الوطن

استنجاد الوزارة بالأخصائيين الأجانب يفجر غضب الأطباء المحليين

اعتبروا العملية إنقاصا من قيمتهم وإجحافا في حقهم

 

 

استنجدت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بجلب أطباء أخصائيين من خارج الوطن، وجاء هذا القرار ردا على الاطباء المحليين الذين يرفضون العمل بالولايات الجنوبية طالبين اجراءات تحفيزية ومغرية، وهو الشيء الذي خلف غضبا وتعنتا لدى الوزارة الوصية ما جعلها تقدم على عقد اتفاقية للاستنجاد بالأطباء الكوبيين.

وصل الى عدد من مستشفيات بعض ولايات الوطن خاصة النائية منها أطباء كوبيون في مختلف الاختصاصات، على غرار مستشفى ولاية سطيف واليزي وغيرهما، وكان وزير الصحة، عبد العزيز زياري قد أوضح على هامش الدورة الثامنة عشر للجنة المشتركة الجزائرية الكوبية للتعاون التي اقيمت بجنان الميثاق بالعاصمة نهاية الشهر الفارط، أن اتفاقا جرى توقيعه للاستنجاد بالاطباء الكوبيين لتغطية العجز في الولايات الجنوبية، معتبرا الامر جاء ردا على الاطباء الجزائريين الذين يرفضون العمل هناك، في حين عبر عدد من الاطباء الاخصائيين الجزائريين في حديثهم  "للرائد" أن الوزارة الوصية تفتقد الى حسن التسيير، وما تقوم به من جلب أطباء كوبيين براتب شهري يتراوح بين 3 آلاف و4 آلاف أورو لكل طبيب، كان أولى بها ان توفره لاطبائها المحليين الذين لا يتعدى راتبهم الشهري 500 أورو، وأضاف أحد الأخصائيين أن الاطباء الاجانب لا يقدمون شيئا زيادة عما يقدمه الطبيب الجزائري، وانه لو أعطي هذا الراتب الشهري الذي يتقاضاه الاجنبي للطبيب الجزائري لكان تحفيزا له ومشجعا كي يتحمل أعباء العمل بولايات الجنوب. وأكدت الأخصائية سعد الله جاب الله أسماء عضو سابق في التكتل النقابي المستقل للأطباء المقيمين من جهتها على عدم مراعاة الوزارة أدنى الشروط الضرورية لتأدية الطبيب المختص الجزائري عمله بالولايات النائية ،موضحة أن هذا الاخير يؤدي مهامه في اصعب الظروف لانعدام الوسائل والامكانات،كما أشارت الدكتورة أسماء الى مشكل السكن الوظيفي ما يضطر الطبيب المختص الى تخصيص جزء كبير من راتبه لتسديد فاتورة الكراء، وكان الاطباء الاخصائيون قد ناشدوا بعدم اجبارية الخدمة المدنية بولايات الجنوب او فرض تحفيزات مغرية لإقبال الاطباء عليها دون تردد، لكن تلك التحفيزات تقدم للاجانب على حد تعبير احد الاطباء،

من جهته اعتبر رئيس عمادة الاطباء الجزائريين، محمد بقاط بركاني أنه من غير المعقول أن تستنجد وزارة الصحة بأخصائيين أجانب وأطباؤنا المتواجدون بالمستشفيات الاجنبية يقدرون بالالاف، ودعا بقاطي الى استرجاع الثقة في الاطباء الجزائريين وتحفيزهم والاستماع الى انشغالاتهم لعدم دفعهم الى الهجرة نحو الخارج، كما أوضح بقاطي أن عدد الأطباء في الجزائر يتجاوز المعدل المطلوب ولا يوجد نقص، مرجعا أن العيب يكمن في المسؤولين الذين لا يحسنون تسيير القطاع وليس في الأطباء. 

نبيلة مقبل 

من نفس القسم الوطن