دولي

في ذكرى الوهم المتبدد.. الأمل يتجدد

بعد ستة أعوام

 

صباح الخامس والعشرين من جوان عام 2006 م استيقظ الشعب الفلسطيني ومعه العالم كله, على أخبار أكثر العمليات الفلسطينية نجاحاً, والتي كانت تعكس ملامحها ومؤشراتها الأولية على أن العملية البطولية غير محصورة في مكان وزمان وقوعها, بل ستستمر بتفاعلاتها إلى ما أبعد من ذلك.

ستة أعوام مرت على عملية الوهم المتبدد والتي اشتركت فيها ثلاثة فصائل فلسطينية, كتائب الشهيد عز الدين القسام, وألوية الناصر صلاح الدين, وجيش الإسلام, والتي استهدفت موقعاً عسكرياً صهيونياً ,وكانت نتيجة الهجوم الفدائي وقوع الجندي الصهيوني جلعاد شاليط في الأسر إلى جانب قتل عدد من الجنود الصهاينة, على أيدي المجاهدين, فلقد كانت ضربتهم خاطفة وقوية, اشتعلت النيران وتفجرت الدبابات وأسقطت القُلب والأبراج العسكرية, في الموقع العسكري الصهيوني "كرم أبو سالم", وقد ارتقى في هذه العملية النوعية: الشهيد المجاهد/ محـمد فـروانة والشهيد المجاهد /حامد الرنتيسي.

واعترف العدو الصهيوني بأن العملية الاستشهادية في معبر كرم سالم كانت نوعية ونفذها المجاهدون كما لو أنهم جنود في جيش منظم ومدرب على أعلى المستويات.

وتحدث أفيف كوخابي قائد القوات الصهيونية في قطاع غزة عن مجريات العملية بقوله إنهم دخلوا عبر نفق طويل جدا يمتد من مكان ما في القطاع وحتى عمق 280 مترا، ما يعني أن طول النفق لا يقل عن 400 مترا بعمق 9 أمتار تحت الأرض وأن حفره استغرق شهورا طويلة، وعندما خرج المسلحون الفلسطينيون من النفق توزعوا إلى ثلاثة فرق:

الأولى هاجمت برج المراقبة واشتبكت مع الجنود الصهاينة في المكان ومن جراء الاشتباك استشهد اثنين من المسلحين وجرح ثلاثة جنود الصهاينة إصاباتهم بليغة. والقوة الثانية هاجمت مدرعة وهمية وضعت في المكان بهدف التضليل، ولم يكن فيها جنود. والمجموعة الثالثة هاجمت دبابة صهيونية بالصواريخ وألقت عدة قنابل داخلها، فقتل قائد الدبابة وهو ضابط برتبة ملازم أول، وجندي آخر، كما أصيب جندي ثالث، فيما خطف الجندي الرابع.

وأضاف أن المجاهدين عادوا إلى قطاع غزة سيرا على الأقدام على سطح الأرض، وليس عبر النفق, فقد أطلقوا صاروخا على السياج الأمني وبذلك فتحوا فيه فتحة كبيرة أتاحت لهم العبور السريع، ثم اختفت آثارهم.

هكذا كانت عملية الوهم المتبدد, بددت وهم العدو في كسر المقاومة وكسر إرادة الشعب الفلسطيني وزلزلت أركان جيشٍ لطالما اعتدى على الأطفال والنساء والمدنيين العُزل, وحققت نتائج كبيرة على الصعيد الأمني والعسكري, وفاجأت العدو وفاقت كل توقعات وأفشلت احتياطاته الأمنية الكبيرة.

إ: أ. ز

من نفس القسم دولي