دولي
خرائط لبناء الهيكل على أنقاض الأقصى
يمر بمرحلة مصيرية ومفصلية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 جوان 2013
دعت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث الأمة الإسلامية إلى ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ المسجد الأقصى من الاحتلال الإسرائيلية وأذرعه، مؤكدة أنه يمر بمرحلة مصيرية ومفصلية، في ظل تزايد الدعوات إلى هدمه وبناء الهيكل المزعوم، مع الكشف عن خرائط ومخططات تفصيلية وتجهيز أدوات البناء الهيكل الثالث المزعوم على أنقاضه.
وقالت المؤسسة إن "نشر القناة الإسرائيلية الثانية تقريراً تلفزيونيا مساء السبت حول مرحلية بناء الهيكل المزعوم والخطوات المتدرجة إلى ذلك، ووجود خرائط ومخططات تفصيلية جاهزة لبناء الهيكل المزعوم، بالإضافة إلى تحضير أدوات الهيكل في أماكن متعددة لنقلها مباشرة إلى المسجد تنفيذا لبناء الهيكل، تدل على وصول المسجد الأقصى إلى مرحلة الخطر الشديد".
وأكدت المؤسسة أن نشر مثل هذا التقرير التلفزيوني بعد يومين من اقتحام مجموعة من الصحفيين والإعلاميين الإسرائيليين للمسجد الأقصى، ونشر عدد من المقالات والتقارير الصحفية في السياق نفسه، يؤكد أن الاحتلال يخطط ويهيئ لاعتداء كبير على المسجد الأقصى، وما هذه الهجمة الإعلامية الاّ جزءا من تحضير الرأي العام المحلي والعالمي لأمر جلل.
ويظهر التقرير التلفزيوني الذي أعده مراسل التلفزيون الإسرائيلية في القناة الثانية، الذي تسلل إلى المسجد الأقصى قبل أيام بحراسة قوات الاحتلال وبمشاركة عدد من المستوطنين والجماعات اليهودية، وقام بتوثيق كيفية اقتحام الأقصى وتدنيسه، أظهر "صلوات يهودية" و"شعائر تلمودية" تقام في أكثر من مكان في المسجد الأقصى –دعّما بلقطات أرشيفية-، بل إن أحدهم صرح انه "يزور جبل الهيكل"- وهو في الحقيقة يقتحم ويدنس الأقصى- ليلة زفافه مع انه كان يتمنى أن يقوم بشعائر زفافه كاملة فيه.
بل بلغ الحد بهذا المستوطن أن يقول إنه يجب رفع وإزالة "الأوساخ" من هذا الموقع- وأشار إلى مبنى قبة الصخرة تكراراً ومراراً، بل وقال أن المبنى هذا هو مبنى مؤقت، ولو كان هناك حلقة في أعلاه لأمكن إزالته، حتى يبنى الهيكل بأسرع وقت ممكن – بحسب أقواله.
ويظهر التقرير وجود خرائط ومخططات تفصيلية أعدها المخطط "جدعون حرلب" - وهو الذي قام تولى تخطيط خرائط مخطط زاموش قيدم يروشلايم الذي كشف عنه الشيخ رائد صلاح عام 2007 -رهن الاشارة لبناء الهيكل الثالث المزعوم على أنقاض الأقصى، بالتزامن مع بناء مذبح القرابين من حجارة البحر الميت، وأدوات أخرى في بعض المستوطنات، وتجهيز أغلب هذه الأدوات ووضعها في مكان قريب على بعد أمتار من المسجد الأقصى- وتحديدا في "معهد الهيكل"-، لنقلها جميعا على وجه السرعة في "ساعة الصفر" لبناء الهيكل.
ويشير التقرير أيضا إلى تعاظم وتصعيد ملف اقتحامات المسجد الأقصى وتنوعها، من خلال مجموعات ضغط فاعلة ومنظمة، تعمل على جعل قضية "صلاة اليهود" فيه قضية جماهيرية عامة من كل قطاعات المجتمع الإسرائيلية الرسمي والشعبي، وهؤلاء بحسب التقرير نجحوا في اقناع الكثير من اعضاء الكنيست ووزراء وقيادات اسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى في الأشهر الأخيرة، ومن ضمن التحضيرات لبناء الهيكل بحسب التقرير اقامة القطار الخفيف والقطار الهوائي والأنفاق الارضية.
منظمات تعمل ليل نهار
كما يشير التقرير إلى تصريحات لمختصين اسرائيليين يؤكدون وجود 12 منظمة إسرائيلية مختلفة تعمل على بناء الهيكل المزعوم، وتدعو إلى هدم الأقصى، منها ما هو مدعوم من الحكومة الإسرائيلية، كما أن هناك تعاظما في الفتاوى الدينية اليهودية التي تجيز وتدعو إلى اقتحام الأقصى وإقامة "الصلوات والشعائر" اليهودية فيه.
ومن أهداف الجماعات والمنظمات اليهودية فرض وجود يومي للمستوطنين والجماعات اليهودية باختلاف أنواعها في المسجد الأقصى، في مرحلة لـ "تعويد" العالم الإسلامي على هذا الوجود اليهودي اليومي -بحسب أقوالهم-، في حين يؤكد قائد سابق شرطة الاحتلال في منطقة القدس خلال التقرير أن "تعويد العالم الإسلامي على مشهد الصلوات اليهودية العلنية فيه، هو أمر مستحيل، بل إنه من المؤكد انه سيجرّ إلى ردود افعال اسلامية قوية نعرف كيف تبدأ ولكن لا يمكن معرفة كيف ستنتهي!!".
إ: عبد الوهاب. ب