الوطن
أساتذة مصحّحون يشلّون عمليات تصحيح الباكالوريا
شكّكوا في سلامة أوراق الامتحانات
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 جوان 2013
قرر أساتذة مصححون التوقف عن تصحيح أوراق امتحانات شهادة البكالوريا بحجة أنهم لا يعلمون "ما إذا كانت صناعة أصيلة أم مقلّدة وما درجة تقليدها"، معتبرين أن ما حدث خلال امتحان شهادة البكالوريا 2013 هوّ حلقة في سلسلة ما تشهده المؤسسات التعليمية من بروز لظاهرة الهمجيّة وكأنّنا في مفترق طرق إما التربيـة أو الهمجية.
وأشار المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع "كنابست"، في بيان له صدر أمس، أن الأساتذة المصححون "اختاروا مهنة التعليم لشرفها ونبلها وليس من أجل كسب الرزق فقط، منتقدين تحول أيّام التصحيح من أيّـام جـني وحصاد لزرعهم إلى حصاد لوّثه الغشّ في سائر الاختبـارات وبخاصة امتحان الفلسفة شعبة الآداب وفلسفة.
وأضافت السناباست في رسالتهم الموجهة إلى وزير التربية عبد اللطيف بابا احمد، أن صرختهم تعالت أيّام إجراء الامتحان واليوم يجدّدون صرختهم ويعلنون توقفهم عن تصحيح الأوراق.. "لا نعلم ما إذا كانت صناعة أصيلة أم مقلّدة وما درجة تقليدها". معتبرين انفسهم وتلاميذتهم الجادّين المثابرين طيلة مسارهم الدراسي، والمدرسة الجزائرية والمجتمع ضحايا لهذا الجوّ المفعم بالعنف والغش والدخيل على امتحـان من أقدس الامتحانات الرسمية.
وطالب الأساتذة المحتجون الذين توقفوا عن عملية التصحيح، من وزارة التربية الوقوف بحزم في وجه كلّ من ساهم من قريب أو بعيد في تشويه صورة امتحان شهادة البكـالوريا، وتمكين الأساتذة عبر مجالس الأقسام من سلطة بيداغوجية تحميهم وتلاميذهم الجادّين، مع اعتماد البطاقة التركيبية كآلية لإبقاء التلميذ داخل المؤسسة التعليمية ضمانا لتكويـن علمي بمقاييس بداغوجية تؤهّله معرفيا ومنهجيّا للتفاعل مع موضوعات البكالوريا. كما اقترحوا تسجيل المترشحين في البكالوريا تسجيلا أوّليا خلال شهر نوفمبر من العام الدراسي، ثمّ تأكيد التسجيل في النصف الأوّل من شهر أفريل للمتابعين دروسهم بانتظام وإقصاء من لم يدرس برنامج السنة النهائية تفاديا لحدوث مشاكل.
وانتقدت الرسالة لجوء الوزارة إلى اعتماد ترتيب المؤسسات التعليمية والولايات بناء على النتائج المحققة، لتكريم الصفوف الأولى ومعاقبة الأخيرة، وقالت إن ذلك "مركّب الغشّ" في نفوس إطـارات في القطاع "أصبحت تحرض عليه من بعيـد خشية العقاب وطمعا في التكريم". ودعا المحتجون إلى اعتماد مقاربات فاعلة لا المنفعلة وجعل المدرسـة الجزائرية نموذج النجاح الحقيقي لا النجاح الوهمي، مع الحيلولة دون إحلال الشفقة محلّ عقاب المتسبّبين في الغشّ.
منى. ب