الوطن

قائد الانقلاب العسكري في مالي "يعتذر" للشعب

أثناء مراسم للمصالحة بين فصائل عسكرية متناحرة

حديث عن إمكانية لتأجيل موعد الانتخابات الرئاسية 

في سابقة هي الأولى من نوعها في عالم الانقلابات العسكرية في العالم، توجه القائد العسكري، الذي قاد انقلابا أدى لاضطرابات في مالي، بالاعتذار لشعب بلاده، وقال الكابتن (النقيب) امادو سانوغو، أثناء مراسم للمصالحة بين فصائل عسكرية متناحرة، إنه يريد "طلب العفو من الشعب المالي كله".

وقال سانوغو في كلمته أمام الرئيس المؤقت ديونكوندا تراوري وعشرات من أعضاء الحكومة والزعماء الدينيين وكبار العائلات الهامة في مالي ليلة الأربعاء  "نحن بشر قبل أن نكون عسكريين ونرتكب أخطاء دون أن نقصد"، وأضاف الضابط الذي تدرب في الولايات المتحدة "نأمل أن يحظى اعتذارنا بالقبول"، وسلّم سانوغو -الذي نال تأييد مواطنين قالوا إن الانتخابات التي أجريت على مدى سنوات أخفقت في تحقيق تقدم ملموس في الدولة الفقيرة- السلطة بعد وقت قصير من انقلاب 22 مارس.

وتسارعت الاوضاع داخل مالي بعد الانقلاب العسكري على الرئيس السباق، انتهى بتقسيم البلاد بعدما احتل اسلاميون منتمون إلى قاعدة المغرب الاسلامي مناطق في الشمال، اضافة إلى حركة الازواد التي تطالب بالانفصال عن مالي بسبب احساسها بالاضطهاد والتهميش من طرف الحكومة المالية، وانتهى بتدخل فرنسي عسكري لمواجهة تقدم عناصر القاعدة في الشمال، غير أن المسلحين الإسلاميين يشنون هجمات على نمط حرب العصابات، كما تنشب اشتباكات بين قوات الجيش والمتمردين من الطوارق الذين سيطروا على بلدة كيدال شمالي البلاد.

وقد وقّع الطوارق اتفاقية سلام الأسبوع الماضي تهدف إلى المساعدة في تمهيد الطريق لإجراء انتخابات مزمعة يوم 28 جويلية القادم.

وفي سياق ذي صلة اعرب رئيس اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة في مالي عن شكوكه في امكانية تنظيم الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية، التي تعتبر حاسمة من اجل اعادة الديموقراطية في البلاد في موعدها المقرر في 28 جويلية الداخل. وكانت حكومة مالي اعلنت عن الانتخابات قبل شهر تقريبا مثيرة عددا من التساؤلات حول امكانية تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، في بلد ينهض من انقلاب مهّد الطريق امام سيطرة متمردين اسلاميين على شماله.

وقال محمد ديامونتاني رئيس اللجنة مساء الخميس لوكالة فرانس برس "من الصعب جدا تنظيم الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية في 28 جويلية"، مضيفا "قبل حلول 28 جويلية لدينا تحديات عدة يجب أن نواجهها"، وتابع "اولا يجب الاعتراف بحصول تأخير في اعداد بطاقات الناخبين في حين هذه هي الوثيقة الوحيدة، التي تسمح للناخبين بالتصويت فهي ليست فقط بطاقة التعريف بل ايضا بطاقة الناخب".

وقال إنه "سيكون من الصعب جدا تسليم بطاقات الناخبين إلى الماليين في اقل من شهر لا سيما اذا علمنا أن عددها يتجاوز ستة ملايين و800 ألف بطاقة وأن هناك كثير من النازحين"، وأكد ديامونتاني "نحتاج إلى اكثر من شهر لإيصال البطاقات إلى اصحابها لأن طريقة عمل وزارة الادارة المالية ليست مقنعة".

كذلك تحدث عن الوضع في مدينة كيدال شمال شرق مالي، التي يحتلها طوارق الحركة الوطنية لتحرير الازواد وحيث لم ينتشر الجيش المالي فيها بعد، رغم الاتفاق المبرم في واغادوغو في 18 جوان بين الحكومة الانتقالية وحركة التمرد الطرقية، واعتبر أن ذلك يشكل "سببا آخر يزيد في صعوبة وربما استحالة" تنظيم الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية. وقال وزير مالي طلب عدم كشف هويته الجمعة لفرانس برس أن "الجميع متفق على التاجيل لاننا لا نريد انتخابات سيئة".

وقد اتخذت الحكومة الانتقالية المالية قرار تنظيم الانتخابات الرئاسية في 28 جويلية الداخل، على أن تليها جولة ثانية اذا اقتضى الامر في 11 اوت نزولا عند ضغط المجتمع الدولي وخصوصا فرنسا، لكن احتلال الطوارق لكيدال كان عقبة كبرى امام تنظيم الانتخابات التي تعتبر حاسمة بالنسبة لنهوض مالي من نزاع استمر 15 شهرا.

ف. ح


من نفس القسم الوطن