دولي

رسالة من أسير لوالده المتوفى

من المرتقب تحرره من السجون بعد عشرة أشهر

 

كتب الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي مصطفى سعدي السخل رسالة خاطب بها والده سعدي السخل، الذي توفي الأسبوع الماضي خلال احتجازه في مقر المخابرات بنابلس، عبر له فيها عن حزنه على فراقه، خاصة أن اللقاء المرتقب بينهما بتحرره من السجون لم يبق له سوى عشرة أشهر.

وقال مصطفى المحكوم بالسجن 11 عاما على تهمة مقاومة الاحتلال "والدي الشهيد، انتظرتني عشر سنوات، وأنت تشرب من كأس الفراق، انتظرتني حتى تراني حراً من قيودي، انتظرتني عشرة سنوات حتى تراني عريساً وتفرح بي كما كنت تقول لي دائماً"، وتابع "انتظرتني وانتظرتني كل هذه السنوات فلماذا لم تستطع أن تنتظرني عشرة شهور أخرى!!، ويضيف مستدركا "لكن يا والدي الحبيب، يا أيها المجاهد المناضل نلت ما تستحق، نلت الشهادة بإذن الله، نلت ما يتمناه الجميع. فلك الحمد يا ربي في السراء والضراء".

وعاد السخل بالذاكرة لآخر مكالمة هاتفية أجراها مع والده، قائلا "أذكر آخر محادثة هاتفية معه قبل استشهاده بأربع ساعات، قال لي "إن شاء الله بيتك سيكون جاهزا للسكن خلال أشهر وتخرج ونفرح فيك فقلت له: بوجودك وطول عمرك يا حج"، ولكن لم أعلم انه بعد ساعات سيغيب عن الدنيا بلا رجعة.

ووجه الأسير السخل حديثه لوالده ومن يقف وراءه مقتله قائلا "شهيدنا أبا طارق، أنت ستنام بقبرك بسلام، ولكن غيرك من الطغاة سيحرمون من النوم، لأن الطغاة يحكمون شعب يكرههم ويدّعون محبته، ولكن أنت يا والدي فالآلاف الذين شاركوا بجنازتك وعرسك اكبر شاهد على محبة الناس لك وكرههم من قتلك ومن أراد أن تكون قرباناً لأسيادهم حتى يحصلوا على راتبهم بنهاية الشهر، فأنت يا غالي الكل يعلم ما قدمته، من سنين عمرك وأنت في سجون العدو، في بداية الانتفاضة الأولى، وما قدمته من أولادك ومالك وكل ما تملك في سبيل الله ومن أجل الحرية والكرامة".

وأضاف "يا والدي المجاهد، يا شهيد الظلم والقهر، ظلم ذوي القربى وقهر الأعداء أشد مضاضة علينا، فالله سمع شكواك وعلم الظلم الذي وقع عليك وعلينا من الاحتلال وأعوانهم، واختارك وأنت ابن العقد السادس من عمرك أن تموت شهيداً حرا كريما بإذن الله، فأنت الذي رفضت الظلم وقاومته بكل ما تملك وكانت مقاومتك الأخيرة لهم، عندما رفضت أن يخطفوا ابنك الصغير أمام عينك، وقلت لهم ماذا تريدون منا!!، ألم يكفينا الاحتلال !!، ماذا تريدون!! وعندها لم يسكت لسانك ولكن سكت قلبه، فما أعظمها من كلمة حق عند سلطان جائر، في زمن المحنة.. فلك الحمد يا ربي على ما أنعمت عليّ وعلى والدي من نعمة الشهادة ونعمة المحبة التي أنزلتها على والدي". 

إ: ا. ص

من نفس القسم دولي