الوطن
مبادرات أحزاب المعارضة استباق لعدم الاتفاق على وفاق
من أجل الوفاق والإصلاح ورجل الإجماع والدستور وما إلى ذلك
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 جولية 2013
دخلت الساحة السياسية حاليا، مصطلحات وأفكار تسبح في بحر ما صار يعرف بـ "المبادرات" السياسية التي يروج لها سياسيون وأحزاب تشق على نفسها مهمة الطريق نحو "قصر المرادية"، فظهرت "الإرادة الخيرة" لأصحاب "الإصلاح السياسي" و"الرجل الوحيد للمعارضة"، والجمهورية الثانية، و" الدستور الخالص" ومبادرة "وفاق وطني بين الأحزاب" وما الى ذلك من النوايا " الحسنة" من طرف " أحزاب المعارضة " لكنها مبادرات ظاهرها حسن النية، وباطنها "بون كل حزب بما لديه" تحت دافع أنا صاحب المبادرة.
يبدو جليا من خلال كثرة المبادرات التي طالعتنا بها احزاب سياسية مؤخرا، بأن الخرجات الاعلامية " الاعلانية "من قادتها، كأحزاب التيار الإسلامي مثلا، حركة حمس، حركة التغيير، حركة الإصلاح، حركة النهضة، وحتى تلك التي لا تبدو مبادرات، لكنها تصريحات تقف في وجه المبادرات حجرة عثرة، تظهر كلها وجها واحدا للمعارضة، الاختلاف في الرؤى والتظاهر بالبحث عن الوفاق، الاجماع، والضربة الواحدة واليد الواحدة في وجه السلطة، في وجه مرشح السلطة، وفي سبيل التغيير المنشود، لكن حقيقتها هو أن لكل تيار توجهه الخاص الذي يريد أن يقنع به من هم في الساحة السياسية، سواء المتفقين معه في مسعى المعارضة، او مسعى التيار الواحد ( الوطني، الاسلامي، العلماني )، بيد أنها تظهر أنها لا تبحث عن التغلغل شعبيا لشرح توجهاتها، كما لا تظهر هذه المبادرات التي يطلقها عبد الزراق مقري عن حركة حمس، وفاتح ربيعي وجبهة التغيير، وحتى عبد الله جاب الله وإن لم يوضح هذا الاخير كيف يريد أن يبادر، كلها ليس الهدف منها البحث عن قناعة الناخبين في رئاسيات 2014، ولا الاستعداد لخوض غمار الرئاسيات بنية البحث عن "الوفاق" بقدر ما هو العمل على استباق الموقف وقطع الطريق على الآخر، بحيث يكون كل طرف صاحب حق وحجة لما يأتي إليه بمبادرة طلبا دعمها، وأول المواقف التي بدأت تظهر هو موقف زعيم حزب جبهة العدالة والتنمية، الذي لا يرى أية مبادرة تستحق أن تتبنى، فمثلا حركة حمس عندما تدعو الى مبادرة سياسية للأحزاب والشخصيات الوطنية، تخص الإصلاح السياسي في البلاد، يصل هذا النداء الى مسامع حليفه في التكتل الاخضر فاتح ربيعي، الذي يخرج هو الآخر بمبادرة مشابهة، فيدعو الى خيار رجل واحد تقدمه المعارضة في رئاسيات 2014، ثم يتحرك طرف في وسطهم هو مناصر ويعرض مبادرة جبهة التغيير على تيارات المعارضة بكل اطيافها، يقول "مبادرة وفاق وطني بين التيارات السياسية" لكي تستعد المعارضة للانتخابات الرئاسية المقبلة، ومنه، دعوة التجمع من أجل الثقافة والديموقرطية " الارسيدي" الذي يبحث مع بعض السياسيين والاحزاب منها الاسلامية، في مقترح تقديم دستور بديل للجزائر يكون على عاتق مرشح معارض للسلطة، اما الافافاس، فبرغم عدم خروجه بمبادرة مثل هذه، إلا أن شخصيات محسوبة عليه، ترافع لصالح المشروع القديم لجبهة القوى الاشتراكية "الجمهورية الثانية".
لكن هل كل هذه التيارات ستقف صفا واحدا لتجنيد الشعب وإقناعه بمبادراتها، أم هي مجرد خطوات يقدم عليها كل واحد كمبرر على أنه سبق وإن بادر بمقترح؟
مصطفى. ح