الوطن
التيار الديمقراطي يخشى خسارة قربه من السلطة في الرئاسيات
على خلفيات الحملة التي تعرض لها راشد الغنوشي خلال زيارته الأخيرة للجزائر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 جوان 2013
أحدثت زيارة رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، للجزائر، استنفارا في الأوساط المعادية للتيار الإسلامي، وراحت كتابات يتمسح أصحابها بالدفاع عن الديمقراطية تصور هذه الزيارة على أنها تدخل في الشؤون الداخلية للجزائريين.
وعلقت إحدى هذه الكتابات على الزيارة قائلة إن "الأمر لا يتعلق بالماضي، بل بمستقبل المنطقة ورغبة في الاستيلاء على الحكم هنا كما حدث هناك" في إشارة إلى تونس. ولم تتردد الأوساط التي تقف وراء هذه الكتابات في اتهام الرجل بأنه يسعى لـ "استغلال الظرف الخاص الذي تمر به الجزائر بعد مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وقرب موعد الاستحقاقات الرئاسية، للعب دور مشبوه".
ومعلوم أن راشد الغنوشي جاء للجزائر بدعوة من أطراف جزائرية، كغيره من الشخصيات الإسلامية التي قدمت من دول أخرى، وقد نفى ما نسب إليه من تصريحات في بعض الجرائد الوطنية، وهو ما يسقط عن الرجل التهم التي نسبت له، ومع ذلك لم يشفع له ذلك.
وتؤشر هذه الكتابات على أن الاستحقاق الرئاسي المقبل سيكون على أشده بين التيارات السياسية الممثلة في المجتمع، إذ وبعد تسرب معلومات عن وجود اتصالات ومشاورات بين أبناء التيار الإسلامي، بشأن إمكانية تقديم مرشح واحد في الاستحقاق المقبل، سارعت أطراف سياسية أخرى، توصف بالوطنية للتكتل من أجل قطع الطريق على التيار الأول، فيما فضل التيار المحسوب على "الديمقراطي" تسخين الساحة الإعلامية من خلال تصريحات مغذية للحساسيات السياسية.
وبين هذا وذاك، يسعى التيار الموصوف بالديمقراطي إلى التموقع في الساحة السياسية من خلال التأثير على الرأي العام من أجل الاستقواء في المشهد الإعلامي، عبر الترسانة الصحفية التي يسيطر عليها، وذلك في محاولة للتغطية على ضعف حضوره الجماهيري على الأرض، انطلاقا من النتائج التي حصل عليها في الانتخابات التي جرت في البلاد منذ دخول البلاد عهد التعددية السياسية في بداية التسعينيات من القرن المنصرم.
وإذا كان التيار الوطني، قد استأثر بالمناصب العليا في الدولة وفي مقدمتها منصب رئيس الجمهورية، بالرغم من وجود الشارع إلى جانب التيار الإسلامي بحسب المتتبعين، إلا أن التيار الموصوف بالديمقراطي، عادة ما يتحالف مع التيار الوطني بهد ف البقاء قريبا من صناعة القرار، ولذلك فهو يسعى اليوم للحفاظ على هذه الاستراتيجية بمهاجمة الاسلاميين، خوفا من أن تفرز الانتخابات الرئاسية المقبلة رئيسا من التيار الاسلامي قد لا يوفر للأقلية "الديمقراطية" الحظوة التي ظل يتمتع بها منذ الاستقلال في دواليب السلطة.