الوطن

تخوف في الشارع الجزائري من استمرار موجة الحر

الأرصاد الجوية تتوقع تسجيل 40 درجة مئوية اليوم وبداية الانخفاض يوم الخميس

 

يشهد الشارع الجزائري هذه الايام حالة تخوف من استمرار موجة الحر إلى غاية حلول شهر رمضان المعظم، ومن جانب آخر سجلت مصالح الاستعجالات خلال الفترة الأخيرة التي شهدت موجة حر مرتفعة، زيادة في عدد المصابين بضربات الشمس بنسبة 30 بالمائة على رأسهم المسنين والأطفال، فيما أكدت مصالح الأرصاد الجوية زيادة ارتفاع درجات الحرارة اليوم والتي تصل إلى 40 درجة مئوية في المناطق الشرقية والشمالية ليبدأ الانخفاض فيها يوم الخميس المقبل.

سجلت مصالح الاستعجالات بمختلف ولايات الوطن ارتفاعا معتبرا في أعداد المواطنين المصابين بنفحات أو ضربات الشمس والحر خلال اليومين الفارطين قدرت بنسبة تراوحت ما بين 15 و30 بالمائة، وحسب الدكتور مصطفى بودزاري رئيس مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، فإن ضربات الشمس هذه تنقسم إلى قسمين، الأولى هي نفحات الحر التي تصيب المسنين بالأخص والأطفال وتسبب لهم مضاعفات صحية خطيرة جدا على حياتهم، كمضاعفات في القلب والجهاز الدماغي، والقسم الثاني يمس فئة الشباب الذين يعرضون أنفسهم لأشعة الشمس مدة طويلة في الشواطئ مثلا مما يؤدي إلى إصابتهم بضربات شمس قوية ويتم نقلهم مباشرة إلى المستشفى للخضوع إلى الإسعافات الأولية، وهي الإصابات التي تزيد نسبتها فخلال العطلات الأسبوعية طيلة فصل الصيف.

وتتمثل معظم الحالات التي شهدتها مصلحة الاستعجالات حسب الدكتور بودزاري، أشخاص تعرضوا لضربات شمس قوية نتيجة الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، وشيوخا وأطفالا تعرضوا لتعقيدات صحية كبيرة، شملت ارتفاعا حادا في ضغط الدم وهبوطا حادا في مستوى السكري، يضاف إليها حالات تخص أشخاصا تعرضوا لتسممات غذائية حادة، بسبب تناولهم الحلويات التي تحتوي على الكريمة ووجبات تحتوي على الكاشير. وفي هذا الشأن استقبل المستشفى الجامعي مصطفى باشا قرابة 10 أشخاص متفاوتة أعمارهم، بسبب موجة الحرارة التي ضربت ولاية الجزائر والمناطق المجاورة لها، إذ تم التكفل بهم على مستوى مصالح الاستعجالات.

ومن جهتها، أكدت المكلفة بالإعلام بمركز التنبؤات بالمعهد الوطني للأرصاد الجوية، الهوارية بن ركتة، أنه حسب المعطيات التي تحصلت عليها المصلحة، فمن المتوقع أن يكون هناك ارتفاع اليوم في درجات الحرارة بالمناطق الشرقية مثل عنابة وسكيكدة لتصل إلى 40 درجة مئوية والمناطق الشمالية التي تترواح ما بين 36 و40 درجة مئوية، ويكون هناك انخفاض تدريجي في درجات الحرارة ابتداء من اليوم الخميس، حيث ستعود درجات الحرارة إلى معدلها الفصلي العادي خاصة وأنه دخول موسم الصيف سيكون يوم 21 جوان لتستقر عند 30 درجة مئوية في معظم الأحيان.

وأضافت ذات المتحدثة، أن هذا الارتفاع في درجات الحرارة، يعد ارتفاعا عاديا وفصليا لا علاقة له بموجة الحر، لأن موجة الحر، تقول المختصة، تدوم لأيام طويلة وتشهد ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة يصل إلى 45 درجة مئوية، كما أوضحت أن شهر أوت معروف بارتفاع درجات الحرارة لذا فالأمر عادي جدا، خاصة وأن الجزائر من بين البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط والمعروفة بتذبذب مناخها في كل الفصول.

ومن جهته صرح الأخصائي في علم التجميد أحمد شيكو أن أغلبية غرف تبريد المواد الغذائية وعلى رأسها اللحوم بكافة أنواعها، تفتقر إلى أجهزة قياس الحرارة ''الترمومتر'' ما يؤدي بها للتلف، وبالتالي تعريض صحة المستهلك للخطر، خاصة مع دخول موسم الحر. ورافع أمس المشاركون في الملتقى التحسيسي للتجار والحرفيين للوقاية من التسممات الغذائية في العاصمة، من أجل صيف من دون تسممات غذائية، خاصة بعد الأرقام المخيفة التي يسجلها الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، والتي تشير إلى تسجيل من  4000 إلى 5000 حالة تسمم سنويا.

وللإشارة فإن العديد من المؤسسات الصحية قامت بتوجيه استدعاءات استثنائية لكل الأعوان والممرضين وحتى الأطباء، بسبب الضغط الكبير الذي تتعرض له مصالح الاستعجالات الطبية، تحسبا للارتفاع المحسوس في درجات الحرارة المنتظرة هذه الأيام، من أجل ضمان الرعاية الطبية للمتوافدين عليها.

 

وزارة الصحة توصي ببعض التدابير تحسبا لموسم الحر 

أوصت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السكان باتخاذ تدابير تحسبا لموسم الحر، مشيرة الى أنه عند اشتداد الحرارة "من الضروري الاحتماء سيما الأطفال الصغار والأشخاص المسنين والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة".

وأوصت وزارة الصحة في بيان لها "بغلق نوافذ وستائر واجهات المنازل المعرضة طويلا لأشعة الشمس وإبقاء النوافذ مغلقة طالما أن درجات الحرارة الخارجية تفوق الداخلية وتفادي الخروج في الساعات الأكثر حرا وبالاستحمام عدة مرات في اليوم وشرب الماء بشكل كاف وتفادي تناول المشروبات التي تحتوي على نسبة كبيرة من السكر وكذا الكافيين وتفادي النشاطات الخارجية (الرياضة والبستنة وغيرها)".

من جهة أخرى أشارت الوزارة إلى أنه في حالة ما إذا اضطر الشخص إلى الخروج يجب عليه الخروج صباحا باكرا أو مساء في السهرة وارتداء ملابس خفيفة وواسعة والبقاء في الظل وعدم التعرض مطولا لأشعة الشمس.

وفي حالة إصابة شخص ما بأوجاع في الرأس والرغبة في التقيؤ والعطش المفرط والحرارة الشديدة على مستوى الجلد واحمراره وجفافه إضافة إلى اختلال ذهني، توصي وزارة الصحة بضرورة الاتصال فورا بمصلحة المساعدة الطبية الاستعجالية أو الحماية المدنية، موضحة أن هذه الأعراض يمكن أن توحي بإصابة الجسم بالحر.

وفي انتظار وصول فرق الإسعاف، أوصت الوزارة "بنقل الشخص المصاب بأحد هذه الأعراض إلى مكان بارد وإجباره على شرب الماء ورشه بالماء البارد أو تغطيته بقماش مبلل".

 

سعاد. ب


من نفس القسم الوطن