الوطن

الجيش يحافظ على حياده

غياب سلال والشخصيات السياسية عن حفل تخرج الدفعات بشرشال رسالة واضحة

 

 

غاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والقائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع لأول مرة على حفل تخرج الدفعات العسكرية بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، الأمر الذي نجد له تفسيرا بسبب الحالة الصحية لرئيس الجمهورية وتواجده بفرنسا للعلاج، لكن وعلى غير العادة تعمدت قيادة الأركان تغييب أي شخصية سياسية للإشراف على حفل التخرج، سواء على مستوى السلم الدستوري أو استمرارا لتمثيل الوزير الأول عبد المالك سلال لبوتفليقة في كل المحافل الوطنية والدولية، الأمر الذي طرح العديد من التساؤلات عن سر هذا الغياب السياسي الرسمي؟!!

يقرأ الكثير من المراقبين أن سبب غياب الوجوه السياسية التي تعودت خلال هذه الفترة الأخيرة تعويض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في المناسبات الوطنية أو السياسية أنها رسالة واضحة من الجيش الوطني الشعبي كي لا يفهم من ذلك دعمه لشخصية أو طرف سياسي من أجل خلافة عبد العزيز بوتفليقة، حيث جاء هذا الغياب للوجوه السياسية عن حفل تخرج الدفعات العسكرية تأكيدا للبيان الذي أصدرته المؤسسة العسكرية مؤخرا والذي أكدت من خلاله رفضها تجاوز صلاحياتها الدستورية والتدخل في صلاحيات ليست مخولة لها في الشأن السياسي في البلاد. وذكر البيان أن "وزارة الدفاع الوطني تذكر بأن الجيش الوطني مؤسسة وطنية جمهورية حدد مهامها الدستور، وقد أوضح الدستور صراحة دورها في تدعيم وتطوير الطاقة الدفاعية للأمة، التي تنتظم حول الجيش الوطني الشعبي الذي تتمثل مهمته الدائمة في المحافظة على الاستقلال والدفاع عن السيادة الوطنية"، في رد على كل الأطراف التي نادت بتدخل الجيش الشعبي الوطني لحل أزمة مرض وغياب الرئيس. من جهته وخلال إشرافه على مراسيم حفل تخرج ثلاثة دفعات من الضباط والضباط السامين بالأكاديمية العسكرية لشرشال والتي حملت اسم الفقيد الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، حث رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح إطارات ومسؤولي مختلف مديريات ومصالح الجيش الوطني الشعبي ومتخرجي الدفعات الجديدة على "بذل جهود كبيرة من أجل مواصلة القيام بالمسؤوليات الوطنية والدستورية وحماية سيادة الجزائر واستقلالها الوطني في كل الظروف والأحوال". وقال بن صالح في كلمة له خلال الحفل "إننا نعيش في عالم متسارع الأحداث يموج بالكثير من المتغيرات ويغلب عليه طابع التذبذب وعدم الاستقرار، يتطلب منا كعسكريين مواصلة القيام بمسؤولياتنا الوطنية والدستورية وحماية سيادة الجزائر واستقرارها واستقلالها في كل الظروف والأحوال"، ليضيف "هذه هي الرسالة التي حرص رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع الوطني أن أبلغها لجميع المتخرجين خلال السنة الدراسية 2012-2013 ومن خلالكم إلى كافة أفراد قواتنا المسلحة". وأضاف "أن الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني هو عماد هذه القوة وأساسها المتين لهذا أكد الرئيس على أن تواصل قواتنا المسلحة أكثر من أي وقت مضى تطوير كل طاقاتها من اجل البقاء دوما في مستوى المهام الجليلة الموكولة لها دستوريان"واستطرد قائلا "ليكون جيشنا بذلك في مستوى التحديات الكبرى التي تعرفها منطقتنا لاسيما ما يجري في الساحل الصحراوي من أحداث غير مأمونة الجانب، تتطلب منا يقظة شديدة ومستمرة لصد تأثيراتها وكافة تداعياتها وتهديداتها" وجدد الفريق قايد صالح التأكيد على أن المهام، التي يقوم بها الجيش الوطني الشعبي "مهام دستورية عظيمة وتزداد عظمة في هذه الأوقات الصعبة، التي يمر بها العالم في وقتنا الراهن حيث أصبحت سيادة الشعوب وأمنها واستقلالها الوطني عرضة لتهديدات حقيقية ومخاطر جمة"، لتكون بذلك الرسالة واضحة لكل السياسيين داخل أو خارج الوطن والذين تكلموا في العديد من المرات عن صنع الجيش الجزائري للرؤساء، أن هذا الأخير يبقى حياديا في هذه القضية وتبقى مهمته الوحيدة هو حماية أمن الجزائر وأرضيها.

سارة زموش

من نفس القسم الوطن