الوطن

الأخصائيون المقبلون على أداء الخدمة المدنية يفقدون الثقة في وعود الوزارة الوصية

قالوا إن ظروفا قهرية تنتظرهم

 

أكد ممثلون عن الأطباء الأخصائيين المتخرجين الجدد والذين هم مقبلون على تأدية الخدمة المدنية، أنهم يرفضون المعاناة التي يعيشونها أثناء تأدية واجب الخدمةالمدنية، مشيرين إلى أن مقترحاتهم المقدمة للوزارة أثناء وقبل الاضرابات التي عرفها القطاع لم تلق أي اعتبار، موضحين أن الأخصائي بعد عدة سنوات من الدراسة وبعد حصوله على شهادة التخصص معتقدا أنه سوف يشرع في تأسيس حياته الشخصية، يتفاجأ بتوجيهه للعمل في ولاية بعيدة دون تهيئة أدنى الظروف الضرورية للعمل.

وقالت الدكتورة سعد الله جاب الله أسماء عضو سابق في التكتل النقابي المستقل للأطباء المقيمين وأخصائيي دفعة جانفي 2013 إن"نفس السيناريو الذي حدث اثناء وبعد الاضراب يبقى يدور رغم الوعود التي تلقيناها لتحسين الظروف وإصلاح الاوضاع وتهيئة ظروف العمل المناسبة"، مؤكدة على عدم مراعاة أدنى الظروف اللازمة لتأدية الطبيب المختص عمله بشكل عادي، موضحة أن هذا الاخير يؤدي مهامه في أصعب الظروف، ففي كثير من الاحيان يتم إرسال جراح مثلا الى مصلحة نائية دون توفير مخدر معه، مما يصعب الامر على الاخصائي الذي يخرج عن مهنته الاصلية ليتحول الى طبيب عام في ظل انعدام الوسائل والامكانات، كما أشارت الدكتورة أسماء الى مشكل السكن الوظيفي الذي يعتبر حقا شرعيا يقدم تلقائيا اثناء تأدية الخدمة المدنية كما تم الاتفاق عليه، لضمان توفر الطبيب بالقرب من مكان العمل في اي وقت، ففي معظم الولايات يضطر الطبيب لقطع مسافة كيلومترات الى مكان ما دون تهيئة جو العمل، بحيث يجد نفسه عاجزا عن تأدية مهامه ممارسة حقيقية من جهة، كما يعيقه هذا الظرف من التقدم العلمي والبحث من جهة أخرى، ليبقى الاخصائي يدور في حلقة مفرغة، وبالتالي لا يستطيع ان يخدم المجتمع ولا تأدية مهامه تأدية كاملة، وتبقى الوعود النظرية من الوزارة موجودة ولكن الشيء العملي لا زال غائبا تضيف الأخصائية بن جاب الله. 

وكان الاطباء الاخصائيون المتخرجون شهر افريل المنصرم قد شنوا وقفة احتجاجية الخميس الفارط، على التوزيع ”العشوائي” لمناصب العمل المحددة في إطار الخدمة المدنية، رافضين ان يتم استغلالهم من أجل ما سموه "سياسة سد الفراغ” المترتبة عن رفض عدد هام من الأطباء الأخصائيين ضمن دفعة جانفي2013 الالتحاق بعملهم في مختلف الولايات بسبب انعدام أدنى الشروط المطلوبة، وهي السكن الوظيفي ووسائل العمل، مما جعل قوات الشرطة تتدخل لاخراج الأخصائيين حديثـي التخرج من القاعة المخصصة لإجراء عملية التوزيع على مستوى المعهد الوطني للصحة العمومية تحت إشراف لجنة الخدمة المدنية. 

نبيلة مقبل 

من نفس القسم الوطن