دولي

إغلاق الأنفاق يرفع أسعار مواد البناء والوقود

مزيد من التدهور على الحدود المصرية الفلسطينية

 

 

طرأ مزيد من التدهور على عمل أنفاق التهريب الواقعة على الحدود المصرية الفلسطينية جنوب محافظة رفح جنوب قطاع غزة، خلال اليومين الماضيين، وعجز مالكوها والقائمون عليها عن تهريب ونقل الكميات المعتادة من مختلف أنواع السلع والبضائع، لاسيما الوقود السائل بنوعيه وكذلك الاسمنت ومواد البناء الأخرى.

وقالت مصادر متعددة، إن الأوضاع على الحدود تشهد مزيداً من التدهور مع قيام السلطات المصرية بتدمير المزيد من الأنفاق، إما بعد غمرها بالمياه أو إغلاقها بالطوب والرمال.

ولوحظ تراجع كبير في أعداد الشاحنات المحملة بالبضائع التي تشاهد يومياً تغادر المناطق الحدودية، فيما أكد مالكو أنفاق وشبان يعملون فيها أن الأوضاع على الحدود تزداد سوءاً وثمة صعوبات كبيرة في تهريب السلع أو حتى توصيلها إلى المنطقة الحدودية.

وأشار الشاب أحمد المصري ويعمل في نفق قرب بوابة صلاح الدين الحدودية جنوب محافظة رفح إلى أن مالك النفق الذي يعمل فيه سرح معظم العمال وأوقف العمل في نفقه، بعد نصائح تلقاها من أصدقاء يتواجدون في الجانب الآخر من الحدود بتجميد العمل.

وأضاف أنهم أبلغوا بتكثيف عمليات التمشيط التي تنفذها السلطات المصرية بحثا عن الأنفاق، كما تم جلب خزانات كبيرة للمياه تمهيدا لإغراق مزيد من الأنفاق بالمياه.

وأشار إلى أن ثمة حالة من الإرباك تسود كافة العاملين في منطقة الأنفاق، ومعظمهم أغلقوا أنفاقهم وأوقفوا عمليات التهريب بانتظار ما ستؤول إليه الأمور.

وتوقع المصري مزيدا من التراجع في عمل الأنفاق خلال الأيام المقبلة، خاصة مع دفع السلطات المصرية بأعداد أكبر من عناصر الجيش والشرطة وحرس الحدود مزودين بمعدات وآليات تستخدم في كشف الأنفاق وتدميرها.

وأفيد عن إجراءات أمنية استثنائية في المناطق المصرية القريبة من المنطقة الحدودية، تمثلت في نصب السلطات المصرية حواجز على الطرقات ومنع تدفق البضائع في اتجاه الشريط الحدودي ومصادرة كميات من الوقود ومواد البناء.

وعلمت "الأيام" من مصادر مطلعة أن أعداد الأنفاق التي تعرضت للتدمير تزايدت خلال اليومين الأخيرين، وأن الإجراءات المذكورة قد تستمر حتى نهاية الشهر الجاري، وهو الموعد المقرر لتنظيم تظاهرات كبيرة للمعارضة المصرية.

ودفعت الأنباء التي ترددت في مدينة رفح حول اشتداد الحملة المصرية بمئات من المواطنين إلى التدفق على محطات بيع الوقود السائل، بغية شراء كميات منه وتخزينه، وشوهد مواطنون يحملون في أيديهم جالونات فارغة يغذون الخطى باتجاه المحطات لتعبئتها بالوقود خوفاً من انقطاعه، بينما أعلنت غالبية المحطات عن نفاد الوقود لديها.

وقال المواطن ياسر رزق إنه يرغب في تعبئة جالون سعة 20 لترا من وقود البنزين وتخزينه لاستخدامه في تشغيل المولد عند انقطاع الكهرباء، خاصة أن ابنته تتقدم لامتحانات الثانوية العامة، ما يجعله مجبرا على تشغيل المولد عند انقطاع الكهرباء خلال ساعات الليل لتوفير الإنارة لها.

كما أفيد عن ارتفاع ملموس على أسعار الاسمنت ومواد البناء الأخرى، مع تراجع الكميات التي تدخل القطاع يوميا من تلك السلع.

يذكر أن الحملة المذكورة تأتي ضمن سلسلة إجراءات تتخذها السلطات المصرية، بالتزامن مع إعلان المعارضة تنظيم تظاهرات ضخمة نهاية الشهر الجاري.

إ: ك. م


من نفس القسم دولي