الوطن
انسداد سياسي وخوف من تنامي العنف والجيش يحذر
أكثر من 25 قتيلا ومئات الجرحى معظمهم من الإخوان المسلمين في مصر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 02 جولية 2013
قال الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع أن الجميع سمع صوت الشعب المصرى بأقصى درجات الاهتمام، وان القوات المسلحة المصرية طرف رئيسي فى معادلة المستقل.
وأضاف”السيسى” خلال البيان الذى ألقاه أمس ان القوات المسلحة تمهل الجميع 48 ساعة للحوار بين الجميع ابتداء من امس يأتي هذا الموقف المتطور بعد أن أسفرت الاشتباكات المتقطعة التي جرت بين مؤيدين ومعارضين للرئيس محمد مرسي منذ نحو أسبوع وحتى أمس الاثنين في القاهرة وعدد من محافظات مصر عن سقوط 25 قتيلاً ومئات الجرحى، بينهم 16 قتيلاً سقطوا خلال الـ24 ساعة الماضية، كما أدت الحملة الموسعة والمخططة للاعتداء على مقرات حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين على مستوى جمهورية مصر، حيث كانت حصيلة الاعتداءات على مقرات حزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين 10 مقرات، وإصابة 781، واستشهاد 16 مواطنًا.
وتعرض المقر العام للإخوان المسلمين إلى اعتداء من متظاهرين وصفوا بالبلطجية وبتواطؤ رجال الشرطة الذين لم يقوموا بأي جهد لمنع سرقة وحرق المقر العام. وأشارت تقارير اعلامية محايدة إلى مظلومية الاخوان حيث اشار تقرير شبكة "بي بي سي" البريطانية أن البلطجية في مصر ألقوا القنابل الحارقة والحجارة على المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين قبل نهب محتوياته بالكامل، مشيرة إلى سقوط قتلى وعشرات الإصابات في صفوف جماعة الإخوان المسلمين المتواجدين بالمقر، وتشهد مصر منذ نحو أسبوع مواجهات متقطعة بين مؤيدين ومعارضين للرئيس المصرى محمد مرسي، بلغت ذروتها الأحد في ذكرى مرور عام على توليه الحكم (30 جوان 2012) بالحشود الضخمة التي ضمتها تظاهرات لكلا الطرفين، حيث يطالب المعارضون بتنحية مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فيما يؤكد مؤيدوه على شرعيته كونه رئيسًا منتخبًا.
وإذا كان من الصعب تحديد اعداد المتظاهرين من الطرفين فإن وكالة "رويترز" العالمية ذكرت أن أعداد المتظاهرين بميدان التحرير والشوارع المحيطة كانت تقدر بحوالي 500 ألف متظاهر، لافتة إلى عدم وجود وسيلة مستقلة للتحقق من الأعداد بشكل دقيق، في حين تشير التقارير أن اعداد المتظاهرين في رابعة العدوية تجاوز المليون متظاهر.
وتشير معظم التقارير الواردة من مصر أن المعارضة لا تملك إلا مطلبا واحدا هو إسقاط صوت الشعب وإلغاء نتيجة الصندوق بعد تهربها من كل المبادرات التي اطلقتها الرئاسة في الحوار ومناقشة كل المبادرات دون أي سقف سياسي، كما يعتبر كثير من المحللين أن المعارضة تتوجه بالبلاد إلى المجهول او العودة إلى الحكم السابق.
كما بدأت سلسلة استقالات من الحكومة ومجلس الشورى نتيجة هذه الأحداث وبداية تخوف هؤلاء من تغيير النظام، وهو الأمر الذي كان من مبررات الاخوان في عدم توسيع الحكم إلى مختلف الأطياف التي اثبتت التجربة انهم لا يتحملون الضغوطات الشعبية.
وأشارت تقارير غربية إلى الخوف من المستقبل في ظل الرفض غير المبرر للمعارضة لأي مبادرة حل واستمرارها في محاولة فرض رأيها بالقوة، حيث أشارت صحيفة "الغرديان" قائلة إن الحقيقة أنه بعد عام من انتخاب مرسي، لم يتقبل أي طرف شرعية الآخر. وترى أن هناك خطرا واضحا في مصر يكمن في أن الإطاحة برئيس منتخب ديمقراطيا وسط اضطراب مدني واسع ربما يجبر الجيش على التدخل، وبعض المتفائلين يرون أن حكم الجيش سيستمر فقط لفترة وجيزة حتى إجراء انتخابات جديدة، إلا أن السيناريو المرجح أكثر هو أن الجيش لو جاء إلى السلطة سيمكث فيها لفترة طويلة، وبالنسبة لكثير من الإسلاميين فإن تبني الطريق الديمقراطي ثم الحرمان من الفرصة في الحكم، يعني أن المعارضة لن تكون مسألة تتعلق بالأيديولوجية ولكن بالبقاء الشخصي، فما الذي يمنعهم من استنتاج أن هناك مستقبلا من الاعتقالات والتعذيب والسجن سينتظرهم، ليعود بهم إلى التجربة التي خاضوها في عهد مبارك. وما الذي سيمنع صفوف المتشددين من كلا الطرفين من التضخم. وخلصت الجارديان في نهاية افتتاحيتها إلى القول بأن الأيام القادمة محورية. ربما يبقى مرسي، أو أن تصبح مصر كالجزائر إلى حد كبير، والصراع المدني الطويل لن يميز بين طائفة أو أخرى أو بين المصريين، كما أنه لن يحترم بالضرورة الحدود، فاستقرار الشرق الأوسط الذي لم يعد لأمريكا وأوروبا قدرة كبيرة على التأثير عليه، يعتمد إلى حد كبير على الاستقرار في مصر، فكلا من المنطقة والعالم يراقبون الطريق الذي ستختاره مصر.
وأضافت الجريدة المعبرة عن الثقل الدبلوماسي البريطاني في افتتاحيتها، "أن الاحتجاجات الحاشدة المطالبة برحيل مرسي تعكس ديمقراطية جديدة في حاجة إلى دروس في تطوير الثقة والمصالحة، ودعت الصحيفة إلى الاستفادة من الدروس التي قدمها نموذج نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا".
وأوضحت الصحيفة أن كرم مانديلا إزاء معارضيه ساعد في تحقيق المصالحة والحرية في بلاده، حيث احتضن مانديلا معارضيه وافترض أن البيض مستعدون لمعاملة الزنوج على قدم المساواة. واستبدل العنصرية والكراهية باللطف غير العرقي، ومن ثم حقق الحرية لبلاده من الظلم.
وأبدى التيار العلماني في العالم العربي فرحة كبيرة بما يحدث في مصر واعتبر تجاوب الشعب والجماهير بهذا الشكل انتصار للطرح العلماني ووأد للتيار الاسلامي وعبرت صحف عربية كثيرة عن هذا التوجه، ويتخوف كثير من العقلاء أن يتحول الصراع السياسي إلى صراع ايدلوجي ستكون فاتورته كبيرة جدا على العالم العربي.
مروان أمين