الوطن

تحرك دبلوماسي أمريكي لإستقراء مواقف الأحزاب من الرئاسيات القادمة

استمرار المناورات الأمريكية- الغربية لإيقاظ الربيع العربي في الجزائر

 

 

تشير التحركات الدبلوماسية والسياسية التي تحدث بالجزائر في الأونة الأخيرة على أن هناك بعض القوى و الأطراف الدولية  لازالت تحاول تحريك الربيع العربي ونقله إلى أرجاء أخرى من العالم العربي، تجسد من خلالها المشروع الأمريكي- الصهيوني بدعم قطري،  والذي يسعى إلى زعزعة الاستقرار على مستوى الدول العربية، خاصة تلك التي تملك جيوشا قوية قادرة على حماية ما تبقى من سيادة وهيبة عربية والتدخل في شؤونها، وذلك تحت غطاء الديمقراطية الواهية.

 

ولعل التحركات الدبلوماسية الأخيرة في الجزائر واللقاءات التي يتم عقدها مع أحزاب ولو أنها مجهرية بالساحة السياسية بالجزائر، وبعض المبادرات التي تتم برعاية عرابي السياسة الأمريكية الجدد بالمنطقة، كلها تؤشر بأن هناك جهد مبذول لإدخال الجزائر في مربعات عدم الاستقرار وزعزته، ولعل أخرها قيام الولايات المتحدة الأمريكية عبر ممثليتها الدبلوماسية بالجزائر باستقراء مواقف الأحزاب السياسية من الرئاسيات المقبلة بالجزائر، ومنها جبهة التغيير التي عقدت مسؤولته للقسم السياسي والاقتصادي بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر سحر خوري كينكانون لقاءا مع رئيسه عبد المجيد مناصرة بع، استقصت من خلاله موقف حزبه من الانتخابات الرئاسية بعد لقائها مع رئيس حمس في الأيام الاخيرة ، وناقشت الوضع السياسي الأخير بالبلاد خاصة مع غياب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن أرض الوطن.

وهذه اللقاءات التي تنظم من مختلف الدبلوماسيات الغربية في الجزائر مع القوى السياسية تستهدف التحسس عن مدى قابلية الأحزاب في التحرك للمشروع الأمريكي الممثل في هز الاستقرار في المناطق العربية تتزامن هذه اللقاءات مع التقرير الذي صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالعاصمة القطرية الدوحة، والذي اهتم بالجزائر وفرص انجاح "التغيير" داخلها والذي خلص الى ان الترقب الحذر هو سيد الموقف بعد مرض الرئيس.

كما يربط البعض زيارة راشد الغنوشي والذي يبدوا انه اعطى تحليلات للوضع في الجزائر اثناء زياراته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية مفادها ان الربيع العربي قادم في الجزائر وان الظروف مناسبة ومشابهة للواقع العربي مما دفعه الى ارتكاب أخطاء استراتيجية في زيارته الأخيرة للجزائر سارع بتصحيحها قبل مغادرته وبطلب منه .

إن مثل هذه اللقاءات التي لازالت الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر تحرص على القيام بها لدى كل استحقاق انتخابي مؤشر واضح للتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان، ومحاولة إقحام الجيش من قبل القوى الدولية في الصراع السياسي، ولو بطريقة غير مباشرة، وبأقل تقدير على مستوى التحليل، والترجمة السياسية بدعوات البعض، حتى وإن تم استعمال عبارات أخرى غير الجيش بشكل مباشر، ولكنها تشير في الأخير إلى هذه المؤسسة العسكرية.

وبالرغم من الوعي الكبير الذي اصبح يطبع الرأي العام بالكثير من البلدان ومنها الجزائر، والذي يشير إلى عدم الإستعداد على استنساخ التجارب السابقة للبلدان الأخرى، إلا أن بعض القوىـ وبعض الأطراف الدولية لازالت تحاول إشعال الربيع العربي في ارجاء أخرى، كما لازال البعض يحلم بانتفاضات للشعب تدفع بهم للوصول إلى الحكم، وهذا بعد رفضهم من الشعب في مختلف الاستحقاقات الانتخابية.

نسيمة ورقلي/بن عيسى

من نفس القسم الوطن