دولي

"السخل" توفي في السجن بعد اعتداء المخابرات عليه

فلسطين الآن تكشف:

 

في ظل متابعة "فلسطين الآن" لملف وفاة المواطن سعدي السخل بنابلس، روى أحد شهود العيان التفاصيل الكاملة لما جرى. حيث أوضح انه نحو الساعة الثانية بعد الظهر حاصرت قوة من جهاز المخابرات العامة مؤلفة من عناصر يرتدون ملابس مدنية يقودهم الضابط "هيثم زهران" مسئول قاطع رفيديا الذي وصل بسيارته الخاصة، ترافقهم "فان" (حافلة صغيرة) سوداء اللون تخص القوة التنفيذية لجهاز المخابرات وتقل عناصر بزي عسكري.. حاصرت "السوبرماركت" الذي تملكه عائلة السخل على طريق جامعة النجاح الجديدة (الاكاديمية)، حيث كان المواطن سعدي ونجلاه مصعب ومحمد متواجدين هناك. 

وبعد اعتقال العناصر لمصعب، حاول الأب ونجله محمد تخليصه من أيديهم، وحصلت مشادات كلامية وصلت حد اعتداء عنصر من المخابرات على الأب، وعندما شعر أفراد الأمن أن الامر خرج عن السيطرة قام الضابط هيثم زهران بإطلاق الرصاص من مسدسه الخاص في الهواء ووجهه نحو الأب لإجباره على التراجع للوراء، وتابع "بدأ المواطنون يتجمعون في المكان، فلم يجد عناصر المخابرات وسيلة إلا "بدفش" الأب في الحافلة الصغيرة واعتقلوه برفقة نجله ونقلوهما لمقر الجنيد الذي لا يبعد عشرات الأمتار عن مكان الحادثة.

شاهد العيان أكد لـ"فلسطين الآن" أن عناصر المخابرات الذين اعتقلوا مصعب ووالده كانوا بحالة عصبية شديدة ومرتبكين إلى أبعد الحدود، وتصرفوا بقسوة شديدة معهما، دون مراعاة أن الأب رجل كهل يزيد عمره عن 60 عاما.

في سجن الجنيد جرى فصل الأب عن ابنه بعد مصادرة هويتهما الشخصية، وبعد أقل من عشرة دقائق سقط الأب عن الكرسي الذي كان يجلس عليه وفقد الوعي نهائيا، فأصابت أفراد الأمن حالة ارباك شديدة، وقاموا باستدعاء سيارة أسعاف، لكنها تأخرت بالحضور، فقاموا بنقله بسيارة تتبع جهاز المخابرات إلى المستشفى العربي التخصصي في منطقة رفيديا.

هناك روى طبيب مناوب لـ"فلسطين الآن" عبر الهاتف أنهم فوجئوا بنحو 10 أشخاص يرتدون ملابس مدنية يدخلون قسم الطوارئ ومعهم رجل فاقد للوعي نهائيا، فوضعوه على السرير، وخلال ثوان اختفوا من المكان، لتصل على الفور سيارتان تتبعان جهاز الشرطة وتقلان عناصر من جهاز المباحث الجنائية.

أحد المتواجدين في قسم الطوارئ تعرف على المواطن سعدي واتصل بأقاربه وابلغهم بالأمر. 

خلال هذا الوقت، وبعد تأكد قيادة المخابرات التي جرى ابلاغها أن الرجل قد فارق الحياة، طلبت من مسئول التحقيق في سجن الجنيد الافراج عن الشاب مصعب السخل مباشرة دون ابلاغه بما حصل لوالده، حيث فوجئ بالضابط يستدعيه ويعيد له هويته الشخصية وهاتفه المحمول ويطلب منه المغادرة. وما إن وصل إلى بوابة سجن الجنيد حتى تلقى اتصالا من عائلته تبلغه بما جرى مع والده.

وقالت مصادر مقربة من عائلة السخل بنابلس في اتصال مع مراسل "فلسطين الآن" أن العائلة تحمل جهاز المخابرات العامة المسئولية الكاملة عن وفاة عميدها سعدي السخل، بعد معاملته بفظاظة شديدة وتركه واقفا تحت اشعة الشمس الحارقة لفترة طويلة وعدم السماح له برؤية نجله مصعب الذي كان معتقلا لدى الجهاز.

وأوضحت أن حالة من الغضب الشديد تسود كافة المواطنين في مدينة نابلس، وخاصة أبناء وأقارب المتوفى، الذين رفضوا تحديد موعد لدفن جثمانه قبل الرد على هذه الجريمة، كما قالت المصادر.

وذكر مطلعون على القضية أن الضابط في جهاز المخابرات بنابلس "هيثم زهران" هو المتهم الأول بما جرى، حيث انه مسئول منطقة نابلس وقاطع رفيديا تحديدا، وهي المنطقة التي يقع بها المحل الخاص بالعائلة الذي حاصرته المخابرات واعتقلت نجلها مصعب السخل.

وتباينت المعلومات التي حصل عليها مراسل "فلسطين الآن"، ففي وقت أوضح شهود عيان أن الضابط زهران اطلق رصاصة في الهواء من مسدسه الخاص مرت بالقرب من رأس أحد أبناء سعدي السخل الذي هم بالدفاع عن شقيقه المعتقل، ما أصاب والدهم بحالة رعب شديدة توفي على إثرها، وقال آخرون إنه لم يتم اطلاق النار، بل شهدت حادثة الاعتقال احتكاك كبير بين عناصر المخابرات وأفراد من عائلة السخل الذين حاولوا منعهم من اعتقال مصعب، ما تسبب بارتفاع ضغط الدم لوالده، فوقع مغشيا عليه.

في حين، تشير المعلومات الصحفية أن الرجل توفي بعد أن اغمي عليه أمام بوابة جهاز المخابرات في شارع عبد الرحيم محمود بالمخفية بنابلس، خلال محاولته الاطمئنان على ابنه.

إ: احسن. ز

من نفس القسم دولي