى حماية الشرعية لأن سقوط الشرعية الانتخابية يعني مبررات الاتجاه إلى التطرف الذي لا يؤدي إلا إلى الخراب. فيا دعاة السلم العالمي تعالوا لحماية السلم العالمي من ردود الأفعال التي لا تعرف بدايتها ولا نهايتها.

14. دعوة كل مسلم إلى الدعاء والتضرع لله أن يحمي الأمة من شرور ما يقترفه الانقلابيون على الشرعية تحت أي مسمى كان، لأن ما يحدث الآن في مصر نهاياته سيكون لها تأثيرات في إعادة صياغة النظام العربي والتوازنات الدولية القائمة، ويمكن أن يكون قاطرة لاحترام الشعوب ويمكن أن يكون بداية لاحتراق الدول.

وفي الأخير إن ما يحدث في مصر يدعو العالم إلى إعادة النظر في آليات تطبيق القانون الدولي والمواثيق الدولية، سواء من المنظمات القائمة عليها او من كل جهة معنية بها، كما يدعونا جميعا إلى أن نتحرك في اتجاه نصرة الحق والشرعية والسلمية، فعالم الغد لا يتحمل دخول الصغار في تصفية حسابات الكبار.

"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"


من نفس القسم الوطن