دولي
المصالحة هي الخيار المجمع للشعب الفلسطيني
سياسيون وبرلمانيون وشباب يؤكدون أن العودة للمفاوضات عبث
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 جولية 2013
لم يكن الشباب الفلسطيني بمعزل عن الجولات المكوكية التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ما بين رام الله والقدس وعمان، بل كان الحديث حول العودة إلى المفاوضات العبثية مثار اهتمام شباب الحراك الفلسطيني الذين يجمعون على أن العودة إلى المفاوضات عبث لا يغني من الحق شيئًا، وإن ثلاثة وعشرين عامًا من المفاوضات منذ مؤتمر مدريد إلى اليوم لم تقدم في مسار القضية شيئًا بل زادت الأمر تعقيدًا وحرفت مسار الشعب الفلسطيني نحو الأسوأ.
بالقرب من قاعة القائد الشهيد كمال ناصر في جامعة بير زيت جلس بعض شباب العلوم السياسية وعلم الاجتماع والإعلام يتناقشون حول مستقبل المفاوضات، التي يجري الحديث عنها, وكان مراسل المركز يرقب هذا الحوار الذي يعبر عن الكيمياء السياسية لدى هذا الشباب الفلسطيني المتوقد.
المصالحة الخيار الأمثل
محمد حسن البرغوثي (21 عامًا) طالب في قسم العلوم السياسية يرى أن الخيار الأمثل والأقوى للشعب الفلسطيني هو خيار العودة إلى المصالحة وتوحيد قوى الشعب الفلسطيني، ومن ثم البحث عن الخيارات الأقوى لشعبنا.
وتساءل البرغوثي في حديث خاص بـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "كيف لنا أن نعود إلى المفاوضات ونحن ممزقين مشرذمين دون ضمانات ولا شروط.. كيف بنا ونحن نتساوق مع مفاوضات عبثية مرّ عليها أكثر من عشرين عامًا، ولم نحصد منها سوى المذلة والمهانة والهزيمة".
واقترح الشاب البرغوثي أن الحل الأمثل هو الدمج بين المقاومة والمفاوضات، بحيث يتم التزامن ما بين حركة المقاومة في الضفة والقطاع وما بين المفاوضات, حتى يقوي المقاوم المفاوض كما كان الحال في سايغون في حرب فيتنام.
الإدارة الأمريكية والسلام
الطالبة أروى الحواري (22 عامًا) سنة ثالثة في قسم علم الاجتماع، أشارت إلى أن الإدارة الأمريكية غير جاده بتاتًا في إنجاح عملية السلام بما يحقق العدالة للفلسطينيين، فهي تشتغل ليل نهار لصالح الصهيونية و"إسرائيل"، لا بل غير معنية بتاتًا في عملية السلام.
وأضافت الحواري في حديث خاص للمركز، أن كيري يبذل جهوده لفك العزلة الدولية عن "إسرائيل" وعدم مثولها أمام المحاكم الدولية جراء جرائمها المتواصلة ضد الفلسطينيين. وترى الحواري أن التعاطي مع المفاوضات وكيري جريمة ومأساة جديدة سيدفع ثمنها الفلسطينيون.
ضرورة الشراكة السياسية
إلا أن الطالب مجد شعبان الطويل (20 عامًا) من قسم الإعلام والتلفزة في جامعة بير زيت، فيرى أن الرد على كيري وخطواته العبثية, هو العودة الجادة إلى المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية, والاتفاق على برنامج شراكة سياسية لإدارة شؤون السلطة في الضفة والقطاع.
واختتم الطويل حديثه الخاص بالمركز قائلاً: "الانقسام واستمراره خطيئة لن تغفرها الأجيال ولا التاريخ، والرد الأمثل على مشاريع كيري ونتنياهو التصفوية, هو العودة للحوار وإنجاز الشراكة السياسية, وعودة اللحمة إلى الوطن وأبنائه, وعودة الشارع الفلسطيني إلى المقاومة ومقارعة الاحتلال".
رئيس السلطة والتنازلات
وانتقد الطالب عطا التلبيشي (25 عامًا) أحد طلبة الماجستير في قسم الدراسات الدولية خطوات رئيس سلطة رام الله التي تتساوق مع دعوات كيري التي لا تقوم على أي نوع من الضمانات، وأشار التلبيشي في حديث خاص لـ"المركز" أن الخطورة في موقف أبي مازن، تكمن في قبوله بالعودة إلى المفاوضات على غير أساس ودون اشتراط أرضية للمفاوضات على حدود 67 وهذا تنازل جديد، فهو الذي دخل أوسلو ووقعه على أساس التنازل عن كافة أراضي 48م واليوم يكمل المشوار للتنازل عن حدود 67م، إنها قمة العبثية.
وطالب التلبيشي المقاومة الإسلامية والوطنية بتفجير الوضع والانطلاق بانتفاضة ثالثة تصوب المسار والضرب عرض الحائط بكل خطوات كيري التصفوية التي لا تخدم إلا الكيان الصهيوني.
هكذا يبدو مشهد الحراك الشبابي الفلسطيني في ظل الحديث عن العودة إلى المفاوضات، معتبرين ذلك عبثًا في المستقبل الفلسطيني ومطالبين بضرورة إنهاء حالة الانقسام والعودة إلى الشراكة الوطنية.
السياسيون يعززون الموقف
وقد عزز السياسيون مواقف الحراك الشبابي تجاه عودة الحديث عن المفاوضات وزيارات كيري للمنطقة؛ حيث اعتبر البروفيسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي المعروف زيارة كيري كسابقاتها، وقال في حديث خاص بالمركز: الأمريكان يتجولون في المنطقة منذ عام 1969م ولم يقوموا بالضغط على الاحتلال بتاتًا ولن يفعلوا ذلك.
وأشار البروفيسور قاسم: "لقد عمد الأمريكان إلى إضاعة الوقت من أجل تعزيز الوهم في حياة الفلسطينيين للقيام بالدور الأمني والوظيفي، فالمفاوضات انتهت عام 1996م، وبدأت بعد ذلك عملية إعادة إضاعة الوقت من خلال سياسات الأمريكان تجاه المنطقة والقيادة الفلسطينية جزء من هذه اللعبة".
من جانبه، أكد الدكتور محمد ماهر بدر، النائب في المجلس التشريعي عن كتلة الإصلاح والتغيير أن عودة الحديث عن المفاوضات في هذه المرحلة إقصاء للمصالحة الوطنية واستحقاقاتها.
وقال النائب بدر: "إن الحديث عن المفاوضات عبث لا يغني من الحق شيئًا، فـ"الدولة" الصهيونية المحتلة لا تريد سلامًا، وممارستها على الأرض تؤكد ذلك، فالاستيطان يستشري في الأراضي الفلسطينية، والأقصى يدنس يوميًّا وهذا تأكيد على أن "دولة" الاحتلال دولة عنصرية تسعى لطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس المحتلة ولا تريد سلامًا".
واختتم النائب بدر حديثه بالقول: "على القيادة الفلسطينية العمل الجاد من أجل إتمام المصالحة, وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية, والانطلاق ببرنامج شراكة وطنية يشارك فيها الجميع للخروج من المأزق السياسي وهذا خير رد على التعنت الصهيوني والأمريكي".
إ: أمال. س