الوطن
القضية الصحراوية تؤجل تعيين رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية
الجالية المغربية تتبع سياسة الإقصاء خوفا على سياسة بلادها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 جوان 2013
قضية الصحراء الغربية وما تخلقه من حساسية بين الجزائر ونظام المخزن رمت بظلالها هذه المرة في فرنسا وخاصة في مسألة تعيين رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، حيث تعمل اوساط من الجالية المغربية المرتبطة بالمخزن على تأجيل اختيار هذا الأخير، المقررة غدا وذلك بسبب محاولة الجالية المغربية إقصاء الطرف الجزائري خوفا على سياسة بلادها الاستعمارية.
وبحسب ما أوضحه عمدة مسجد باريس دليل أبوبكر في تصريح صحفى، فإن الطرف المغربي يحاول إقصاء مرشح الجالية الجزائرية شمس الدين حافظ، كون هذا الأخير محامي جبهة البوليساريو التي تعمل على استقلال الصحراء الغربية عن الرباط، الأمر الذي دفع بممثلي المسجد الكبير بباريس والذي يمثل اغلبية الجالية المسلمة في فرنسا بالتهديد بالانسحاب من المجلس إذا لم يتم تعيين مرشحهم شمس الدين حافظ رئيسا للمجلس، في حين تحاول بعض الأطراف المغربية ساعية من أجل تعيين رئيس للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية من جنسية مغربية، وقطع الطريق أمام حافظ كونه مؤيدا للقضية الصحراوية ما تعتبره المغرب خطرا على مصالحها في فرنسا، خاصة وأن المجلس تشقه انقسامات وتوتر بين "إسلام القنصلية" المرتبط بالجزائر أو المغرب الذي فقد السيطرة على الجمعيات التابعة لجماعة العدل والاحسان المعارضة للمخزن و"الإسلام العابر للحدود" الذي يمثله اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا القريب من الإخوان المسلمين وحركة التبليغ، يضاف إلى ذلك، توترات ترتبط بالمصالح الدبلوماسية للدول الأم، للإشارة فقد نظمت في 8 جوان انتخابات لتعيين الأعضاء الجدد في مجلس إدارة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وهيمن خلالها المقربون من المغرب على 25 مقعداً في مجلس الإدارة، في حين نال المقربون من الجزائر 8 مقاعد، والمقربون من تركيا 7 مقاعد، كما شهد الاقتراع مقاطعة اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا في آخر لحظة بسبب انقسام داخله بين من يريدون النشاط من داخل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ومن يريدون البقاء مستقلين عنه، هذا وتأسس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في 2003 على أيدي وزير الداخلية الأسبق، نيكولا ساركوزي، وذلك لتمكين 3.5 مليون مسلم يعيشون في فرنسا من هيئة تمثلهم وتدير شؤونهم.
س. زموش